شرحت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى في دار الإفتاء المصرية، المعنى الصحيح لعبارة "حج مبرور" التي يتبادلها المسلمون عادةً بمجرد تلقيهم خبر السفر لأداء مناسك الحج، مؤكدة أن هذا الدعاء الجميل يحمل في طياته معاني عظيمة تتعلق بقبول العمل وصفائه من كل ما يفسده.
وقالت أمينة الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين: "يعني إيه حج مبرور؟ سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لما الصحابة سألوه عن أفضل الأعمال، قال: الحج المبرور، فلما سألوه: ما بر الحج؟ قال: إطعام الطعام وطيب الكلام. يعني إن الإنسان يكون كريم، بيطعم، وخلوق، كلامه طيب، ده هو البر الحقيقي في الحج".
وأضافت أمينة الفتوى في دار الإفتاء، "الزحام والمشقة في الحج ساعات بتخلي بعض الناس تتصرف تصرفات مش طيبة، زي التدافع أو ضيق الخلق أو حتى التلاسن، لكن الحج المبرور معناه إن الإنسان يتحلى بأفضل الأخلاق، ويسيطر على نفسه، ويكون في قمة السكينة والتواضع، لأن الحج ده عبادة خالصة لله، فلازم أكون على قدسيتها".
وتابعت: "كلمة مبرور جاية من البر، يعني الوفاء والصدق، زي لما نقول 'برّ يمينه' يعني كان صادق فيها، فالحج المبرور هو الحج الصادق والخالص لوجه الله تعالى، من غير رياء، من غير منّ، ومن غير ما يشوبه شيء من معاني الدنيا".
وأكدت السعيد: "بعض العلماء قالوا إن معنى مبرور هو مقبول، يعني الحج اللي خلا من الإثم والمعاصي والفسوق والجدال، واللي كان خالص النية والطاعة فيه لله عز وجل".
وعن حج المرأة بشكل خاص، أوضحت: "إزاي يكون حج حواء مبرور؟ إنها تلتزم بمحظورات الإحرام، تؤدي المناسك صح، وتحافظ على خلقها وهدوئها، وخصوصًا في الزحام. يعني لا تدافع، لا خناقات، لا تنابز بالألفاظ. السيدة لازم تخلي قلبها صافي، وتكون نيتها خالصة لله، وتبعد عن أي تصرف ممكن يشوب صفاء الحج، خلونا نعلم بعض إن الحج مش بس مناسك بنعملها، لكن هو تهذيب للنفس، وعودة نقية لله، وده اللي بيخلي الحج مبرور، ويكون ذنب مغفور إن شاء الله".