الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليبيا تختنق .. "الجبل الأخضر" رئة البلاد الطبيعية تحترق والزراعة تستغيث

غابات الجبل الأخضر
غابات الجبل الأخضر

أطلقت وزارة الزراعة الليبية صرخة استغاثة جديدة تطلب الرفق بغابات البلاد، التي وصلت مستويات التعديات الإنسانية عليها مرحلة الخطر، خصوصاً في الجبل الأخضر، رئة البلاد المهددة بالعطب، مع تنامي تجريف الأشجار وتحول مساحات واسعة مزدانة بالخضرة في ربوعه، إلى لون أحمر ينذر بالخطر الداهم الذي لا يستشعره كثيرون.

ولا يعد التهافت على جث الأشجار المتحولة حطباً وفحماً في العيد السبب الوحيد في الخطر البيئي الذي حذرت منه الوزارة، بل تتعدد الأسباب والضحية واحدة، وهي الغابات التي شكلت منذ الأزل متعة للناظرين، ومتنفساً للبلاد التي يغلب على تضاريسها الطابع الصحراوي.

وبحسب اندبندنت عربية فإن مجزرة غابات الجبل الأخضر لم تبدأ ببطء، بل تنامت بوتيرة سريعة خلال العقد الماضي، مع غياب الرقابة، وضعف قبضة الدولة والانشغال بأمور السياسة والحرب، حتى بلغ الخطر مداه، بوصول المساحات المجرفة في الجبل الواقع شرق البلاد إلى 14 ألف هكتار، والأدهى أن بعض ضحايا مذبحة الطبيعة هذه، غابات كاملة من الأشجار النادرة، التي تعد زراعتها وتنميتها من جديد عملية صعبة ومعقدة، وغير مضمونة النجاح.

نداء استغاثة

أطلقت السلطات الليبية نداء استغاثة جديد، لوقف التعديات وعمليات التجريف الجائر التي تشهدها غابات الجبل الأخضر، في شرق البلاد، وحذرت الهيئة العامة للزراعة والثروة الحيوانية والبحرية أن عملية القطع الجائر أفقدت غابات الجبل الأخضر 14 ألف هكتار من المساحة الإجمالية لتلك الغابات، التي تشكل نصف مساحة الجبل، وتصل مساحتها إجمالاً إلى 943 ألف هكتار.

وبين المكتب الإعلامي التابع للهيئة أن هذه المساحات الضخمة المفقودة من غابات الجبل الأخضر استغرق القضاء عليها أعواماً قليلة، "ما بين عامي 2005 و2019 فقدت المنطقة 14 ألف هكتار من الغابات في منطقة الجبل الأخضر".

وأوضح المكتب أن "وتيرة فقدان المنطقة لمساحات كبيرة من الغابات تسارعت عقب الثورة عام 2011، حيث شجعت الاضطرابات وحالة الفوضى كثيراً من الليبيين على القطع الجائر للأشجار، فضلاً عن البناء العشوائي في هذه المنطقة".

وتابع، “لقد دفع الوضع الأمني المتدهور والفوضى وانتشار السلاح، إضافة إلى الحاجة إلى المال، كثيرين إلى قطع الأشجار في هذه المنطقة، لبيعها كأخشاب وحطب وفحم”.

رئة البلاد

وتشكل منطقة الجبل الأخضر من حيث المساحة نسبة واحد في المئة من مساحة ليبيا الإجمالية التي تغلب عليها الصحراء، وبحسب الإحصاءات الرسمية تحوي مع ذلك أكثر من 50 في المئة من الأنواع النباتية المنتشرة في عموم البلاد، ونحو 1100 نوع من إجمالي الأنواع النباتية الليبية المقدر عددها بنحو 2000 نوع، كما ينمو فيها 75 نوعاً من النباتات التي لا توجد إلا في هذه المنطقة من البلاد، وتشكل عموماً نحو 4 في المئة من مجموع الأنواع النباتية في ليبيا، مع تأكيد وجود أنواع أخرى لم يتم تجميعها وتوثيقها حتى الآن.

ويمتد الجبل الأخضر من متنزه الباكور، شرق بنغازي بنحو 60 كيلومتراً، حتى حدود مدينة طبرق على الحدود المصرية، بطول نحو 350 كيلومتراً، وتبلغ مساحته الإجمالية من الأراضي المغطاة بغطاء كثيف من الغابات والوديان والسهول 8.773 كيلومتراً مربعاً، ومن أبرز مدن وبلدات الجبل الأخضر، البيضاء والمرج ودرنة والقبة، إضافة إلى مدينتي شحات وسوسة الأثريتين.