قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

قصة "حليمة السعدية" مرضعة النبى صلى الله عليه وسلم


اسمها السيّدة حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث السعدية زوجها(رضي الله عنها) الحارث بن عبد العزّى بن رفاعة السعدي المضري.
كانت عادة الأشراف من العرب أن ترسل بأولادها إلى البادية للارتضاع، حتّى يشبّ الولد وفيه طهارة الجوّ الطلق، وفصاحة اللغة البدوية، التي لم تشبها رطانة الحضر المختلط من صنوف مختلفة، وشجاعة القبائل التي لا تعرف جبناً بواسطة قيود المدينة، وصفاء النفس التي تشمل انطلاق الصحراء، وهكذا ارتأى جدُّ الرسول(صلى الله عليه وآله) عبد المطّلب.
وجرياً وراء هذه العادة، كانت نساء القبائل تأتي في كلّ سنة إلى مكّة المكرّمة؛ لتأخذ أبناء الأشراف وذوي المناصب والجاه.
فأمر عبد المطّلب أن يُؤتى بالمرضعات؛ ليختار منهنّ واحدة لحفيده الميمون، فأتت النساء تسعى إلى عبد المطّلب؛ لتنال هذا الشرف الذي فيه مفخرة إرضاع هاشمي، والنيل من رفد زعيم مكّة.
فلم يقبل الوليد وهو النبيّ(صلى الله عليه وآله) ثدي أيّة امرأة منهنّ، فكُنّ يرجعن بالخيبة، وكأنّ الله سبحانه وتعالى لم يشأ إلا أن ترضع النبيّ(صلى الله عليه وآله) امرأة طاهرة نقية.
وهكذا حتّى انتهى الدور إلى امرأة شريفة عفيفة تُسمى بـ (حليمة السعدية)، فلمّا مَثُلَت بين يدي عبد المطّلب سألها عن اسمها، ولمّا أُخبر باسمها، تفاءل وقال: حلم وسعد.
فأعطَوها النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وإذا به يلقم ثديها ويقبل عليه ببهجةٍ وحبور، ففرح الجميع لذلك، وأخذوا يباركون الجدّ والمرضعةَ.
وهناك عادت حليمة إلى قومها بخير الدنيا، وسعادة الآخرة، تحمل الوليد المبارك، وشاءت الأقدار أن تَدُرَّ على قبيلة حليمة الخير والبركة، بِيُمنِ هذا المولود الرضيع.
و قالت(رضي الله عنها): «لم أر قط ما يُرى للأطفال طهارة ونظافة، وإنّما كان له(صلى الله عليه وآله) وقت واحد، ثمّ لا يعود إلى وقته من الغد، وما كان شيء أبغض إليه من أن يرى جسده مكشوفاً، فكنت إذا كشفته يصيح حتّى استر عليه».
وقالت «سمعته لمّا تمّت له(صلى الله عليه وآله) سنة يتكلّم بكلام لم اسمع أحسن منه، سمعته يقول: قدّوس قدّوس نامت العيون والرحمن لا تأخذه سنة ولا نوم».
وقالت: «ناولتني امرأة كفّ تمر من صدقة فناولته منه، وهو ابن ثلاث سنين، فردّه عليَّ وقال: يا أمة الله، لا تأكلي الصدقة، فقد عظمت نعمتك وكثر خيرك، فإنّي لا آكل الصدقة قالت: فوالله ما قبلتها بعد ذلك من أحد من العالمين».
وكان شعرها في النبيّ(صلى الله عليه وآله) يا ربّ بارك في الغلام الفاضل ** محمّد سليل ذي الأفاضل ، وأبلغه في الأعوام غير آفل ** حتّى يكون سيّد المحافل.
وقالت: يا ربّ إذ أعطيته فأبقه ** وأعله إلى العلى وأرقه وادحض أباطيل العدى بحقّه.
كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يُكرم مرضعته حليمة السعدية، ويُتحفها بما يستطيع.
ففي الأخبار أنّ حليمة قدمت على رسول الله بمكّة، وقد تزوّج(صلى الله عليه وآله) بخديجة، فشكت إليه جدب البلاد وهلاك الماشية، فكلّم رسول الله(صلى الله عليه وآله) خديجة(رضي الله عنها)، فأعطتها أربعين شاة وبعيراً، وانصرفت إلى أهلها.
قدمت(رضي الله عنها) إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعد الدعوة إلى الدين الإسلامي، فأسلمت هي وزوجها.
وتُوفّيت حليمة (رضي الله عنها) في المدينة المنوّرة، ودُفنت في البقيع.