الأمر أشبه بامتصاص الملابس القاتمة لحرارة الشمس بشكل أكبر من غيرها، وهو ما حدده العلماء في أن الأرض خفت لمعانها وازدادت ظلامًا خلال السنوات الثلاث الماضية بسبب تغير المناخ.
قاس الباحثون كمية ضوء الأرض المنعكس عن سطح القمر لإظهار كيف أن الاحتباس الحراري يجعل كوكبنا مكانًا أكثر عتمة وظلام مع مرور الوقت.
وهو الأمر المقلق للغاية إذ يعني أن الأرض تمتص المزيد من الضوء، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارتها، وهو ما يؤثر بدوره على القمر.
أظهرت البيانات أن ارتفاع درجة حرارة مياه المحيط قد جعل الضوء المنعكس من الأرض الذي يضيء سطح القمر يتناقص بمقدار نصف واط أقل من الضوء لكل متر مربع.
وهذا يعادل انخفاضًا بنسبة 0.5 % في سطوع الأرض، وهو السبب الرئيسي في زيادة عتمة الأرض وظلامها عن السابق.
الأرض تمتص طاقة حرارية أكبر من المعتاد
وما يقرب من 340 واط لكل متر مربع من الطاقة المستمدة من الشمس - المحرك الرئيسي للمناخ والطقس - تصل إلى كوكب الأرض يوميا.
وينعكس حوالي 30 % فقط من هذه الطاقة مرة أخرى في الفضاء، المعروف باسم البياض الأرضي، ويتم امتصاص الباقي (240 وات) لكل متر مربع في الأرض، المحيطات والغلاف الجوي.
يشعر الباحثون بالقلق على وجه التحديد بشأن انخفاض السحب المنخفضة اللامعة والعاكسة فوق المحيط الهادئ الشرقي في السنوات الأخيرة، وفقًا لقياسات الأقمار الصناعية التي أجرتها وكالة ناسا.
هذه هي نفس المنطقة التي ترتفع فيها درجات حرارة سطح البحر قبالة السواحل الغربية لأمريكا الشمالية والجنوبية بسبب تغير المناخ.
يقول الدكتور «فيليب جود» الباحث في معهد نيوجيرسي للتكنولوجيا: "كان انخفاض البياض الأرضي مفاجأة لنا عندما حللنا بيانات السنوات الثلاث الأخيرة بعد 17 عامًا من البياض المسطح تقريبًا".
لبعض الوقت، كان العديد من العلماء يأملون في أن يؤدي المناخ الدفيئ للأرض إلى المزيد من السحب وزيادة البياض، مما سيساعد بعد ذلك على تخفيف الاحتباس الحراري وتحقيق التوازن في نظام المناخ.
لكن بعد التحليلات الأخير لزيادة قتامة الأرض فإن الأمر قظ أصبح "مقلقًا للغاية"، وفقًا للدكتور «إدوارد شويترمان» عالم الكواكب في جامعة كاليفورنيا.