قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

نيويورك تايمز: على أمريكا الاعتراف للعالم بالسلاح النووي الإسرائيلي

مفاعل ديمونا الإسرائيلي
مفاعل ديمونا الإسرائيلي

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه في الوقت الذي يحذر فيه القادة السياسيون الأمريكيون من إمكانية حصول إيران على سلاح نووي، وهو ما يزيد سباق التسلح النووي في المنطقة.

ورأت الصحيفة أن مثل هذه التحذيرات مألوفة بالنسبة للعالم، حيث يشير القادة الأمريكيون إلى أن المنطقة خالية من الأسلحة النووية، إلا أن الحقيقة أنها ليست كذلك، حيث تمتلك إسرائيل بالفعل أسلحة نووية، وهو ما لا يعرفه العامة من لسان مسئولي الولايات المتحدة، الذي ظلوا نصف قرن يتغاضون بعكس هذه الحقيقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الأمر، أصبح يقوض التزام الولايات المتحدة بمنع انتشار الأسلحة النووية، وكذلك النقاش الدائر حول امتلاك إيران لسلاح نووي.

وشددت الصحيفة أنه أصبح من الضروري على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قول الحقيقة، والبدء في عدم إخفاء الحقيقة بشأن الأسلحة النووية الإسرائيلية.

وأفادت الصحيفة أن إسرائيل صرحت في العديد من المناسبات خلال حقبة الستينات أن مفاعل ديمونة يتم إنشاؤه من أجل أغراض سلمية، وعندما أرسلت الولايات المتحدة مفتشين إلى الموقع، ابتكر الإسرائيليون حيلة متقنة، تضمنت بناء جدران وهمية لإخفاء المصاعد التي أدت إلى مصنع إعادة المعالجة تحت الأرض.

وفي نهاية الأمر، أكدت المخابرات الأمريكية أن إسرائيل تمتلك بالفعل رؤوسًا نووية، لذلك توصل ريتشارد نيكسون، الرئيس الأمريكي الأسبق، ورئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك جولدا مئير إلى اتفاق، وهو "لن تعترف إسرائيل ولا الولايات المتحدة بأن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، ولن تضغط واشنطن على إسرائيل لإخضاعها للرقابة الدولية".

وعلى مدى 50 عاما حتى الآن، التزم الرؤساء الأمريكيون بالصفقة، حيث يعتقد العلماء أنه عندما اختبرت إسرائيل سلاحًا نوويًا في المحيط الهندي عام 1979، قامت إدارة كارتر بالتستر عليه.

وفي عام 2009، عندما سأل أحد الصحفيين باراك أوباما، الرئيس الأمريكي الأسبق، عما إذا كان يعرف "أي دولة في الشرق الأوسط لديها أسلحة نووية" ، أجاب السيد أوباما ، "لا أريد التكهن".

وقالت الصحيفة إن التظاهر بالجهل بالأسلحة النووية الإسرائيلية يستهزئ بالجهود الأمريكية في منع انتشار الأسلحة النووية.

وتعهد أوباما من قبل بالسعي إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية. لكن لمنع النقاش حول الترسانة الإسرائيلية، ساعدت إدارته في إفشال مؤتمر للأمم المتحدة حول منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.

وتواصل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن فرض عقوبات على إيران في محاولة لإجبار حكومتها على قبول عمليات تفتيش أكثر صرامة من تلك التي تتطلبها معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

ولا تسمح إسرائيل، التي لم توقع قط على معاهدة الأمن القومي، بأي عمليات تفتيش على الإطلاق. ويقود هذا النفاق الكثيرين حول العالم إلى الابتسام عندما يزعم الدبلوماسيون الأمريكيون أنهم يدافعون عن "النظام القائم على القواعد".

كما أنه يمكن الإيرانيين الذين يزعمون أن طهران لها الحق في مجاراة منافستها الإقليمية.

وأخيرا، رأت "نيويورك تايمز" أن صمت الحكومة الأمريكية المخادع يمنع إجراء نقاش أكثر صدقا في الداخل حول المخاطر التي قد يشكلها سلاح نووي إيراني.

ويقول السياسيون الأمريكيون أحيانا إن القنبلة الإيرانية ستمثل تهديدا "وجوديا" لإسرائيل. وهذا ادعاء مشكوك فيه، بالنظر إلى أن إسرائيل تمتلك رادعًا نوويًا يمكنها نشره في الجو والبر والبحر.

ويرى العديد من الأمريكيين أن هذا الادعاء معقول لأنه، وفقا لاستطلاع الرأي الأخير الذي أجراه شبلي تلحمي من جامعة ماريلاند، بالكاد يعرف 50% من الشعب الأمريكي أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية. وتعتقد نسبة أعلى أن طهران تمتلك القنبلة.

وأفادت الصحيفة أنه حتى لو لم تكن القنبلة الإيرانية تشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل، فلا يزال يتعين على الولايات المتحدة العمل على إحباط أحدها دبلوماسيًا. ومع خطر الانهيار في المفاوضات مع طهران، يجب على إدارة بايدن أن تلتزم برفع العقوبات التي تعيق الاقتصاد الإيراني مقابل قيود يمكن التحقق منها على القدرة النووية الإيرانية.

وأكدت نيويورك تايمز أن إدارة بايدن لن تجبر إسرائيل على التخلي عن أسلحتها النووية. لكن هذا لا يعني أن عليها تقويض مصداقية أمريكا العالمية وخداع شعبها بإنكار الواقع.

وربما ستؤدي مناقشة أمريكية أكثر صدقا حول الترسانة النووية الإسرائيلية إلى بث حياة جديدة في الحلم البعيد المتمثل في شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية.

حتى لو لم يحدث ذلك، فسيكون من دواعي سرورنا، بعد نصف قرن من الكذب عن طريق الإغفال، ببساطة سماع قادة أمريكا وهم يقولون الحقيقة.