أكد الدكتور محمد رجب فضل الله ، أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية بكلية التربية بجامعة العريش، أن نظام التعليم المصري "الجامعي وقبل الجامعي" ينقصه الكثير ليبرهن على تقديره للغة العربية وسعيه إلى تطوير تعليمها وتعلمها في المدارس والجامعات.
وقال "رجب" في تصريح خاص لموقع "صدى البلد": إنه لابد أن تهتم وزارة التربية والتعليم باختيار وإعداد وتدريب كل من يتولى تدريس اللغة العربية في المدارس ، وأضاف أنه لابد أيضا من الاهتمام بإعداد الكتب التعليمية الخاصة بتعليم اللغة العربية من حيث الشكل والمضمون.
وأضاف رجب قائلاً: نحن نحتاج أيضًا في عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي إلى تطوير وسائط تعليم اللغة العربية مع إثراء هذه التعاليم بالأنشطة المتنوعة
وأرى أن وزارتي التعليم والتعليم العالي، تتحملان العبء الأكبر في حماية تعليم اللغة العربية، فعلى وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن تراجع بكل اهتمام واحترافية حالة تعليم اللغة العربية في مدارسنا الحكومية والخاصة والدولية، مشيرًا إلى أن أبناءنا بحاجة إلى أوقات كافية ومخصصة للاستماع إلى نصوص اللغة العربية الصحيحة ، والتي يزخر بها الأدب العربي شعرًا ونثرًا.
كما أكد "رجب" أنه من المهم عودة الاهتمام لحصص التحدث والتعبير والتواصل باللغة العربية السليمة وما يصاحبها من أنشطة كأنشطة الإذاعة المدرسية والتمثيل.
وعبّر "رجب" عن استيائه من غياب حصة القراءة الحرة والمكتبة المدرسية من مدارسنا، قائلا: لابد من عودة هذه الحصص وتنويع أنشطتها، ولابد من دعم المكتبات المدرسية بالمواد القرائية من قصص ومجلات وكتب عربية ومواد مسموعة ومرئية.
وقال "رجب"، ونحن نحتفي باليوم العالمي للغة العربية، لابد أن نشير إلى ضرورة الاهتمام بتعليم الخط العربي، مؤكدًا أن هذا الأمر أهملته وزارة التربية والتعليم بشكل واضح وبصورة ملموسة مؤخرًا، فلا وجود لمُعلم الخط العربي بمدارس التعليم الأساسي، ولا تطوير لمحتوى الكراسة المدرسية الخاصة بتعليم الخط العربي، كما أن حصة الخط العربي "إن وجدت" فدائمًا تكون في ذيل الجدول المدرسي بلا أدنى اهتمام .
وقال "رجب": قد يعتقد البعض خطأ أن الكتابة الإلكترونية تغني عن الكتابة اليدوية، وأنه لا ضرورة للسعي إلى تجويد الخط العربي وتجميله وهو اعتقاد خاطئ.
وأضاف "رجب" قائلاً: إنني أتطلع إلى اليوم الذي يصبح فيه تدريس اللغة العربية بمستويات تراكمية كمُتطلبات أساسية للدراسة الجامعية.
بحيث يكون مطلوبًا من الطالب اجتيازها بمستوى جيد لجميع الملتحقين بكليات الجامعة، بغض النظر عن نوع الدراسة ولغتها، فاللغة العربية هي لغة الدين والوطن وهو أساس وحدتنا وقوتنا.
وشدّد رجب على أن تعليم اللغة العربية يجب أن يكون فريضة على كل طالب بشرط تطوير برامج التعليم لتركز على وظيفية اللغة العربية، واستخدامها في المواقف الحياتية استماعاً وتحدثاً وقراءة وكتابة.
وقال: كما أن الجامعات يجب أن تهتم بتطوير برامج إعداد أساتذة اللغة العربية بكليات التربية وإعداد معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها، بشراكة فاعلة بين أقسام اللغة العربية بكليات دار العلوم والآداب والتربية وتحت إشراف الأساتذة الخبراء في مناهج اللغة العربية وطرق تعليمها وتعلمها.
كما أن تطوير وحدات مستقلة لتعليم اللغة العربية يجب أن يكون هدفًا لكل جامعة.