وفي عام 1922 قرر الملك فؤاد ارسال بعثة للخارج تضمنت 6 بنات من المتفوقات للدراسة في بريطانيا حتى يصبحن نواة للطبيبات المصريات ،عن طريقمعادلةشهادةالثانوية العامة لمدة٣ سنوات ثم دراسة الطب لمدة٧ سنوات ( ١٩٢٢-١٩٣٢).
وتم عمل مسابقة لاختيار البنات و نجحت فيها ، و كان أساسالاختيار هو المستوي العلميوالثقافي، وبناء على ذلكتم ابتعاث الدكتورة توحيدة عبد الرحمن لدراسة الطب في بريطانيا في بعثة "كتشنر" ، و عملت بمستشفىكتشنرلتصبح من اوئل الطبيبات اللاتيتوظفن بالحكومة المصرية .
وكانت قدرفضت الدكتورة توحيدة عبد الرحمن الجنسية البريطانية ورفضت العمل في بريطانيا بعد انتهاء دراستها هناك ، حيث قالت : " أننى مصرية وأفضل أن أكون مصرية فقط دون جنسية اخرى واعود حتى اخدم مصر بلدي التى قدمت لى الكثير ، حتى اوفى جزء من فضلها علىّ".
وعندإتمامتعليمها وعودتها للوطن عام 1932 أهداهاوالدها عيادة في شارع عدلي ، و كانت مجهزة بأحدث الأدواتالطبية و أفخمالأثاث ، لكنها شكرت والدها ورفضت تلك الهدية لأنهاأرادتان تعالج الفقراء، وآثرت ان تعمل فى الحكومة المصرية حتى تُوفى لمصر ماقدمته لها وحتى تخدم أكبرشريحة من المصريين.
وأصبحتأولطبيبةتُوظف بالحكومةووصلت توحيدة عبد الرحمن في مستشفى كتشنر إلى منصب كبيرة طبيبات وزارة المعارف، ووصلت الى مديرةالصحةالمدرسية .
ووضعت توحيدة عبد الرحمن ، لأطفال مصر وهى فى منصب مديرة الصحة المدرسية ، أسس الرعاية الكاملةمن قبل الحكومةحتى يكونوا أصحاء ويكونوا عماد المجتمع فاهتمتبتطعيم الأطفالضد الأمراض المزمنةوالمتابعة الدورية و التغذيةالسليمة بالمدارس وتوزيع الألبان والغذاء الصحي اليومي والاهتمام بالكشف الدوري عليهم ، وتقديم الرعاية الصحية بالمدارس والاهتمام بالرياضة والنظافة اليومية وبناء الجسم السليم و مراجعةأولياء الأمور للمتابعة .. وكان هذا النظام المنظم الصارم قد ساعد على إفرازجيل من الأصحاء .
وكانت الدكتورة توحيدة عبد الرحمن ، متزوجة منمحمود محمد عبد اللطيفالذي كان وقتها اصغر وكيل نيابه بتاريخ مصر عند تعيينه.
وقد توفيت الدكتورة توحيدة عبد الرحمن بعد صراع مع المرض الخبيث في 3 سبتمبر 1974