الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعاء السفر للعمل .. مستجاب من الله ويحفظ الأهل والمال

دعاء المسافر للعمل
دعاء المسافر للعمل

دعاء السفر للعمل يستحب لـ المسافر للعمل أن يدعو دعاء السفر الوارد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهذا الدعاء دعاء السفر لكل من أراد السفر سواء كان السفر للعمل أو السفر للحج، ويقول المسافر للعمل «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ، اللهم إنا نسألُكَ في سفرنا هذا البرَّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعْثاءِ السفر، وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل» وإذا رجع قالهن وزاد فيهن «آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون» (رواه مسلم).

دعاء السفر للعمل مستجاب
دعاء المسافر للعمل لنفسه مُستجاب عند الله تعالى، ويستحب أن يكثر من الدعاء لنفسه بالتوفيق وأن يسهل الله -عز وجل- أمر سفره، وأن يفك كربه، وأن يرزقه علمًا نافعًا ورزقًا طيبًا، وجسدًا على البلاء صابرًا، ولا شك أن السفر من أجل الطاعة والتقرب إلى الله تعالى أولى بالإجابة من مجرد الأسفار المباحة، لأن طاعة الله سبب في استجابة الدعاء، ومع ذلك فالأحاديث الشريفة تفيد أن عموم السفر، سواء كان للطاعة أو لمجرد الأمور المباحة، من أسباب إجابة الدعاء.

وعن ابنِ عمر رَضِيَ اللَّه عنهما: أَنَّ رسولَ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- كانَ إِذا اسْتَوَى عَلَى بعِيرهِ خَارجًا إِلى سفَرٍ كَبَّرَ ثَلاثًا، ثُمَّ قالَ: سُبْحانَ الَّذِي سخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كنَّا لَهُ مُقْرِنينَ، وَإِنَّا إِلى ربِّنَا لمُنْقَلِبُونَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البرَّ والتَّقوى، ومِنَ العَمَلِ ما تَرْضى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ علَيْنا سفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ، وَالخَلِيفَةُ في الأَهْلِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وكآبةِ المَنْظَرِ، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ في المالِ والأهلِ وَالوَلَدِ».

وعن عبداللَّه بن سَرْجِس، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذا سَافَرَ يَتَعوَّذ مِن وَعْثاءِ السَّفرِ، وكآبةِ المُنْقَلَبِ، والحَوْرِ بَعْد الكَوْنِ، ودَعْوةِ المَظْلُومِ، وسُوءِ المَنْظَر في الأَهْلِ والمَال». رواه مسلم.

آداب السفر للعمل
على المسافر للعمل أن يحرص على دعاء السفر للعمل ثم عليه أولًا: المبادرة بالتوبة من جميع الذنوب والمعاصي، والخروج عن مظالم النَّاس، ثانيًا: كتابَةُ وصِيَّتِه وما له، وما عليه من دينٍ، وَيُشْهِدُ، وقضاءُ ما يُمكِنُه منَ الدُّيونِ، ويرُدُّ الودائعَ، ويُوكِّلُ من يقضي ما لم يتمكَّنْ من قضائِه مِن دُيونِه.

ثالثًا: على المسافر للعمل أن يترُكُ نفَقَةً لأهلِه ولِمَن يَلْزَمُه نَفقَتُه إلى حينِ رُجوعِه، رابعًا: على المسافر للعمل أن تكون نفَقَتُه طيِّبةً حَلالًا بعيدةً من الشُّبَهِ، خامسًا: على المسافر للعمل أن يتعَلَّمَ ما يُشرَعُ له في حَجِّه وعُمْرَتِه، ويتفَقَّهَ في ذلك، ويسأل عما أَشْكَلَ عليه، وأنْ يستصْحِبَ معه كتابًا واضحًا في أحكامِ المناسِك جامعًا لمقاصِدِها، سادسًا: طلَبُ صُحبَةِ الأخيارِ مِن أهْلِ الطَّاعةِ في السَّفَر، والبُعْدُ عن الوَحْدَةِ، سابعًا: يُسْتَحَبُّ أنْ يُوَدِّعَ أهلَه وجِيرانَه وأصْدِقاءَه وأحبابَه، وأَنْ يُودِّعوه؛ بما ورَدَ في السُّنَّة.

