الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مظاهرات غاضبة تجتاح لبنان احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع الدولار

صدى البلد

اجتاحت مظاهرات ومسيرات غاضبة عددا كبيرا من المناطق اللبنانية، احتجاجا على انهيار العملة الوطنية (الليرة اللبنانية) أمام الدولار الأمريكي والتدهور المتسارع الذي طال مختلف الأحوال المعيشية والخدمات الأساسية وتسارع وتيرة ارتفاع أسعار السلع والمستلزمات.

ورصد مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في بيروت حالة غضب عارمة ارتسمت على وجوه المتظاهرين وأفعالهم، لاسيما في مناطق متعددة من العاصمة بيروت ومحافظة جبل لبنان، وتكرار كلمة "الجوع" على ألسنتهم تعبيرا عن التردي الشديد في أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية، وتأكيد أعداد كبيرة منهم أنهم فقدوا وظائفهم أو أنهم يتقاضون نصف راتب في أفضل الأحوال.

وانفجر الشارع اللبناني بصورة مفاجئة مساء اليوم، على وقع الأنباء المتداولة منذ ظهر اليوم عن ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي إلى قرابة 7 آلاف ليرة، بما يعني انهيار العملة الوطنية لنحو 4 أمثال سعر الصرف الرسمي المحدد بمعرفة مصرف لبنان المركزي.

وقطع المتظاهرون الطرق الرئيسية وأوتوسترادات السفر الدولية الرابطة بين المحافظات باستخدام الإطارات المشتعلة والعوائق المختلفة ومن بينها صناديق النفايات بعدما أضرموا النيران في ما تحتويه من قمامة، في حين جابت أعداد كبيرة من الدراجات النارية شوارع العاصمة بيروت ويردد مستقلوها الهتافات المناهضة للحكومة والسلطة السياسية.

وبدا لافتا للمرة الأولى منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية اللبنانية في موجتها الأولى في 17 أكتوبر الماضي، نزول أعداد كبيرة من المواطنين اللبنانيين من المناطق التي تُصنف على أنها مناطق "البيئة الحاضنة لحزب الله" من بينها ضاحية بيروت الجنوبية والخندق الغميق، مرددين الهتافات الغاضبة ضد الطبقة السياسية اللبنانية بأسرها، والشعارات المناهضة للطائفية السياسية، ومن بينها شعارات تدعو للوحدة والتضامن بين أبناء الطائفتين السُنّية والشيعية ونبذ الطائفية.

وارتفعت في عدد من المناطق ألسنة اللهب الناتجة عن حرائق في الشوارع وصناديق النفايات، في ما اندلعت أعمال شغب مقابل المقر الرئيسي لمصرف لبنان المركزي بشارع الحمراء بالعاصمة بيروت، حيث استهدف عدد من المشاركين في الاحتجاجات فروع البنوك وقاموا بتحطيم واجهاتها قبل أن تتدخل وحدات الجيش اللبناني لإيقاف موجة الشغب.

كما أضرم المتظاهرون في مدينة طرابلس (شمالي لبنان) النيران في جانب من فرع مبنى مصرف لبنان المركزي بالمدينة، بعدما كانوا قد تجمهروا أمام الفرع مرددين الهتافات التي تستنكر الارتفاع الكبير والشُح في الدولار الأمريكي.

وظهر واحدا أن القاسم المشترك بين المظاهرات في مختلف المناطق، هو الجانب الاقتصادي والمعيشي لاسيما ما يتعلق بعدم توافر الدولار الأمريكي وتأثير ارتفاع سعر الصرف مقابل الليرة اللبنانية، حيث جاءت المطالبات بإسقاط الحكومة على وقع التدهور المعيشي والاجتماعي المتفاقم.

وبدا لافتا عدم تدخل الجيش وعناصر جهاز قوى الأمن الداخلي (الشرطة) ووحدات مكافحة الشغب في صدام مع المتظاهرين الغاضبين، مكتفين فقط بمنعهم من تنفيذ عمليات الشغب أو استهداف المنشآت والمؤسسات.