العالم مليء بالعادات والتقاليد التي تختلف من ثقافة إلى أخرى، بعضها نعتبره مألوفًا، وبعضها يثير الدهشة أو حتى الاستغراب.
من بين هذه العادات تلك التي تتعلق بالموت والموتى، فبينما يحزن كثير من الناس لفقدان أحبائهم، هناك مجتمعات تحتفل بطريقة فريدة تعبّر عن نظرتها الخاصة للحياة والموت.
أغرب 5 عادات حول العالم
في هذا المقال نستعرض أغرب 5 عادات حول العالم، من بينها الرقص مع الموتى، التي تعكس تنوع الثقافات البشرية في فهم الموت والتعامل معه،وفقا لموقع "ScoopWhoop".
1. الرقص مع الموتى – احتفال بالموت في دولة غينيا الجديدة
في بعض القبائل في غينيا الجديدة، تُمارَس عادة قد تبدو غريبة للبعض وهي الرقص مع الموتى أو الاحتفال بالجثث كجزء من طقوس الدفن. يعتقد أعضاء هذه القبائل أن الروح لا تختفي بعد الموت، وأن الاحتفال بالجسد يساهم في إيصال الروح إلى عالم آخر بسلام.

يقوم أفراد العائلة والقبيلة برقصات تقليدية حول الجثة، وقد يشاركون الميت في ما يشبه الاحتفال قبل دفنه، كأنهم يُجسّدون بهجة الحياة الأخيرة معه. هذا الطقس ليس مجرد سلوك عشوائي، بل هو جزء من فلسفة عميقة ترى الموت استمرارًا للحياة بطريقة أخرى، ويُنظر إليه كتكريم للراحلين وليس ازدراء لهم.
2. مهرجان الأشباح في اليابان – احتفال بروح الأجداد
في اليابان، يعتبر مهرجان أوبون من أشهر الاحتفالات المتعلقة بالأموات.
يُقام هذا المهرجان سنويًا في منتصف أغسطس ويُعتقد أنه الوقت الذي تعود فيه أرواح الأجداد إلى العالم البشري لزيارة عائلاتهم.

خلال هذا المهرجان، تُضاء الشموع وتُقدَّم الأطعمة وتُجرى رقصات تقليدية تُعرف باسم بون أودوري، وهي رقصة جماعية يقوم بها الناس تكريمًا للأرواح العائدة. يعتقد اليابانيون أن هذه الطقوس تُريح الأرواح وتعيدها إلى عالمها الأساسي بعد انتهاء الاحتفال.
هذا المهرجان يُظهر احترامًا عميقًا تجاه الموتى واعتقادًا بأن العلاقة بين الأحياء والأموات تستمر بعد الرحيل.
3. الاحتفال بجماجم الموتى في المكسيك – يوم الموتى
في المكسيك، يُحتفل بـ يوم الموتى Día de los Muertos في الأول والثاني من نوفمبر. يبدو الاحتفال في كثير من تفاصيله مبهجًا وملونًا، إذ يُعِدُّ الناس مزارات وتذكارات بأسماء أحبائهم الراحلين، ويضعون عليها الزهور والشموع والطعام المفضل للراحل.

الفرق بين هذا الاحتفال والطقوس المألوفة في ثقافات أخرى هو أن المكسيكيين لا يرون الموت نهاية، بل مرحلة جديدة ويعتبرونه مناسبة للقاء ذكرياتهم والابتسام لها، لا الحداد فقط. الرسم على الوجوه الذي يُشبه الجماجم والرقص في الشوارع كلها جزء من اعتقاد عميق بأن الموت لا يُفصلنا عمن أحببناهم.
يُعد هذا الاحتفال من أكثر العادات التي تظهر حب الحياة والارتباط بالأسلاف بشكل إيجابي.
4. دفن الخزف مع الموتى في الصين – احترام وعناية بالراحلين
في بعض المناطق الريفية في الصين، تُمارَس عادة دفن الأواني الفخارية أو الخزفية مع الموتى.
يُعتقد أن هذه الأواني ستكون رفيقًا للراحلين في رحلتهم إلى العالم الآخر، وأنها توفر لهم راحة أو ما يحتاجونه في حياتهم القادمة.
يتم اختيار هذه الأواني بعناية وغالبًا تكون مزخرفة أو مرتبطة برغبات الراحل قبل الموت أو بما كان يحبه في حياته.
هذه الطقوس تعبّر عن رغبة في إبقاء الراحل مرتاحًا بعد الموت، وتظهر نقاء النية في تكريم الراحل حتى بعد رحيله عن العالم المادي.
5. حفلات الدفن الصاخبة في غانا – احتفال بالحياة وليس بمرارة الفقدان
في بعض مناطق غانا، خصوصًا بين قبائل الإيوي، تكون حفلات الدفن احتفالًا حقيقيًا بالحياة مع موسيقى صاخبة، رقصات، ملابس ملونة، وحتى عروض فنية تُقام في الحفل نفسه.
يُنظر إلى الموت كمرحلة لا تقل أهمية عن الحياة، بل كتكريم لأعمال الراحل وأثره في حياة أسرته ومجتمعه.
تُقام هذه الاحتفالات بأسلوب فريد يجعل الحضور يشعرون بأنهم يودّعون الراحلين في جو بهيج يعكس احترامهم لهم، وليس في حزن صامت فقط.
لماذا تختلف العادات إلى هذا الحد؟
تنوع هذه العادات يُظهر أن فهم البشر للموت ليس موحدًا، بل يعتمد على:
- المعتقدات الدينية
- النظرة إلى الحياة والموت
- الصلة بالأسلاف
- الثقافة المجتمعية
- القيم الاجتماعية
هذا التنوع يُظهر أن الموت ليس نهاية واحدة في كل الثقافات، بل مرحلة يتم التعامل معها وفق منظومة من المعاني الخاصة بكل مجتمع.







