الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم توجيه النصيحة على الملأ للشخص العاصي.. دار الإفتاء ترد

دار الإفتاء
دار الإفتاء

كشف الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، قيمة النصيحة في الإسلام، منوها أن المسلم عليه أن يصح أخاه إذا رأى منه ذنبا أو رآه على معصية.

وقال أمين الفتوى ، خلال البث المباشر لصفحة دار الإفتاء على فيس بوك، إننا هنا لابد أن نفرق بين النصيحة والتعيير، فإذا أقدم المسلم على نصيحة أخيه المسلم على الملأ وأمام الناس فهو بذلك قد عيره ولم ينصحه بل فضحه، فإذا أراد النصيحة فعليه أن ينصحه بينه وبين أخيه المسلم.

وأضاف، أن الناصح عليه أن يعرف كيفية توجيه النصح وأن يعلم أن نصيحته صحيحة أولا وليس عليها اختلاف في الآراء.


النصيحة من أهل التخصص

 

وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن العقل هو أساس التكليف والبناء والعلم ولذالك فإنه عندما يتم إصدار فتوى فالعقل هو أساس الفتوى، وأشار إلى أن الفتوى لها ثلاث أركان، العقل، والواقع والنصوص والأدلة.

وأضاف مفتي الجمهورية، في تصريح له، أن الواقع متطور ومتغير، والنصوص مكتملة منذ عصر الرسول صلى الله عليه و سلم و واضحة، قائلا لذلك يقول المتخصصون إن النصوص محدودة ومتناهية، والواقع غير متناهى وغير محدود، فكيف يحكم المحدود اللا محدود، وهذه مسٱلة يحكمها العقل، وهذا يحتاج تأهيلا حقيقيا وتخصصا دقيقا.

 

وأشار أنه لذلك لا  يجب أن يتدخل أحد فى غير تخصصه حتى لا يفسد شيئا أن يحدث الحيرة عند الناس، ناصحا الشباب قائلا: لذلك ننصح شبابنا بعدم أخذ نصيحة أو كلمة من غير المتخصصين فيها.

من راقب الناس على حساب عيوبه مات هما
 

قال الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه شتان بين النقد والحقد، وبين النصيحة والتعيير، ومن كانت هذه حاله كان بعيدًا عن وصية المصطفى -صلى الله عليه وسلم-حيث قال: « احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز » رواه مسلم.

وأوضح «الشريم» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه من راقب الناس على حساب عيوبه ضاق ذرعًا، ومات همًا، فهو معني بفهم ذاته قبل فهم الآخرين، منوهًا بأن نقد الذات أولى مراحل النقد المحمود، وأثره في تحسين صورة الفرد، التي تنعكس بالضرورة إلى المجتمع المكون من أفراد، فإنما هو لكونه أصلا إذا حسن حسن الفرع بالتبع.

وحذر الشريم، من صفة مذمومة، قد تعتري المرء حال نقده ذاته، تتمثل في إلقائه باللائمة على الآخرين لتبرير خطئه وتقصيره، والتنصل من عيوبه وفشله، فيقع فيما يسمى بالإسقاط النفسي، باعتباره حيلة دفاعية، يستجلبها المرء المقصر، للخروج من تبعة تقصيره وخطيئته، فينسب سبب ذلكم إلى غيره هروبا من الاعتراف بالخطأ، ومن ثم التخلص من توجيه اللوم له، كما قيل في المثل السائد قديما “رمتني بدائها وانسلت”.

ونبه إلى أنه لو انساق كل فرد منا مع هذه الثغرة الموهنة؛ لعظمت الثلمة، وانطمس الوعي، وانسل كل واحد عن المسؤولية المناطة به، فيطغى التلاوم بين الناس، ويضمحل العمل الإيجابي، وتنمحي المحاسبة الهادفة، ويحمل المقصر في نفسه غلا وحنقا على من سواه دون علة معتبرة، وإنما هو الهروب من الواقع وعدم الاعتراف بالخطأ، وتصغير ما من شأنه التكبير في جانب خطئه، وتكبير ما من شأنه التصغير في جانب لومه الآخرين.

وتابع: فيجمع بين خطيئتين اثنتين، خطيئة عدم اعترافه بخطئه، وخطيئة رميه الآخرين بالسبب، وهذه معرة لها غوائلها التي لا ينبغي أن يغفل عنها من وهبهم الله قلوبا يفقهون بها، وأعينا يبصرون بها، وآذانا يسمعون بها، وهي من المسلمات التي لا ينبغي أن يختلف فيها اثنان، أن كل نفس لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، كما قال جل شأنه: « كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ » وقال: «وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ».

وأشار إلى أنه على المرء المسلم أن يكون واضحًا مع نفسه، صريحًا في نقدها، جادً في تقويمها، صادقًا في تصحيح مسارها، فإنه إذا استقام العود استقام الظل بالضرورة، وإلا صار كلا على نفسه وعلى مجتمعه، وحملا ثقيلا في نواحي الحياة الجماعية، ولا يكون كذلكم إلا القعدة المتعثرون، الذين ينتظرون السماء أن تمطر ذهبا أو فضة وهم مستلقون على فرشهم.