الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هيئة حاكمة جديدة للمسلمين بـ فرنسا.. هل ينجح ماكرون في تقليص نفوذ الإخوان

ماكرون يحاول تقليص
ماكرون يحاول تقليص سيطرة الإخوان على المساجد في فرنسا

قررت فرنسا عقد منتدى للإسلام في باريس، معلنة عن هيئة حاكمة جديدة للمسلمين، في إطار خطة للرئيس إيمانويل ماكرون للتصدي للتطرف، في خطوة تحد من سيطرة جماعات الإسلام السياسي مثل تنظيم الإخوان على المساجد والهيئات الدينية في الدولة الأوروبية.

ويهدف المنتدى الذي سيفتتح يوم السبت، للحد من تأثير القوى الأجنبية على المسلمين في فرنسا، ومنع دول مثل الجزائر وتركيا والمغرب من السيطرة على الأئمة في المساجد الفرنسية، حسب صحيفة "ذا تايمز" البريطانية.

ويروج ماكرون للمبادرة باعتبارها ضمن خطواته لمحاربة التطرف في فرنسا، وهدم الأفكار التي تتعارض مع علمانية الدولة الفرنسية والمسلمين في البلاد البالغ عددهم نحو 5 ملايين شخص.

وتحظى مكافحة الإسلام السياسي في فرنسا بزخم قوي في الأسابيع الأخيرة، قبل نحو شهرين من الانتخابات الرئاسية المقرر لها في أبريل المقبل، حيث يدعم منافسو ماكرون من اليمين المتطرف، منهم مارين لوبان زعيمة التجمع الوطني، والسياسي البارز إريك زمور اتخاذ خطوات صارمة لتقويض نفوذ الجماعات الإسلامية المتطرفة في البلاد.

فيما يحاول الرئيس الفرنسي إثبات قدرة حملته التي أطلقها في 2020، في تنظيم حال المسلمين بما يتماشى مع القيم العلمانية اللبلاد، حيث سيتعمل الهيئة الجديدة على عدة إجراءات مثل حديد وضع الإمام وإيجاد "تعريف" لمهنته ودوام عمله وعقد عمله والأجر الذي يتقاضاه، مع حصولهم على دبلوم ديني يوافق عليه المنتدى الجديد.

شكوك حول نجاح المبادرة

يقول منتقدو المنتدى الفرنسي الجديد، الذي سيحل بديلا للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، والذي سيكون من نحو 100 شخصية معظمها من مسؤولي منظمات وأئمة وأشخاص منخرطين في المجتمعات المسلمة المحلية، إن الأمر قد يكون محكوم عليه بالفشل.

ومن بين نحو 2500 مسجد في فرنسا يوجد حوالي 1800 إمام، معظمهم يعملون بدوام جزئي أو بدون أجر، ويكونون مهاجرين، أو معارين من تركيا والمغرب والجزائر، ما يصعب عملية إخراج أئمة فرنسيين محترفين على دراية بالثقافة الوطنية للبلاد,

ومن بين الشخصيات المشاركة في المنتدى الرئيس السابق للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أنور كبيباش، وعميد مسجد باريس الكبير شمس الدين حفيظ، وعميد مسجد ليون كامل قبطان ، والمفكر حكيم القروي.

وأطلقت فرنسا في 2020 حملة لمكافحة تيارات الإسلام السياسي، ووقف جلب الأئمة من خارج البلاد، في محاولة لوقف سيطرة الجماعات المتطرفة مثل الإخوان على هذه المساجد والهيئات، مثل اتحاد المنظمات الإسلامية، المنبثق عن الإخوان.

ومن المتوقع أن يعمل المنتدى على خطة لتقليص التمويل الخارجي عن المنظمات والمساجد الفرنسية، وتنظيمه بشكل يضمن سيطرة البلاد.

وسبق أن أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن إنشاء "مجلس وطني للأئمة" تكون مهمته منح الاعتمادات للأئمة والدعاة وتدريبهم.

من جانبها، قالت الكاتبة والسياسية الفرنسية سيلين بينا، إنه غالبا ما تهيمن الحركات المتطرفة مثل الإخوان على تدريب الأئمة وتمويل المساجد في فرنسا، ولديهم السيطرة الأكبر على الشباب المسلمين، لذلك يجب عليهم الخضوع للقوانين الجديدة التتي تتماشى مع قيمة الجمهورية الفرنسية.

ورغم ذلك، حذرت المسئولة الفرنسية السابقة من تدخل الحكومة في تنظيم الإسلام في البلاد، الأمر الذي سيتم رفضه بشكل واسع من الجاليات المسلمة، مؤكدة أنه سواء تدخلت الدولة أم لم تتدخل فلن تتغير أفكار تيارت الإسلام السياسي.