دعاء توديع المسافر للعمل
دعاء المقيم للمسافر للعمل «أستودعك الله دينك وأمانتك وآخر عملك وفي روايه وخواتيم عملك، زودك الله التقوى، وغفر ذنبك ويسر لك الخير حيث ما كنت».

دعاء السفر للعمل استودعكم
يستحب أن يقول المسافر للعمل للمقيم عند سفره: «أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه»، فهذه من الكلمات الصحيحة الثابتة التي وردت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيقولها المسافر للعمل عند توديع أهله وأصدقائه.

دعاء المسافر للعمل تحصين المسافر
يستحب للمسافر للعمل أن يدعو له أهله  هذه الادعية للتحصين وهي: اللهم أن لي مسافرًا لا أرى حياتي من بعده فحفظه لي بعينك التي لاتنام، اللهم إني أستودعتك إياه فجعله في ودائعك التي لاتضيع، اللهم إنك وهبت لي «وقل أسماء البنات والأولاد» من غير حول مني ولا قوة فاحفظهم بحفظك بلا حول مني ولا قوة اللهم احفظهم من أي مكروه يصيبهم ومن كل شر وضرر اللهم احفظهم من الأسقام والأمراض، اللهم لاتجعل ابتلائي فيهم اللهم أجرهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم اجعلهم من صالح عبادك وحفظة كتابك ومن أحسن الناس دينا وعبادة وأخلاقا ومن أسعدهم حياة وأرغدهم عيشة، اللهم أغنهم بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك.

فضل دعاء المسافر للعمل
دعاء السفر للعمل مستجاب، لأن السفر من أسباب استجابة الدعاء وقد ورد حديث صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم- يؤكد أن دعاء المسافر مستجاب، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «ثَلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ لا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ».

دعاء المسافر للعمل مستجاب لأن السفر كله مظنة لحصول انكسار النفس وتحمل المشاق؛ قال ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم عند شرحه لقوله صلى الله عليه وسلم «ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟"، قال: "هَذَا الْكَلَامُ أَشَارَ فِيهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى آدَابِ الدُّعَاءِ، وَإِلَى الْأَسْبَابِ الَّتِي تَقْتَضِي إِجَابَتَهُ، وَإِلَى مَا يَمْنَعُ مِنْ إِجَابَتِهِ، فَذَكَرَ مِنَ الْأَسْبَابِ الَّتِي تَقْتَضِي إِجَابَةَ الدُّعَاءِ أَرْبَعَةً: أَحَدُهَا: إِطَالَةُ السَّفَرِ، وَالسَّفَرُ بِمُجَرَّدِهِ يَقْتَضِي إِجَابَةَ الدُّعَاءِ، كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ» خَرَّجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ.

دعاء المسافر للعمل إذا نزل به منزلًا في السفر
المسافر للعمل إذا نزل به منزلًا في السفر عليه أن يقول الدعاء الذي روي عن خَولَة بنتِ حكيمٍ رَضي اللَّهُ عنها قالتْ: سمعْتُ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ: «مَنْ نَزلَ مَنزِلًا ثُمَّ قال: أَعُوذُ بِكَلِمات اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، لَمْ يضرَّه شَيْءٌ حتَّى يرْتَحِل مِنْ منزِلِهِ ذلكَ» رواه مسلم.

المسافر للعمل إذا نزل به منزلًا في السفر عليه أن يقول الدعاء  الذي روي عن ابن عمرو رَضي اللَّه عنهمَا قال: كانَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إذا سَافَرَ فَأَقبَلَ اللَّيْلُ قال: يَا أَرْضُ ربِّي وَربُّكِ اللَّه، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شرِّكِ وشَرِّ ما فِيكِ، وشر ماخُلقَ فيكِ، وشَرِّ ما يدِبُّ عليكِ، وأَعوذ باللَّهِ مِنْ شَرِّ أَسدٍ وَأَسْودٍ، ومِنَ الحيَّةِ والعقربِ، وَمِنْ سَاكِنِ البلَدِ، ومِنْ والِدٍ وما وَلَد» رواه أبو داود.

