أعلنت وزارة العدل الأمريكية، يوم الخميس، توجيه مجموعة من التهم الجنائية إلى إلياس رودريجيز، المتهم بتنفيذ عملية إطلاق النار التي أسفرت عن مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في العاصمة واشنطن.
وتضمنت التهم الموجهة إليه قتل مسؤولين أجانب وارتكاب جرائم أخرى مرتبطة بالهجوم الذي وقع مساء الأربعاء خارج متحف يهودي.
ووفقًا لوثائق المحكمة التي كُشف عنها اليوم، فإن رودريجيز، البالغ من العمر 31 عامًا، اعتُقل بعد تنفيذ الهجوم وأدلى بتصريحات صريحة أمام قوات الشرطة، قال فيها: "فعلتها من أجل فلسطين، فعلتها من أجل غزة"، ما يشير إلى وجود دافع سياسي مرتبط بالقضية الفلسطينية خلف الهجوم.
تفاصيل الحادثة التي وردت في وثائق المحكمة أوضحت أن إطلاق النار وقع أثناء مغادرة الضحيتين فعالية أقيمت في المتحف اليهودي، وكانت منظمة من قبل اللجنة اليهودية الأميركية. وتشير الوثائق إلى أن كاميرات المراقبة خارج المتحف التقطت المشهد بأكمله، حيث ظهر رودريجيز وهو يطلق النار مرارًا على الضحايا حتى بعد سقوطهما على الأرض.
وبحسب السلطات، فإن الجريمة لم تكن عشوائية بل تم تنفيذها بنية واضحة، ما يعزز من خطورة الاتهامات التي تشمل أيضاً ارتكاب أعمال عنف ضد ممثلي دول أجنبية على الأراضي الأمريكية.
ومن المقرر أن يُمثل المتهم أمام المحكمة في وقت لاحق من يوم الخميس، حيث ستُعرض لائحة الاتهام رسميًا أمام القاضي، بالتزامن مع عقد وزارة العدل مؤتمرًا صحفيًا لتوضيح الملابسات القانونية والجنائية للقضية، وتقديم مزيد من المعلومات حول سير التحقيقات والإجراءات المقبلة.
وكانت الحادثة قد أثارت ردود فعل واسعة في واشنطن وتل أبيب، حيث اعتبرت السلطات الإسرائيلية أن ما جرى "هجوم إرهابي معادٍ للسامية"، مطالبة برد صارم من السلطات الأمريكية، فيما تعهدت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية بمحاسبة الجاني وتقديمه للعدالة.
تأتي هذه الجريمة في وقت يشهد فيه العالم تفاعلًا متزايدًا مع الحرب الدائرة في قطاع غزة، التي خلّفت آلاف الشهداء المدنيين وأثارت موجة من الغضب والاحتجاجات في عدد من العواصم الغربية. وقد انعكس هذا التوتر في سلسلة من الاعتداءات والحوادث التي طالت مؤسسات يهودية أو شخصيات مرتبطة بإسرائيل خلال الأسابيع الماضية، ما دفع السلطات الأمريكية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية حول المنشآت الدبلوماسية.