الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيد مندور يكتب: كورونا والعلاج والعودة إلى الله

سيد مندور
سيد مندور

فزع وخوف ينتاب العالم هذه الأيام من انتشار فيروس كورونا والكل لا حديث له إلا عن هذا الوباء الذى يأتى بلا رحمة ويهدد العالم أجمع، وحار العلماء من إيجاد علاج فعال لهذا الوباء فهل جال بخاطركم أن سيد الكونين صلوات الله وسلامه عليه قد أخبرنا بذلك منذ أكثر من ألف وأربعمائة وأربعين سنة وحذرنا من ذلك وقدم لنا العلاج لذلك؟ فماذا قال لنا سيد الخلق وحبيب الحق؟

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها ( اى يجهروا بها ) إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا " إلى آخر الحديث ..

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خمس بخمس..  قالوا : يا رسول الله، وما خمس بخمس؟  قال : صلى الله عليه وسلم  - ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم. وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر. ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت. ولا طففوا المكيال إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين. ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر) .

وإذا تأملنا قول الحق سبحانه وتعالى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ . أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ . أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ . أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ} [الأعراف:97-100].

فمن قول رسولنا الكريم وقول الحق سبحانه نجد أن كثرة الذنوب والمعاصي وانتشار الفاحشة بين الناس ينزل عليهم غضب الله بالأمراض التى لم تكن في الأمم السابقة فلم نسمع من قبل بفيروس كورونا وغيره من الأمراض .

ونجد كثير من الناس اليوم يحللون المصائب التي يصابون بها ( سواء كانت المصائب مالية اقتصادية أو سياسية أو صحية ) يعتبرون أن هذه المصائب يرجعونها إلى أسباب مادية بحتة، ولا شك أن هذا من قصور أفهامهم وضعف إيمانهم وغفلتهم عن تدبر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإن وراء هذه الأسباب أسبابا شرعية أسبابا لهذه المصائب أقوى وأعظم تأثيرا من الأسباب المادية لكن قد تكون الأسباب المادية وسيلة لما تقتضيه الأسباب الشرعية من المصائب والعقوبات.

وقد قال الله تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون * قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين} [سورة الروم: 41:42]. 

لكن المفاجأة للكثيرين أن مما أخبر به نبي الرحمة والإنسانية صلى الله عليه وسلم أنه سيقع في آخر الزمان من انتشار أوبئة والموت بين الناس وكثرة موت الفجأة وذلك يكون بأمور كثيرة من الحوادث والأوبئة التي يكون فيها هلاك أعداد كبيرة من الناس التي أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم أنها تكون في آخر الزمان حينما يفسد الناس وتكثر الفتن والجهل والبعد عن دين الله وعندما يتجرأ الناس على حدود الله عز وجل وعندما يكثر الفساد في الأرض.

وهنا، نقول ونكرر، العلاج واضح وهو التوبة والرجوع إلى الله عز وجل والإيمان بالله لأنه سبحانه هو الكاشف لهذا البلاء لقوله سبحانه (وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ) [الأنعام: 17].

وقد ذكرنا حديث الرسول الكريم أن الفواحش والبغي أيضا سببان لكثرة الأوبئة والأمراض فعلى الجميع أن يقف على باب الرجوع لله وباب التوبة والتخلق بأخلاق الحبيب المصطفى حتى يرفع الله عنا البلاء ونجد علاجا فعالا لهذا الوباء.