الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد اختطاف ابن عمة ملكة بريطانيا.. رغيف الموت يقضي على ثعلب المخابرات الإنجليزية ببورسعيد ويعجل برحيل الاستعمار

صورة لـ عملية رغيف
صورة لـ عملية رغيف الموت

تظل بورسعيد محط انظار العالم بما قدمه أهلها من تضحيات كبيرة فى مقاومة العدوان الثلاثى الغاشم عام 1956 م من اجل الزود و الدفاع عن تراب الوطن فقد صنفها الكثيرين بقبله المجاهدين ورمز الاستبسال و بالبطوله

تعتبر عملية رغيف الموت من اهم واخطر العمليات التى عجلت برحيل الاستعمار عن بورسعيد ففي صباح 14 ديسمبر و قد مر ثلاثة أيام على خطف مورهاوس ابن عمة ملكة بريطانيا، فى الساعة التاسعة صباحا و عند ناصية شارعي رمسيس و النهضة و هي نفس الناصية التي خطف منها مورهاوس وقف شاب صغير على الناصية السن عمرة حوالي 16 سنة يرتدي بنطلونا و قميصا بالرغم من شدة البرد و فى يده رغيف من الخبز يقضم منه قضمات صغيرة و هو ينظر إلى الشارع فى قلق

أقرأ ايضا: 

و فجأة أقبلت من شارع رمسيس سيارة صغيرة كانت تنطلق بسرعة و زجاجها مغلق و فى داخلها ثلاثة رجال احد هؤلاء الرجال الثلاثة كان الميجور جون وليامز ثعلب المخابرات البريطانية

كان وليامز يستعمل هذه السيارة المدنية الصغيرة فى تنقلاته السريعة و كان دائما يغلق زجاج النوافذ خوفا من قنبلة قد تلقى عليه

كان الشاب الذي يقف على الناصية هو السيد عسران و توترت أعصاب الشاب قليلا عندما لمح السيارة تقبل من أول الشارع و لكنة تمالك نفسه بعد ثوان و دس يده فى جيبه ثم أخرجها و فيها ورقة كتبت بها سطور كثيرة باللغة الانجليزية

لوح عسران بيده لسائق سيارة وليامز و لكن السائق قد تخطاه و لم يقف، و فجأة وقفت السيارة كان وليامز قد شاهد الشاب يلوح بورقة فيها كتابة باللغة الانجليزية فطلب من السائق الوقوف و الرجوع إلى الخلف كأن القدر هو الذي تدخل و هو الذي يسيطر على الموقف .

فتح وليامز زجاج سيارته بحرص و نظر بعينيه الزرقاوات إلى الشاب الصغير الذي يقضم رغيفا من الخبز و قابل الشاب نظرة ثعلب المخابرات البريطانية بنظرة أخرى ثابتة بريئة

قال له وليامز بالعربية : عايز أية ؟

و لم يتكلم عسران مد يده بالورقة الى وليامز و نظر وليامز الى سكرتيرة الذي بجانبة و هو يبتسم كان يظن انه بسبيله الحصول على معلومات توصله إلى مورهاوس و إلى الذين خطفوه

و مد يده يأخذ الورقة و قبل أن تلمسها أصابعه تركها عسران تسقط من بين أصابعه داخل السيارة و سقطت الورقة فى المكان الذي حدده لسقوطها بالضبط فى دواسة السيارة و انحنى وليامز ليلتقط الورقة التي سقطت من يد الشاب

فى هذه اللحظة كان عسران قد شد قطعه من الخبز بأسنانه و لكنة لم يبتلعها قابض عليها بأسنانه و عيناه تلمعان بعنف و قبل أن يعتدل وليامز و فى يده الخطاب أحس بشيء آخر يسقط فى السيارة و فوجئ بمساعده الكابتن جرين يفتح السيارة بعنف و يحاول الخروج منها و لمح وليامز الرغيف الذي كان في يد الشاب تحت قدميه فى دواسة السيارة و كان عسران قد ذاب فى الشارع
أدرك وليامز الفخ , فتح باب السيارة محاولا الخروج بدورة و لكن الانفجار دوى و قصفه الأعلى هو الذي خرج فقط

و سقط وليامز على ارض الشارع و فى يده مسدسه و راح يطلقه بغير حساب فأصيب أربعة من اليونانيين كانوا يسيرون فى الشارع بينهم طفلان و لكن إصابتهم لم تكن قاتلة.

و كان سائق سيارة وليامز قد جرح و أنكفأ على وجهه بداخل السيارة فوق عجلة القيادة و أما الكابتن جرين مساعد وليامز فقد أطلق ساقية للريح و هو يصرخ فى الشوارع مناديا الدوريات البريطانية

وظل وليامز راقد فى مكانة يسبح فى بركة من الدماء و فى يده مسدسه و عيناه الزرقاوات تبحثان فى الشارع عن عسران

كان يعلم انه سيموت فهو مصاب بالسكر منذ سنوات و القنبلة مزقت نصفه الأسفل تماما و أقبلت الدوريات البريطانية من كل صوب و حملوه إلى عربة الإسعاف الخاصة بهم مات ثعلب المخابرات فوق ظهر الباخرة المستشفى التي نقل إليها بسرعة

اما عسران فقد أسرع الى الحي العربي، فلم يكن عسران ينفذ العملية وحدة , كان يحرسه من بعيد أفراد مجموعته الأبطال و هي نفس المجموعة التي خطفت مورهاوس و هاجمت مطار بورسعيد

و ابلغ كمال الصياد القيادة العليا للمجموعات أن وليامز قد قتل ثم ذهب يبحث عن عسران ووجده جالسا بجوار مبنى قسم العرب و كان يبكي

قال له : بتعيط ليه يا عسران في واحد بطل يعيط

رد عسران: يا أستاذ كمال الانجليز قتلوا اخويا فى أول المعركة و كنت فاكر أنى لما اقتل وليامز ناري حتبرد لكن بعد ما قتلته اكتشفت إن وليامز مش كفاية و نار أخويا أشد من الأول

احتضنه كمال الصياد فى صدره و هو يقول : الأيام لسه جايه يا عسران و في فرص كتير تاخد بثأر أخيك