الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منال محمد العوضي تكتب: المرأة البحرينية الدبلوماسية في يومها الوطني

صدى البلد

الأول من ديسمبر، هو "يوم المرأة البحرينية" الذي أطلقته كمبادرة في العام 2008م صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله ورعاها، وهو مناسبة وطنية سنوية للاحتفاء بالمرأة البحرينية وإنجازاتها ومشاركتها الفاعلة في بناء مجتمعها والدفع بعجلة التنمية فيه على اختلاف مراكز عطائها وتنوع مساهماتها.

 
ومنذ تولى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم في مارس من العام 1999م، زاد الاهتمام بالمرأة البحرينية وتعظيم دورها في بناء الوطن، حيث أكد جلالته في أكثر من مناسبة حرصه واهتمامه بالنهوض بالمرأة البحرينية بما يتناسب وما وصلت إليه من مكانة لائقة في المجتمع، وتقديرا لما تتمتع به من كفاءة عالية تؤهلها للقيام بدورها الريادي في شتى مواقع العمل.

 
وإذ يعود "يوم المرأة البحرينية" هذا العام، والمملكة تحتفل بالمرأة البحرينية في المجال الدبلوماسي، وذلك تزامنًا مع احتفاء مملكة البحرين ببدء العمل الدبلوماسي المنظم قبل ما يزيد على نصف قرن، ليكون هذا التقدير والاحتفاء دافعًا للعطاء، وحافزًا على البناء، ومناسبة لاستذكار تاريخ المرأة البحرينية في المجال الدبلوماسي، الذي بدأ مع انضمام الدكتورة أمل الزياني لوزارة الخارجية كأول امرأة بحرينية تعين في السلك الدبلوماسي في العام 1972م، والتي تعد من الأوائل في محيطنا الخليجي.

 
وتشكل نسبة البحرينيات في الوظائف الدبلوماسية 31% من إجمالي العاملين في الوظائف الدبلوماسية، وهي تتفوق بهذه النسبة على المتوسط الدولي لشغل السيدات للوظائف الدبلوماسية والذي يقدر بـــ 24%، فيما تشكل السفيرات البحرينيات نسبة 9% من إجمالي السفراء.

 
لقد حظيت المرأة البحرينية خلال مسيرة عملها في وزارة الخارجية على الدعم والثقة التي جعلتها مؤهلة لتقلد أعلى المناصب، وما لقيتـه من رعاية واهتمام في عهد جلالة الملك المفدى جسّـد انطلاقـة تاريخية ونوعية، حققت لها مكتسبات حقيقية في كافة المجالات، حيث توجت هذه الرعاية بصدور المرسوم الملكي السامي عام 1999م بتعيين أول سفيرة بحرينية وهي الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة كسفيرة لمملكة البحرين لدى الجمهورية الفرنسية، والتي تم انتخابها لاحقًا في العام 2006م كرئيسة للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحادية والستين، لتصبح بذلك أول عربية ومسلمة وثالث امرأة على مستوى العالم تشغل هذا المنصب الدولي الرفيع، لتسجل حينها أحد الإنجازات غير المسبوقة للمرأة البحرينية الدبلوماسية، وترسخ المكانة التي استطاعت أن تتبوأها على المستوى الدولي.

 
واستمر الدعم المقدم للمرأة البحرينية الدبلوماسية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، حفظه الله ورعاه، ليمنحها دورا أكبر في مجال العمل الدبلوماسي بعد أن برهنت عن كفاءة واقتدار، حيث تم منح الثقة الملكية السامية لخمس سفيرات لترؤس البعثات الدبلوماسية لمملكة البحرين خلال عهد جلالته، فبالإضافة إلى الجمهورية الفرنسية، تم تعيين سفيرات لدى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وجمهورية الصين الشعبية ومملكة بلجيكا. كما أثمر هذا الدعم عن تعيين الدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى آل خليفة كأول وكيل لوزارة الخارجية على مستوى الوطن العربي في العام 2017م. وخلال مسيرة عملها الحافلة وتكريمًا لعطائها في وزارة الخارجية تبوأت المرأة مناصب قيادية أخرى توجت بتعيين أربع سيدات بمنصب مدير إدارة في الديوان العام لوزارة الخارجية، بالإضافة إلى مدير تنفيذي لأكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة للدراسات الدبلوماسية.

 
ولعل لنا مع الأقدار حكاية، بأن تعود هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا وتحتفل مملكة البحرين بالمرأة البحرينية في المجال الدبلوماسي، وأنا أعيش تجربة اغترابي الأولى عن الوطن لخدمة الوطن. وبكل ما تفرضه هذه التجربة على المرء من مشاعر الاشتياق والحنين، وتحمله من المسؤوليات عظيمها، إلا أن شرف خدمته ورعاية مصالحه في الخارج ورؤية رايته عالية خفاقة تخفف مرارة الغربة، وتحقق للنفس غايتها.

 
نبارك مجددا للمرأة البحرينية يومها الوطني الخاص والمتفرد، المرأة البحرينية التي بتنا نتلمس أثر مشاركتها الفاعلة على مختلف المستويات، ومساهماتها الكبيرة في عملية التطور والنهضة في مملكتنا الغالية. المرأة البحرينية الماضية إلى الأمام بخطوات واثقة، متسلحة بحقوقها وبالدعم المقدم لها، ومؤمنة بقدراتها وكل ما أوتيت به من علم ومعرفة.

 
ونعاهد في هذه الذكرى الوطنية من آمن بالمرأة البحرينية وقدرتها على العطاء في المجال الدبلوماسي، وقدم لها صنوف العون والرعاية، بأن يكون ازدهار مملكة البحرين هو الهدف، ورفعتها هو الغاية، وتقدمها هو المطلب والمنال.

 
وعسى أن يضيف مسعانا هذا لوطننا غنى .. كما نحن دائمًا أغنياء به.