الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحدى مرضه النادر بالتفوق دراسيًا

محمد يخطط أن يكون أول رجل أعمال على كرسي متحرك: أحلم بالعلاج..فيديو

محمد يخطط أن يكون
محمد يخطط أن يكون أول رجل أعمال على كرسي متحرك

تحدى مرضه النادر ذي التطورات الصعبة من خلال التفوق درسيًا في جميع المراحل التعليمية المختلفة، وتنمية المهارات الذاتية، بأخذه العديد من الكورسات في مجال الإعلام، كما قرأ أكثر من 100 كتاب، وعدد لا يحصى من الروايات المختلفة، إضافة إلى ختمه القرآن الكريم في المرحلة الثانوية بدعم لا يوصف قدره من عائلته التي نقلت حياتها من محافظة المنيا إلى بني سويف من أجل إكماله مسيرته التعليمة وتحقيق كل ما يحلم به.

قاهر ضمور العضلات 

يقول محمد بهاء يحيي، من محافظة المنيا، في فيديو لموقع «صدى البلد» إنه ولد مثله كأي طفل طبيعي حتي بدأ والديه يلاحظان وجود مشاكل لديه بتأخره في عمر السير حيث اكتشف الأطباء أنه مريض بضمور العضلات الشوكي، لكن عائلته تقبلت ذلك بكل رضا من الله - عز وجل- ولم تشعره ولو لحظة أن هذا سيعيق مشواره التعليمي أو الحياتي بشكل عام.

يضيف «محمد» في حديثه للموقع أنه التحق بالمرحلة الابتدائية بعد معاناة لفترة قصيرة حيث وجدت عائلته صعوبة في التحاقه بمعظم المدارس التعليمة، فهو طفل من ذوي القدرات، ولم تكون القوانين صارمة في هذه المدة الزمنية، لكن محمد التحق بالمدرسة الابتدائية بعد تقديم والده شكوى إلى مدير إدرة التعليم في بني مزار-محافظة المنيا-، والذي جعل له استثناء بأن يذهب إلى المدرسة على الامتحانات فقط.

بداية التفوق الدراسي 

ويوضح «يحيى» أن أول سنة له في الذهاب إلى المدرسة بشكل يومي على كرسيه المتحرك كانت في الصف السادس الابتدائي، وحصد فيها المركز الثاني على مدرسته، وكان من الأوائل على مستوى الإدراة التعليمية في مدينته - بني مزار-  بمحافظة المنيا حتى بدأ تحدى آخر من مشواره التعليمي في المدرسة الإعدادية والتي لم يكن يتوافر بها فصول في الدور الأرضي تسهل عليه حركته بالكرسي.

وفي المرحلة الإعداداية بدأ الدور الأكبر لعائلة «محمد» حيث كان والده ووالدته يرافقناه عند الذهاب إلى المدرسة من خلال حمله إلى الدور الثاني بها حتي يتلقي دروسته التعليمية ثم العودة به إلى المنزل، مكللاً هذه المرحلة العمرية بالتفوق بنسبة 96%، ومنوهًا بأنه رغم زيادة التحديات الصحية عليه كتحدب العمود الفقري، وقلة كفاءة يديه أصر على إكمال مسيرته التعليمة بتفوق.

مجهود جبار بالثانوية 

ورغم أن المدرسة الثانوية كانت تبعد عن منزل عائلة «محمد» بمسافة تصل إلى كيلو ونصف كيلو متر إلا أنه كان يحرص على الحضور بشكل دائم مشيرًا إلى مساعدة القائمين على المدرسة له حيث جعلوا له لجان الامتحانات في الدور الأول من المدرسة حتى تكللت تلك المرحلة والتي التحق فيها بالقسم الأدبي وملئت بالتعب والسهر ليلاً ، ومعه والدته، واصفًا إياها بـ «المجهود الجبار» بنجاحه بتفوق بنسبة 97.6% ، حيث كان الأول على مدرسته، والثاني على مركزه، كما تمكن من ختمه للقرآن الكريم في هذه السنة التعليمية المهمة. 

ويؤكد محمد بهاء يحيي أنه بعد انهائه المرحلة الثانوية تمكن من تحقيق حلمه الأول من الالتحاق بكلية الإعلام - جامعة بني سويف- وهنا تقبلت عائلته بصدر رحب الانتقال من مركز بني مزار بمحافظتها المنيا إلى مركز بني سويف بالمحافظة الصعيدية حتي تكون عائلته بجوار وتعينه على استكمال مشواره التعليمي بتفوق.

التفوق بكلية الإعلام 

«تمكنت من التفوق بكلية الإعلام».. بهذه الكلمات يشير محمد بهاء، الطالب بالفرقة الثالثة كلية الإعلام بجامعة بني سويف إلى حصوله بالكلية طوال السنوات الماضية على تقدير امتياز مرتفع، غير مكتفيًا بهذا؛ فهو يسافر بمفرده أحيانًا كثيرًا إلى القاهرة راكبًا القطار بكرسيه المتحرك من أجل تنمية مهارته الإعلامية من خلال عدد من الجهات المعتمدة، وأبرزها: «معهد الإذاعة والتلفيزيون».

وعن أبرز الصعوبات التي واجهت «محمد» طوال الـ 20 عامًا الماضية، هي عدم تقبل بعض الناس له خاصة في كبره، معلقًا: «ما كانش في دماغي نظرة الاختلاف دي من بعض الناس، ساعات بحس إني طبور عرض ليهم من أول باب الجامعة حتي الكلية بتاعتي، وفي القطر بشوف في عين الناس استغراب غير لطيف من إني بركبه لوحدي، وكأنه إيه اللي جايبني هنا». 

دعم كبير من المحبين 

أما أكثر الداعمين لمحمد في مسيرته التعليمية فهو والده بهاء يحيي الذي يصفه بالرجل المحبوب المعتمد على ذاته، ووالدته هناء مصطفي التي تصفه بصاحب الإرادة والعزيمة القوية، وشقيقتيه الاثنتين، فالتؤأم هي أكثر من يهون عليه اللحظات الصعبة بالضحك، والكبري هي الحنون التي تشاركه هواياته المفضلة كالقراءة، وكذلك يعد أصدقاءه من المرحلة الإعدادية الأكثر عونًا له، وعلى رأسهم أحمد علي، وأحمد شعبان، اللذين رغم اختلاف كلياتهما ومقارها التعليمية فالأول يدرس في الهندسة والآخر يدري بكلية الطب يحرصون على السفر معه ومشاركته لحظات مهمة من حياته.

العلاج والإعلام والأعمال 

يحلم محمد بأن يكون هناك أملاً في علاجه كي يستطيع أن يحقق جميع أحلامه دون كلل أو تعب مشيرًا إلى أن أسعد يومًا في حياته هو إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي تكفل الدولة المصرية بعلاج مرضى ضمور العضلات، لكنه حزن بعض الشيء عندما علم أن العلاج سيجري حاليًا لمن هم دون السنتين، متمنًيا أن تتم المفاوضات حتي تعالج جميع الأعمار، ومختتمًا: «ضمور العضلات ما وقفنيش عن حلمي، بتمني أكمل درسات عليا في مجال الإعلام ورسالتي توصل لأكبر عدد من الناس خاصة ذوي القدرات، وإني أكون أول رجل أعمال على كرسي متحرك بالشرق الأوسط، ومجهز مشروعي وهو خط إنتاج للقهوة المثلجة، بدرسة جدول وموصفات ليست موجودة في مصر، لكن ينقصني التمويل».