الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكاتب سيد عبدالحميد:نجيب محفوظ يمتلك فلسفة خاصة ساهمت في تطور الرواية العربية

صدى البلد

تحدث الكاتب سيد عبد الحميد عن تأثره بكتابات نجيب محفوظ ، والذي يتزامن ذلك مع مرور 110 سنوات على ميلاد أديب نوبل، فقد تطرق عبد الحميد خلال حديثه عن قدرة محفوظ على إبهاره في كل مرة يقرأ له. يقول: “نجيب محفوظ منقذي الأول من سِدة القراءة أو الكتابة لأنه لم يُخيب ظني في قدرته علی تعديل مزاجي للأفضل ورفع حالتي المعنوية في أوقات اليأس”.
 
وفي بداية حديثه لـ “صدى البلد” قال سيد عبدالحميد: نجيب محفوظ بالنسبة لي يظل سرا مجهولا كُليًا علی عدة أصعدة، أتذكر منذ سنوات عديدة أول قراءة لعمل من أعمال محفوظ بناءً علی نصيحة شخص أثق برأيه جدا، حينما سألته عن أبرز الأشياء التي يجب عليَّ فعلها لاحتراف الكتابة أو القراءة بدون ملل. 

لا يتردد أحد عن ذكر نجيب حينما يُسأل عن الأديب الأبرز أو المفضل له. نجيب محفوظ مفضل لي و السبب الأبرز بالنسبة لي هو امتلاكه لفلسفة خاصة وقدرة رهيبة علی التجديد ساهمت في تطور الرواية العربية ووصولها لأشكالها المتعددة الحالية. نجيب محفوظ مثال حي لمقولة: من يكتب لا يموت. بالنسبة لي كانت أبرز محطاتي معه هي همس الجنون وميرامار وأفراح القبة، هذه الأعمال حينما قرأتها قلت لنفسي لقد عرفت ماذا أريد أن أكتب، أريد أن أكتب كتابة تضع تحت مظلتها كل البشر بلا تمييز، أريد أن أكتب عن رجل الشارع والحارة بنفس قدرتي علی الكتابة عن من أعرفهم أو يشبهونني. 

قراءة نجيب محفوظ لا تتم إلا علی مراحل وذلك لاختلاف مستويات أعماله وتمدد مداها مع الزمن. أتذكر قراءتي للحرافيش وأولاد حارتنا، هذه أعمال تظل في الدماغ ولا تخرج منها. نجيب محفوظ منقذي الأول من سِدة القراءة أو الكتابة لأنه لم يُخيب ظني في قدرته علی تعديل مزاجي للأفضل ورفع حالتي المعنوية في أوقات اليأس. 
 


محفوظ المُعلم

وأضاف خلال حديثه: “حينما أتخبط، أو أعجز عن إيجاد صياغة ما لفكرة جيدة برأسي، أهرع لقراءة أي عمل لنجيب، أشعر وكأنه يأخذ بيدي ويخبرني كمُعلم كيف يمكنني صياغة فكرة جميلة بطريقة بسيطة وسهلة ومختزلة. في رأيي فإن قدرة نجيب محفوظ علی الاحتفاظ بالمقروئية والشعبية والدراسات الكثيرة حول أعماله ليست في كونه أديب جائزة نوبل، بل إن السر في الكتابة نفسها، في القدرة علی التعبير بلا بهارات لتجميل النص أو جمل بلا معنى. هو نجيب لأنه نجيب بالفعل، امتلك من اسمه نصيبا فصار الأديب النجيب والمحفوظ”.