دعاء المسافر للعمل إذا أسحر
دعاء المسافر للعمل إذا أسحر ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي --صلى الله عليه وسلم -كان إذا كان في سفر وأسحر يقول: «سَمَّعَ سَامِعٌ بِـحَمْدِ اللَّـهِ، وَحُسْنِ بَلائِهِ عَلَيْنَا، رَبَّنَا صَاحِبْنَا، وَأفْضِلْ عَلَيْنَا عَائِذًا بِاللـهِ مِنَ النَّارِ».

دعاء المسافر للعمل إذا رجع لأهله
يُسن لـ المسافر للعمل إذا رجع إلى بلده أن يكبر على كل شرف ثلاث تكبيرات ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده.

يُسن لـ المسافر للعمل إذا رجع إلى بلده أن يقول كما كانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إذا قَفَل مِنَ الحجِّ أَو العُمْرَةِ كُلَّما أَوْفى عَلى ثَنِيَّةٍ أَوْ فَدْفَد كَبَّر ثَلاثًا، ثُمَّ قال: «لا إله إلاَّ اللَّه وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْك ولَهُ الحمْدُ، وَهُو على كلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ. آيِبُونَ تَائِبُونَ عابِدُونَ ساجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ. صدقَ اللَّه وَعْدهُ، وَنَصر عبْده ، وَهَزَمَ الأَحزَابَ وحْدَه » متفقٌ عليه، وعن أَنسٍ رَضي اللَّهُ عنهُ قال: أَقْبَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، حَتَّى إذا كُنَّا بِظَهْرِ المَدِينَةِ قال: « آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» فلمْ يزلْ يقولُ ذلك حتَّى قَدِمْنَا المدينةَ» رواه مسلم.

فضل السفر للعمل
فضل السفر للعمل الإسلام جعل للعمل مكانة عالية ومنزلة رفيعة، فعلى المسافر للعمل أن يعلم أنه ينال الأجر والثواب، فالعمل عبادة عظيمة لله تعالى ومن خلال العمل تقوم الحياة وتعمر الديار، وتزدهر الأوطان، ويحدث الاستقرار.

والله تعالى أمر بالعمل سبحانه وتعالى فقال عز وجل: «فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» [الجمعة: 10]، وقال تعالى:«وَجَعَلْنَا النَّهَارَ‌ مَعَاشًا» (النبأ: 11)، وقال سبحانه وتعالى: «هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» (الملك: 15).

وعلى المسافر للعمل أن يعلم أن الإسلام عدّ العمل من أنواع الجهاد في سبيل الله تعالى، فقد رأى بعض الصحابة شابًّا قويًّا يُسرِع إلى عمله، فقالوا: لو كان هذا في سبيل الله، فردَّ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا تقولوا هذا؛ فإنَّه إنْ كان خرَج يسعى على ولده صِغارًا فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج يسعى على أبوَيْن شيخَيْن كبيرَيْن فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج يسعى على نفسه يعفُّها فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج رياءً ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان».

وعلى المسافر للعمل أن يعلم أن العمل هو علامة التوكل الحقيقي للعبد على ربه جل وعلا، فالمسلم الذي يتوكل على الله حق التوكل يَسعى ويجد ويتعب من أجل تحصيل لقمة عيشه، ولا يَركن إلى الدِّعة والكسل لعلمه أنَّ السماء لا تُمطر ذهبًا ولا فضة.

كان هذا هو دعاء السفر للعمل دعاء المسافر للعمل دعاء السفر وكل ما يحتاج إليه المسافر من أدعية تعينه على الطاعة في السفر.