حكم قدوم الرجل من سفره على زوجته فجأة؟ ورد النهي من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يأتي الرجل من السفر فجأة دون إخبار زوجته لكي تتجهز له، فعن جَابِرِ بن عبد اللَّهِ رضي الله عنهما قال : كنا مع رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في غَزَاةٍ، فلما قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ذَهَبْنَا لِنَدْخُلَ، فقال: «أَمْهِلُوا حتى نَدْخُلَ لَيْلًا - أَيْ عِشَاءً - كَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ، وَتَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ» رواه البخاري (5079)، ومسلم (715).
حكم قدوم الرجل من سفره على زوجته فجأة
أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، كيفية تعامل الزوج العائد من السفر مع زوجته، منوهًا بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بالثقة ونهانا عن الظن، وقال مرة إذا جاء أحدكم من السفر يأتي إلى المسجد.
وأوضح «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «من مصر» مع الإعلامي عمرو خليل، المذاع على فضائية «CBC» أن العائد من السفر فجأة -دون أن يخبر زوجته- حينما ينزل على المسجد أولًا فيقوم الولاد الصغار بإخبار الزوجة فتتجهز لزوجها.. «فواحد خطر في باله وقال أنا ممكن ألاقي مراتي مع حد، فهذا تفكير عفن».
وأشارالدكتور علي جمعةإلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا إذا كنا في غياب، أي في سفر، أن نخبر أهلنا وأن ننزل المسجد أولا، حتى تتزين المرأة لزوجها وتستعد لاستقباله، كما قال رسول الله في نهاية حديث مما رواه البخاري «أمهلوا حتى تدخلوا ليلًا أي عشاء لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة».
وتابع: «النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا غير كده ما تطبش فجأة ولا تتشكك في مراتك، هذا التفتيش يقدح في الثقة، ولما متفتش وتطيع الله ورسوله ربنا يسترها معي وإذا عاندت فربنا يعاقبني، فواحد جه وقال الكلام ده مش داخل دماغي وراح طابب على مراته فوجدها في حالة غير جيدة فيها خيانة وهذا عقاب له».
حكم قدوم الرجل من سفره على زوجته فجأة
ورد النهي للمسافر عن أن يأتي أهله ليلًا أو على حين غفلة منهم، وذلك لئلا يرى منهم ما لا يسره، فيؤدي ذلك إلى النفرة منهم، فعن مُحَارِب بْنُ دِثَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ طُرُوقًا» حديث متفق عليه، وفي رواية مسلم: «إِذَا قَدِمَ أَحَدُكُمْ لَيْلًا، فَلَا يَأْتِيَنَّ أَهْلَهُ طُرُوقًا، حَتَّى تَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ، وَتَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ».
وفي رواية أخرى للإمام مسلم أيضًا: «نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلًا يَتَخَوَّنُهُمْ، أَوْ يَلْتَمِسُ عَثَرَاتِهِمْ».. فَفي الحَديثِ: النَّهيُ عَنِ التَّجسُّسِ على الأَهلِ، وعَدمُ الطَّرقِ لَيلًا.
وذكر الإمام النووي -رحمه الله-: ومعنى هذه الروايات كلها: أنه يكره لمن طال سفره أن يقدم على امرأته ليلًا بغتة، فأما من كان سفره قريبًا تتوقع امرأته إتيانه ليلًا فلا بأس، كما قال في إحدى هذه الروايات: إذا أطال الرجل الغيبة، وإذا كان في قفل عظيم، أو عسكر، ونحوهم، واشتهر قدومهم ووصولهم، وعلمت امرأته وأهله أنه قادم معهم، وأنهم الآن داخلون، فلا بأس بقدومه متى شاء لزوال المعنى الذي نهى بسببه..فإن المراد أن يتأهبوا، وقد حصل ذلك، ولم يقدم بغتة.
ويؤيد ما ذكرناه: ما جاء في الحديث الآخر: أمهلوا حتى ندخل ليلًا -أي: عشاء-؛ كي تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة. فهذا صريح فيما قلناه، وهو مفروض في أنهم أرادوا الدخول في أوائل النهار بغتة، فأمرهم بالصبر إلى آخر النهار؛ ليبلغ قدومهم إلى المدينة، وتتأهب النساء وغيرهن.