تمتلك محافظة الوادي الجديد، تراثًا واحاتياً عريقًا، يتمثل في الموروث الشعبي والتراثي للحياة الواحاتية قديمًا. ويرتبط هذا الموروث الشعبي، وخاصة الأغاني الواحاتية، بعادات أصيلة في المناسبات السعيدة، لا سيما الزواج الذي يتزامن غالبًا مع موسم جني البلح، حيث يحرص الأهالي على إتمام مراسم الزواج بعد انتهاء جني البلح.
تطوير الموروث الشعبي الواحاتي
حظي هذا الموروث الشعبي في الواحات بإعجاب مجموعة من الشباب من أبناء المحافظة، الذين شكلوا فرقًا وبدأوا في تطوير هذا الموروث الشعبي من خلال الأغاني التراثية في الواحات لتتناسب مع طبيعة الإيقاع السريع والموسيقى الحديثة المعروفة حاليًا بالمهرجانات، مع تقديمها بشكل هادف. وقد لاقت هذه الفرق رواجًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت نائب محافظ الوادي الجديد قد تفقدت موقع إنشاء المركز الإبداعي الحرفي الإقليمي المزمع إنشاؤه ضمن إطار المشروع القومي لإنشاء مراكز إبداع حرفية على مستوى الجمهورية، بالتعاون بين وزارة التنمية المحلية وصندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة والمحافظة. ورافقها جهاد متولي، رئيس المركز، والمهندسة منى محمد، مدير عام التخطيط العمراني بالمحافظة.
كما تفقدت ميدانيًا الموقع المقترح للمشروع خلف قصر ثقافة الخارجة، تمهيدًا لإعداد التصميمات الخاصة بالمقر وملحقاته، مشيرةً إلى أن المشروع يهدف إلى دعم رواد العمل الحرفي وتوفير حاضنة أعمال مجهزة للمبدعين في المجالات الحرفية المختلفة، مما يُسهم في الحفاظ على التراث الحرفي وتطويره، وخلق فرص للتمكين والتدريب والتسويق لأصحاب الحرف.
بداية نشأة فرقة المهرجانات
قال محمد محمود عبد الحميد، أحد الهواة ومؤسس فرقة «تيم الدابة»: "إنني سعيد جدًا بنجاح فريق تيم الدابة على كل المستويات، حيث أصبح حلمي الآن حقيقة. كنت أهوى المهرجانات وأحب سماعها مواكبًا العصر الذي نعيش فيه، ولكن المهرجانات التي تحمل رسالة ومعنى. بدأت مسيرتي منذ 7 سنوات بمفردي باستخدام آلات موسيقية بسيطة، إلى أن أصدرت أول أغنية ورفعتها على اليوتيوب، لكنها لم تحظَ بعدد كبير من المشاهدات. وفي ذلك الوقت تعرفت على حسام القيصر وزوكش، وتم تكوين الفريق. قمنا بتسجيل أغنية أخرى ورفعناها على قناتنا على يوتيوب، ومن هنا بدأ الناس يسمعون لنا وبدأنا في تحقيق المشاهدات".
القيصر: «نسعى لتغيير الثقافة عن المهرجانات»
وأضاف حسام أحمد يوسف، المعروف بحسام القيصر، خريج كلية التربية الرياضية وعمره 25 عامًا، وهو مطرب بالفرقة: "بدأت المشوار الغنائي بالصدفة. في إحدى المرات ذهبت مع ابن خالي ليسجل أغنية له، واكتشف محمد، مؤسس الفرقة، أنني أمتلك خامة صوت مميزة في المهرجانات، فعرض عليَّ العمل معهم في الفريق. بالفعل بدأنا تكوين الفريق من الصفر وحتى الآن، وسجلنا العديد من الأغاني التي كانت دائمًا مطلوبة في الأفراح الشعبية بمحافظة الوادي الجديد. نسعى دائمًا للتطوير ونكافح لينجح الفريق في توصيل رسالة هادفة، عكس ما نسمعه في بعض المهرجانات من كلمات مبتذلة أحيانًا. نحاول تغيير هذه الفكرة عن غناء المهرجان سواء من خلال موسيقى جديدة أو توزيع جديد وكلمات هادفة، لنصل بالفن أو الحس الفني إلى الناس".
وأوضح القيصر أن الفريق يسعى لجذب حب الناس لأنماط مختلفة من المهرجانات. وعند غنائنا لأغنية «أنا ابن الواحة الأصيل»، كانت كلمات الأغنية نابعة من حبنا لبلدنا الوادي الجديد، حيث سلطنا الضوء على العادات والتقاليد الواحاتية وصفات وطبيعة أهلها وما تشتهر به المحافظة من منتجات، ولكن بطريقة المهرجان. تم الإعداد للأغنية بجمع معلومات كافية عن بلدنا وعن التراث عمومًا. تتميز المحافظة بأنها الأكبر مساحة في مصر وتشتهر بزراعة النخيل وتصدير التمور. وجدنا أن تطوير الأغاني التراثية لتواكب العصر والحياة السريعة يجعلها تصل إلى الشباب من الجيل الرابع والخامس.