الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أصغر ناشطة يمنية.. استغاثة طفلة عبر الإنترنت من زواج القاصرات تغير حياتها للأبد

ندى الأهدل
ندى الأهدل

أثناء نشأتها في اليمن، مرت الطفلة «ندى الأهدل» بمشاهد مرعبة، نتيجة زواج القاصرات في اليمن، فقد رأت انتحار شقيقتها وعمتها أمام عينيها بإشعال النيران في أنفسهم.

لم تجد الفتيات إلا الموت سبيلا للهرب من العقول الظالمة والمظلمة، حيث شعرن بأنهن محاصرات ولا طريق للنجاة من ذبح طفولتهن في سن مبكرة.

نجت شقيقتها رغم إصابتها بحروق خطيرة، لكن الندوب تركت آثارها على نفس ندى، ففي سن الحادية عشرة فقط، واجهت ندى نفس مصير تلك الفتيات القاصرات ممن حولها، لكنها وجدت سبيلا آخر للنجاة وإنقاذ المئات غيرها.

فعندما انتحرت شقيقتها البالغة من العمر 14 عاما، وتشوه جسدها، التفتت أعين عائلتها إليها لتحل محل أختها رغم سنها الصغيرة جدا، وعندما طلبت منها عائلتها ارتداء فستان أبيض، أدركت أنها البديلة.

لكن ندى رفضت الانصياع ودافعت عن حقوقها ورفضت الزواج قبل أن تهرب من منزلها للنجاة، قالت وهي تبلغ من العمر 18 عامًا الآن وتعيش في الشمال الشرقي لليمن: "كنت كنت مثل أي طفلة، حلمي أن أكمل تعليمي لأصبح طبيبة أو معلمة".

وبعد رؤية موت خالتها أمام عينيها وتشوه أختها، هربت ندى إلى منزل عمها الذي دعم تعليم الفتيات وحقوقهن، لكنه لم يكن في المنزل وقتها.

كانت خائفة وحيدة، فقامت بنشر مقطع فيديو تروي ما يحدث لها في رعب وتوسلت عمها للقدوم وإنقاذها، ولدهشة ندى، انتشر مقطع الفيديو الخاص بها وسمع صوتها الملايين في جميع أنحاء العالم.

سرعان ما أدركت أن زواج الأطفال ليس مجرد مشكلة عائلية بل هو في الواقع مشكلة عالمية، وبعد أن شاهد عمها الفيديو، عقد اتفاق مع والدها وجعله يوقع على وثيقة بعدم تزويج ندى قبل سن 19.

أصغر ناشطة يمنية

على الرغم من أن حياتها أصبحت أكثر استقرارًا مع عائلتها الآن، فقد اتصلت ندى بوسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم للتحدث عن قصتها.

لكن حاول الكثيرون إسكاتها لتعديها على العادات والتقاليد، فأثناء عودتها إلى مطار اليمن بعد مشاركتها في مقابلة تلفزيونية، تم إيقاف ندى على الحدود.

صادرت السلطات جواز سفرها وأجبرتها وزارة الداخلية على توقيع وثائق تمنعها من التحدث إلى وسائل الإعلام، أو نشر قصتها على مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة للتستر على أزمة زواج الأطفال.

في عام 2015، تحولت قصة ندى إلى كتاب وتمت دعوتها لتوقيع كتابها في فرنسا، وعندما وصلت إلى المطار في اليمن، اختطفهم تنظيم الدولة هي وعمها.

تم سجنهم لمدة 14 يومًا والتحقيق معهم من قبل مسلحي القاعدة، وخلال الأيام الثلاثة الأولى كانا معصوبي الأعين وخائفين ووحيدين حيث تم فصلهما في غرف مختلفة.

في ذلك الوقت اضطرت عناصر القاعدة إلى تغيير موقفها وإطلاق سراح الأسرى وتسريحهم بعد اغتيال محافظ عدن السابق.

فرت ندى وعمها إلى جنوب شبه الجزيرة العربية، أقرب أرض لليمن حيث التقت برئيس وزراء اليمن، وبدعم من رئيس الوزراء، أنشأت ندى مؤسستها الخاصة وهي تبلغ من العمر 16 عامًا.

ندى تدافع عن حقوق المرأة في العالم

بإمكان ندى الآن ضمان حصول الفتيات على التعليم، وتمكين الفتيات من الكفاح من أجل حقوقهن وتوفير المأوى لضحايا العنف المنزلي وزواج الأطفال.

أصبحت ندى واحدة من أصغر الناشطات في العالم وتحدثت في محادثات تيد وتحضر حاليا المؤتمرات الدولية لمواصلة النضال من أجل حقوق المرأة.

وقالت: "قررت أن أظهر الحقيقة بشأن ضحايا زواج الأطفال وأن أرفع صوت كل فتاة وفضح الانتهاكات ضد النساء والفتيات في مجتمعي".

وأضافت: "وفقا للأمم المتحدة، تتزوج فتاة كل ثانيتين، وتتغير حياة الطفل كل ثانيتين.. يمكنني الآن أن أنقذ مئات النساء والفتيات من خلال تمكينهن من رفع أصواتهن لوقف انتزاع حقوقهن الإنسانية".

"لا يحق لأحد أن يحكم على حياة الفتاة.. يجب أن يكون لها قراراتها الخاصة في الحياة ويمكن أن يصبح لدينا قادة للفتيات في مجتمعنا إذا أتيحت لنا الفرصة.. التغيير يمكن أن يحدث من خلال الوعي ، في اليمن لذلك يجب علينا نشر الوعي للضحايا".