المركز المصري للفكر: سياسات قوى إقليمية ضاعفت خطورة مصادر التهديد بالإقليم

أكد الدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أنه ضاعف من خطورة واستقرار مصادر التهديد بالإقليم سياسات بعض القوى الإقليمية، التي تلعب دورا معلنا في توسيع حجم التفاعلات الصراعية بالإقليم من خلال أدوات عدة، أبرزها الاستثمار -السياسي والمالي والإعلامي- لهذه القوى في الوكلاء المحليين من الفاعلين المسلحين من غير الدول، استنادا إلى ارتباطات طائفية وأيديولوجية.

وأضاف خلال مؤتمر "مصر في شرق أوسط متغير" بمشاركة عدد كبير من الخبراء من مصر والولايات المتحدة والمقام في نيويورك علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن هذه البيئة، أنتجت عددا من الظواهر، فمن ناحية، ساهمت هذه البيئة في تعميق حالة الاستقطاب -أو الصراع في بعض الحالات- بين القوى الدولية الكبرى داخل الإقليم.

وأشار إلى أنها من ناحية أخرى، ساهمت هذه البيئة في رفع التكاليف السياسية والأمنية والاقتصادية للمشروعات التنموية والإصلاحية لدى عدد من دول الإقليم، وذلك رغم ما تمتلكه هذه الدول من إرادة سياسية قوية لبناء تجاربها التنموية والإصلاحية، بعد استيعاب دروس "الربيع العربي"، بل ومحاولة معالجة المشكلات الهيكلية بالإقليم استنادا إلى مبادئ إعادة الاعتبار للدولة الوطنية، وإعلاء السياسات التعاونية بالإقليم، وتحويل الموارد الاقتصادية إلى موضوع للتعاون وليس للصراع، فضلا عن عدم التدخل في الشئون الداخلية.

وأوضح أنه في هذا الإطار، تأتي أهمية ورشة عمل اليوم التي تناقش تحت عنوان "مصر وشرق أوسط متغير"، عددا من القضايا المهمة عبر جلساتها الثلاث الرئيسية: "التحولات الجيوسياسية والاستراتيجية في الشرق الأوط"، "مسار الصراعات الإقليمية والتهديدات الناشئة"، و"مصر في إقليم متغير". ويشارك في ورشة العمل مجموعة متميزة من باحثي وخبراء المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية ومعهد الشرق الأوسط.

وتهدف ورشة العمل، ومن خلال نقاش موضوعي هادئ، إلى بناء فهم أعمق وأكثر تكاملا لواقع الإقليم. وانطلاقا من أن ورشة عمل واحدة لا تكفي للوصول إلى هذا الهدف، فإننا نسعى أيضا إلى تدشين وبناء علاقة تعاون مستدامة بين مؤسستنيا، نتمنى أن تشهد في القريب العاجل المزيد من الفعاليات المشتركة.