من أكبر الأديرة فى العالم .. أقباط أسوان يحتفلون بمولد الأنبا هدرا بالمنطقة الغربية ..صور

طقوس دينية راسخة وإحتفالات متوارثة يحرص الأخوة الأقباط على تنفيذها وإقامتها بشكل سنوى وهو ما يتمثل فى الإحتفال بمولد الأنبا هدرا بديره المعروف باسم "دير الأنبا سمعان" غرب مدينة أسوان، والذى يتزامن الاحتفال به خلال شهر ديسمبر من كل عام بالتوافق مع يوم 12 كيهك بالقبطية .

ورصدت " صدى البلد " هذه الاحتفالات التى استمرت على مدار 3 أيام حيث يتم أداء الطقوس الدينية، والصلوات، واحتفالات أعياد الميلاد أيضًا، وترأس الأنبا هدرا مطران أسوان القداس فى ذكرى نياحة الأنبا هدرا السايح فى 12 كيهك من كل عام بحسب التقويم القبطى .

وخلال الاحتفال يصلى القداس بمقر دير الأنبا هدرا أو دير سمعان الأثرى بغرب أسوان، وسط توافد المئات من الأسر المسيحية بأسوان والصعيد إلى مقر الدير للاحتفال بهذه الذكرى.

وشهدت الاحتفالات إجراءات أمنية مشددة فرضتها أجهزة الأمن بالتنسيق مع شرطة السياحة حيث اختتمت اليوم الاحتفالات بهذه المناسبة والتى بدأت يوم الجمعة الماضية بحضور ومشاركة عدد من الآباء الكهنة بأبراشية أسوان ودير القديس الأنبا باخوميوس بحاجر إدفو.

وفى نظرة تاريخية على دير الأنبا سمعان بالبر الغربى لمدينة أسوان الذى يعيد جزءا منه إلى الأضواء، وهو التاريخ الذى يعود للقرن الخامس الميلادي ومقام على مساحة 6 أفدنة، حيث يمثل طرازًا فريدًا للمعمار القطبى ويعتبر الدير الوحيد المتبقى من الأديرة الباخومية، وتحتفل المحافظة بعيد الأنبا سمعان فى 21 ديسمبر من كل عام يبلغ ارتفاع 5.5 متر، ويضم مبانى من حجر الجرانيت والطوب اللبن.

وظل العمل بدير الأنبا سمعان حتى منتصف القرن الثالث عشر الميلادي، حيث إن الدير له مداخل من ناحية الشرق والغرب ومقام على جزأين، السفلي، والذي كان مخصصا لإقامة الشعائر، والعلوي ويمثل قصرا خاصا بإقامة الرهبان "قليات" بمختلف درجاتهم.

وكان الدير يستقبل الحجاج المغاربة المتجهين إلى مكة عبر الصحراء الغربية ومرورا بدير الأنبا سمعان ومنطقة وادي العلاقي ثم سواكن بالسودان ثم الأراضي الحجازية، وأن الحجاج المغاربة أثناء استضافتهم بالدير كانوا يحفرون أسماءهم على جدران الدير الداخلية، ليمثل ذلك قمة الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط.

وأوضح الأثرى حسن جبر متخصص آثار إسلامية وقبطية أنه يتم الاحتفال بعيد الأنبا سمعان في 21 ديسمبر من كل عام، ويزوره الأقباط من مختلف محافظات الجمهورية في هذه المناسبة، وهذا الدير الوحيد المتبقي من الأديرة الباخومية، وتقوم المئات من الأسر المسيحية بأسوان بالاحتفال بالذكرى السنوية لنياحة القديس الأنبا هدرا الأسوانى، أشهر القديسين المسيحيين في القرن الخامس الميلادى بمقر دير الأنبا سمعان الأثرى بالبر الغربي للنيل بأسوان بمشاركة أهالي أسوان وأبناء محافظات الصعيد، يتقدمهم قيادات الكنيسة فى أسوان، ويأتى فى مقدمتهم الأنبا هدرا، مطران أسوان الحالى.

وقال بأنه يعتبر دير الأنبا سمعان بأسوان من أديرة الأقباط الأرثوذكس العريقة، ويُعد من أكبر الأديرة القبطية فى العالم، ويقع على قمة تل جنوب جزيرة الفنتين بأسوان، وكان اسمه الأصلي دير الأنبا هدرا، وبسبب نقص المياه بعد قرن من بنائه، هُجر الدير وتُرك لعدة سنوات دون المساس به، لافتًا إلى أنه من أهم الأديرة القبطية على مر التاريخ فآوى إليه العديد من الرهبان عندما انتشرت المسيحية بين أهل ممالك النوبة وما زالت تحتفظ بالنقوش والرسوم على جدرانها وتمثل صور السيد المسيح والقديسين.

ودير الأنبا سمعان اجتمع له نحو 300 راهب يشتغلون بالحرف المختلفة، وبعد وفاة الأنبا سمعان خلد الأقباط ذكرى مولوده ووفاته التي تصادفت نفس التاريخ، بالحضور إلى الدير والاحتفال فى كل عام بهذه المناسبة، كما أن الدير حظى باهتمام مطرانية أسوان، وأصبحت إلى جواره مبان جديدة لاستقبال الزوار والضيوف، وقامت الحكومة برصف الطريق الإسفلتي حتى باب الدير.