الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حتى لا تندم ساعة الاحتضار .. الأزهر يوصي بهذا العمل في رمضان

حتى لا تندم ساعة
حتى لا تندم ساعة الاحتضار .. الأزهر يوصي بهذا العمل في رمضان

قال الله تعالى: «وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ» الآية 10 من سورة المنافقون، في تفسيرها قال مركز الأزهر العالمي  للفتوى الإلكترونية، إن الله عز وجل قد أنعم على عباده المؤمنين بنعَمٍ عديدةٍ، وخيراتٍ كثيرةٍ.

اقرأ أيضًا..

ماذا يحدث للميت قبل 40 يوما من وفاته؟ .. 3 علامات تنذر باقتراب الموت

وأوضح «مركز الأزهر» في شرحه للآية الكريمة، أنه تعالى رزقهم من فضله الذي لا ينْضَب، ومن خزائنه المملوءة التي لا تنْفد، وأسْبغ عليهم نعمه ظاهرةً وباطنةً، ما بين مالٍ وعلمٍ وصحةٍ وغيرها، وفي الحقيقة أن المال ملكٌ لله عزَّ وجل، وليس ملكًا لخلقه، منحهم الله إياه لقضاء معايشهم، ومصالحهم، ولكنهم لا يتصرفون فيه إلا وفقا لإرادته وحكمته.

واستشهد بقوله تعالى: «وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ» الآية 33 من سورة النور، منوهًا بأن الإنسان بطبيعته مجبولٌ على حُبِّ المال حبًا شديدًا، واكتنازه وادخاره، والمؤمن الحقيقي هو الذي يُلبِّي النداء الإلهي بالإنفاق مما رزقه الله، متغلبًا على شُحِّ نفسه الأمارة بالسوء.

وتابع: فمن اتبع هوى نفسه وامتنع عن الإنفاق في وجوه البر والخير، خاصة في شهر رمضان المبارك، شهر النفحات والبركات، فإنه قد حرم نفسه من خيرات كثيرة في الدنيا والآخرة، ومن الثواب الجزيل، والفضل الكبير، وجنات النعيم، قال تعالى: «وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا» الآية 20 من سورة الفجر، وقال عز وجل: «وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ» الآية 8 من سورة العاديات، وقال سبحانه: «وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ» الآية 38 من سورة محمد.

ونبه إلى أنه في شهر رمضان المبارك يُضاعَف فيه الأجر والثواب، والذي ينبغي على المؤمن أن يُكثر من الإنفاق على الفقراء والمساكين والضعفاء، فقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جوادًا، وكان أكثر جودًا في شهر رمضان، لنيْل نفحات هذا الشهر المبارك. 

وأضاف أن الإنفاق في سبيل الله، برهانٌ على صدق إيمان صاحبه، وقوة إيمانه، وتغلبه على شُح نفسه، وهو نوع من التكافل الاجتماعي، يُحقق الترابط بين جميع طبقات المجتمع، وينشر المودة والمحبة بين أبناءه، ويُدخل السرور على ذوي الحاجات، ويُذهب الحقد والحسد من قلوب الضعفاء والفقراء، فقال تعالى: «خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا» الآية 103 من سورة التوبة، وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم: "وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ" صحيح مسلم (1/ 203).

وأشار إلى أنه قد أعدَّ الله عزَّ وجل للمنفقين الأجر العظيم، والثواب الجزيل، والفضل الكبير، في جنات النعيم، ما يجعل المسلم عند رؤيته له وقت الاحتضار يندم أشد الندم، ويحزن أشد الحزن، على ما فرَّط في جنب الله، وما ضيَّع من حقوق الضعفاء، من ترك الإنفاق في وجوه البر والخير، ومنع الزكوات المفروضة، والصدقات، ويتمنى في وقت لا ينفع فيه التمني أن يرجع إلى الدنيا، ليُعوِّض ما فاته من عملٍ صالحٍ، فيُكثر من الزكوات والصدقات والحج، وفعل الخيرات، ولكن قضاء الله نافذ لا محالة، بأنه لن يؤخر نفسًا قد جاء أجلها.