قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

المدينة المهجورة.. مقابر البجوات بالوادى الجديد أطلال تحكي تاريخ الأقباط.. جسدت وقائع اضطهاد الرومان وخروج بني إسرائيل.. تضم كنوز وآثار الأجداد


  • مقابر البجوات بالوادى الجديد يرجع تاريخها للقرن الثاني الميلادى
  • المقابر كالمدينة المهجورة تحتوى على 263 هيكلا أكثرها مزخرف من الخارج وقبابها مزينة بمناظر مختلفة
  • رسومها تمثل قصة أنبياء الله نوح وفداء إسماعيل وغيرها

تقع مقابر البجوات خلف معبد هيبس بمدينة الخارجة بالوادي الجديد، ويرجع تاريخها للقرن الثاني الميلادي، وكلمة "جبوات" تعني "قبوات" جمع "قبو"، وذلك لأن كل مقابر الجبانة تعلوها قباب، وهي مبنية من الطوب اللبن، وتتمثل أهميتها البالغة في أنها ترجع لأوائل العصر المسيحي.

يقول المؤرخ محمود منصور، الباحث في تاريخ الواحة، إن جبانة البجوات بناها المسيحيون أبان القرن الثالث الميلادي بعد أن فروا من مختلف المحافظات، وذلك أثناء اضطهاد الرومانيين للمسيحية، واتخذوا من تلك المنطقة المرتفعة في قلب الصحراء شمال الخارجة مقرًا لهم ليأمنوا ممارسة معتقداتهم الدينية بسلام بعيدا عن أباطرة الرومان، ولكنها أصبحت الآن كالخرابات المهجورة يسكنها البوم والغربان.

وأضاف أن مقابر البجوات في وضعها الحالي كالمدينة المهجورة، وتحتوى على 263 هيكلا أكثرها مزخرف من الخارج وقبابها مزينة بمناظر مختلفة من التوراة، بالإضافة إلى المناظر المسيحية.

وأوضح أن هذه المناظر تتميز بألوانها الزاهية المرسومة بطريقة الفريسكو وهي خلط الألوان بالماء عند الرسم، ومن هنا جاءت أهمية الجبانة التي استطاعت بمساعدة الجو الجاف للمنطقة الاستمرار والدوام طيلة هذه القرون، ويوجد في العشرات من هياكلها آلاف الكتابات باللغات الإغريقية واللاتينية والقبطية والعربية، ومن أهم العناصر الأثرية للبجوات مزار السلام ومزار الخروج والكنيسة.

وأشار إلى أن "مزار السلام" سمي بهذا الاسم لوجود رمز السلام مصور بقبة المزار، وهذا المزار يعتبر أكثر المزارات شهرة لدى دارسي الفن ويطلق عليه لدى الباحثين الأوربيين اسم "مقبرة البيزنطية"، أما "مزار الخروج" فيحكي قصة خروج بني إسرائيل من مصر يتعقبهم فرعون بجنوده.

من جهته، قال الأثري محمد جابر: "عند زيارة مقابر البجوات ترى العديد من الصور والرسومات التي تحكي بعض القصص المقتبسة من كتاب العهد القديم مثل قصة نوح وقصة فداء إسماعيل وغيرها، ويوجد أيضًا بالجبانة مخربشات تتمثل في الكتا بات والخطوط التي سجلها زوار البجوات، وتكثر هذه الظاهرة على جدران المقابر المزينة بالصور أو المكسوة بالملاط، ويبلغ مجموعها 63 مخربشة أكثرها مكتوب باللغة العربية وعددها 29، بينما المخربشات الإغريقية 19 والقبطية 12، وتبدأ الكتابات العربية منذ القرن التاسع الميلادي".

وأضاف أنه بجانب مقابر البجوات تم الكشف عن بقايا مساكن عين سعف التي كانت تعتبر المساكن الرئيسية وقتذاك، أما الكنيسة فتقع وسط الجبانة وتطل على بلدة الخارجة القديمة، وتتكون من ثلاثة أروقة، ويرجع بناؤها إلى القرن الخامس الميلادي.

وأوضح أن مقابر البجوات والتي شيدت بالطوب اللبن والطين تعد من أهم المناطق الأثرية القبطية المهملة، ولكن من المؤسف أن تلك المقابر معرضة للسقوط نتيجة لعوامل الطقس والتعرية، فيجب على مسئولي الآثار ضرورة التحرك والاهتمام بمثل هذه الموروثات التراثية للحفاظ على ما تبقى من تلك الآثار أو عمل ترميمات فورية لتلك المقابر قبل أن يندثر تاريخ الأقباط تحت أطلال البجوات.

وناشد جابر جميع المسئولين عن المناطق الأثرية بمناطق الوادي الجديد أن يفيقوا من غفلتهم وينظروا لمثل تلك المناطق والتي تحكي تاريخ أمم وشعوب من العصور الأولى كادت تهوى وتندثر تحت التراب وكأنهم في بلاد واق الواق.