EN
بقلب مفعم بالرضا، وروح تملؤها العزيمة، ونفس تعشق الصبر، وتداوم على المثابرة، تمكنت هبة محمد عز العرب من مواجهة مرضها النادر الذي تسبب لها في الجلوس على كرسي متحرك طوال 11 سنة من عمرها بالتفوق في المراحل الدراسية المختلفة حتي أصبحت أول خريجة إعلام على كرسي متحرك من جامعة بني سويف بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.
تقول هبة محمد عز العرب، في فيديو لموقع «صدى البلد» إنها ولدت بمرض نادر لا يصاب به غير 3 أشخاص من كل مليون، واكتشفته في عمر 6 سنوات بعد وفاة والدتها بالمملكة العربية السعودية، بسبب شعورها بألم مستمر في الظهر لا تستطيع النوم منه، وكذلك عانت وقتها من عدم انتظام طريقة سيرها».
وتوضح «عز العرب» أن والدها قرر السفر إلى مصر لمعرفة سبب معانتها، وبالفعل توجهت لتشخيص مرضها عند أكبر طبيب مصري متخصص وقتها، ويدعي: ممدوح سلامة، 90 عامًا، وأخبرها أن مرضها ليس له علاج، وأنها ستظل واقفة على قدمها حتى تصل إلى مرحلة الكرسى المتحرك، مثلها كالعربية التي ينفذ وقودها».
«فضلت على رجلي لحد أولى إعدادي».. بهذه الكلمات تضيف «هبة» أنها ظلت تسير على قدمها حتي الصف الأول الاعدادي، لكنها في ذات الوقت لم تكن تقدر على السير بطريقة جيدة، ففي بعض الأحيان لا تشعر بقدمها حتي وإن أصابها مكروه، فاستدل الطبيب المعالج وقتها أن هذه الأعراض ستكون بداية شلل، ولابد لها من إجراء عملية جراحية لإنقاذها حتى لا تفقد القدرة على عدم تحريك يدها أو بصرها او دماغها».
11 عامًا على كرسى متحرك
وأشارت هبة محمد أنها بعد العملية الجراحية خرجت بأقل الخسائر المحتملة، حيث حدث لها ضعف في ساقها الاثنين، لكن بنسبة قليلة تتحرك الساق اليسار، إضافة إلى مشاكل كبيرة في العمود الفقري، وفي هذا الأثناء طمأنها الطبيب أنها ستستطيع السير بعد 6 أشهر، لكنه مر الآن 11 عامًا وهي على الكرسي المتحرك».
ولكي لا يتطور الوضع الصحي للأسوأ عند «هبة» حرصت طوال هذه السنوات على أداء العلاج الطبيعي بشكل يومي كي لا يزيد وزنها في المقام الأولى فتبدأ في تطورات سلبية محتملة، لافتةً أنها عانت من ضغوظات نفسية عديدة نتيجة عدم تقبل المجتمع لذوي القدرات بشكل كبير وكذلك على وسائل التواصل، حد تعبيرها.
تفوق طوال المراحل التعليمية
أما عن تفوقها في المراحل الدراسة المختلفة، فتؤكد «هبة»: «درست المرحلة الإعداية والثانوية من المنزل، والحمد لله وفقت في نهايتهما بالحصول على مجموع 96٪، وكنت الاولى على القسم الأدبي، والثالثة على مدرسة السيدة خديجة الثانوية، منوهةً أنه لحسن الحظ تغير قانون خاص بإمكانية دخول ذوي القدرات كليات غير «الآداب، الحقوق، التجارة».
وقررت هبة محمد دخول كلية الإعلام رغم أن حلمها الأول هو أن تصبح «مضيفة طيران» لكن الأمر صار أكثر تعقيدًا بسبب وضعها الصحي، حتى بدأت النزول إلى الجامعة، وعدم الجلوس في المنزل ، وبالفعل فرحت الشابة العشرينية بهذا القرار، وأصبح لها العديد من الأصدقاء الجدد، تذاكر معهم وتشاركهم النشاطات المختلفة بالجامعة وخارجها من تنظيم ندوات وسفر إلخ.
المشاركة في النشاطات المختلفة
وخلال فترة دراستها بكلية الإعلام، جامعة بني سويف، أصبحت هبة عز العرب الطالبة المثالية على مستوى الجامعة عام 2017م، ورئيس إتحاد ذوي القدرات الخاصة على مستوى الجامعة عام 2018م، وحصدت المركز الثالث على مستوى الجامعة عام 2019م، حتى تخرجت من قسم العلاقات العامة بالكلية تحت إشراف، دكتور أماني ألبرت، رئيس القسم، ووكيل الكلية للعلاقات العامة وقتها بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، معبرة عن تقدريها لألبرت لأنها جعلتها تعرف جيدًا أهمية العلاقات العامة في المجال.
4 أحلام مشروعة لهبة
وتلفت هبة عز العرب إلى أنها تحرص باستمرار منذ دخولها كلية الإعلام على تطوير مهارتها، فقد أتقنت مهارات «الفويس أوفر» ولها فيلم مدبلج بصوتها، كما أنها تصمم الجرافيك، لكنها ترغب في الحصول على وظيفة حكومية بنسبة الـ 5%، كما تحلم بأن تصبح مذيعة على كرسي متحرك، وأن تجد من يتبني حالاتها، حيث تتواصل مع أطباء في الولايات المتحدة، والذي أكدوا لها أن علاجها موجود وهو عبارة عن شريحة تزرع في ظهر المريض ويتمكن بعدها من السفر، وتكلف بداية مليون جنيه.
أتمني مقابلة الرئيس السيسي
تشكر هبة والدها محمد على دعمه لها باستمرار، وكذلك جدتها بعد وفاة والدتها، وشقيقتها الكبري، هبة، وأصدقاؤها، وأبرزهم: «فدوي وبسمة ومريم يحيي»، متمنيةً بشدة مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي وتكريمه لها خاصة بعد اهتمامه الكبير بذوي القدرات وجعله عام 2018 عامًا لهم، مختتمة: «قدمت في منتدي شباب العالم أكثر من مرة لرؤيته، وبإذن الله ستكرر كثيرًا، وأرجو من كل الناس إنها ترضى بقضاء الله لها، ونثق أن القادم أفضل، والأحلام ستتحقق بالإيمان بها و السعي لها».
