الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سكودا .. من ورشة لصناعة الدراجات فى قرية لعملاق صناعة السيارات عالميًا

صدى البلد

بدأت قصة سكودا فى عام 1895 وبالتحديد فى 18 ديسمبر، حيث كان مؤسسها فاتسلاف كليمنت وكان وقتها بائعا للكتب وفي عمر الـ26 ولكن قبل ذلك بعام عندما كان يبيع الكتب في ملادا بولسلاف، مملكة بوهيميا (جمهورية التشيك الحالية، والتي كانت جزءًا من النمسا-هنغاريا)، كان غير قادر على الحصول على قطع غيار لإصلاح دراجة بسبب اللغة. فأرسل كليمنت دراجته إلى المصنعين، Seidel وNaumann، مع خطاب باللغة التشيكية، يطلب منهم إجراء إصلاحات، ولكن جائه الرد باللغة الألمانية، يقول: "إذا كنت تريد منا أن نجيب عليك، فنحن نصر على أنقل رسالتك بلغة نفهمها، فانزعج وقتها من هذه الرسالة وقرر كليمنت رغم عدم امتلاكه خبرة تقنية، بدأ بورشة لتصليح الدراجات والإصلاح بنفسه.


سكودا Skoda وبداية الحكاية:

وبالفعل افتتح هو وفاكلاف لورين ورشة عام 1896 في ملادا بوليسلاف، وكان لورين يملك وقتها ورشة مصنعة للدراجات في بلدة ترنوف القريبة.

وبعد ثلاثة أعوام من تأسيس الورشة فى ملادا بوليسلاف اشترى الشريكان دراجة من فيرنر بمحرك مثبت أسفل المقود يدفع عجلات امامية، ولكن بعد ذلك أنها غير متزنة وغير آمنة، فكتبوا على الفور الألمانى روبرت بوش لطلب المشورة منه في صنع دراجة بمحرك مثبت فى الوسط وبالفعل تم إنتاج أول دراجة بمسمى سلافيا فى عام 1899 وأصبحت من وقتها اول دراجة نارية صحيحة فى العالم.

كيف أثرت الحرب العالمية الأولي على انتاج سكودا

ثم انتقلت شركة الشريكين كليمنت ولورين لتصنيع السيارات فى عام 1905 وكان اول اصداراتها هى طراز Voiturette A ولكن اضطرت الشركة المؤسسة منذ سنوات للانخراط في الحرب العالمية الأولى مثلها مثل باقى الشركات والتوجه للانتاج الحربى، ولكن بعد انتهاء الحرب في 1918 بدأت الشركة فى صناعة الشاحنات، مما يجعلها ثاني أقدم شركة لصناعة السيارات في الأراضي التشيكية بعد شركة تاترا، ومع مرور الوقت ازدادت الصعوبات أمامهم لتنتهي بحريق كبير داخل مصنع عام 1924، ومن وقتها بدأ الشريكين بالبحث عن شريك جديد لانقاذهم فوجدوا شركة أشغال سكودا "skoda works"  وهى شركة صناعية تشيكوسلوفاكيا كبيرة كان يمتلكها إميل شكودا.

إميل شكودا وشرارة التصنيع

وكان إميل شكودا قد ولد في بلزن في 19 نوفمبر 1839 لطبيب وسياسي يدعى فرانتيسك شكودا، درس شكودا الهندسة في براغ وكارلسروه، وفي عام 1866 أصبح كبير المهندسين في مصنع الآلات في إرنست فورست فون فالنشتاين-وارتنبرغ ، الذي تأسس عام 1859 في بيلسن، وبعد ذلك قام بشراء المصنع بعد ثلاث سنوات، في عام 1869، وبدأ في توسيعه، وبناء خط سكة حديد للمنشأة في عام 1886 وإضافة مصنع أسلحة في عام 1890 لإنتاج مدافع رشاشة للجيش النمساوي المجري. استمرت في التوسع على مدار عقد مقبل، وأدرج مقتنياته في عام 1899 باسم أعمال شكودا، والتي أصبحت مشهورة بإنتاجها من الأسلحة في كل من الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية ومجموعة واسعة من المنتجات الصناعية والنقل الأخرى.

وبعد الشراكة مع شكودا أصبح المصنع فى ثلاثينيات القرن الماضي ينتج معظم إنتاجه تحت مسمى شغال سكودا ثم انفصل تصنيع السيارات وأصبح يعرف باسمAKCIOVA  وتحمل علامة سكودا، لتنتج وقتها طرازات مختلفة بقواعد جديدة ونظام تعليق مستقل للعجلات الاربع وانتجت طرازات بوبيولار والرودستر اللطيف ورابيد وفيفورت وسوبيبرب وبذلك استحوذت الشركة على حصة تبلغ 39% من سوق السيارات التشيكوسلوفاكى.

قصة سكودا والحرب العالمية الثانية

لتأتي الحرب العالمية الثانية وتتحول اشغال سكودا الى جزء من أشغال هيرمان غورينغ لتصنيع المعدات الحربية من مركبات وطائرات واسلحة لصالح الجيش الألماني وبعد انتهاء الحرب عادت الشركة لتصنع عدة اطرزة من بينها 1101 المحسنة من طراز بوبيولار وطراز 440 سبارتاك و1201 سيدان وتودور وسوبرسبورت، ثم بعد ذلك يبدأ إنتاج طراز أوكتافيا وهو اسم مشتق من رقم 8 باللاتينية "اكتو" وكانت هى الطراز الثامن الذى يتم انتاجه بعد الحرب العالمية الثانية .

الشراكة بين سكودا وفولكس فاجن

ثم بعد ذلك قامت الثورة المخملية أو الناعمة في تشيكوسلوفاكيا لتخضع معظم الصناعات وقتها للخصخصة مع الشركات العالمية واختارت وقتها الدولة لشركة سكودا شريكا اجنبيا جديدا وهو مجموعة فولكس فاجن، ثم فى عام 1991 انتقلت 30% من الأسهم للشركة الالمانية وفى عام 1994 اصبحت تمتلك فولكش 60.3% من شركة سكودا حتى زادت فى عام 1995 لتصبح 70% هذه النسبة وتصبح سكودا العلامة التجارية الرابعة لمجموعة فولكس واجن العالمية.