الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

100 عام على تصريح 28 فبراير.. تسبب فى نفي سعد زغلول خارج مصر

صدى البلد

تمر اليوم الذكرى المئوية على إعلان تصريح 28 فبراير من ثمار ثورة 1919 الذي تمكنت فيه المعارضة المصرية للتوصل إلى الكثير من النتائج الإيجابية على طريق التخلص من الاحتلال البريطاني وأعلنت فيه بريطانيا إنهاء الحماية على مصر.

ونص التصريح على الاتي "وأعلنت فيه بريطانيا إنهاء الحماية البريطانية على مصر ، وأن مصر " دولة مستقلة ذات سيادة"، لكن احتفظت فيه بريطانيا بحق تأمين مواصلات إمبراطوريتها في مصر، وحقها في الدفاع عنها ضد أي اعتداء أو تدخل أجنبي، وحماية المصالح الأجنبية والأقليات فيها، وإبقاء الوضع في السودان على ما هو عليه" لم يعجب المعارضة المصرية بتلك القرارات، فقد كانت الحركة الوطنية تسعى في ذلك الوقت إلى تحرير مصر من الاحتلال البريطاني وليس الانفصال عن الدولة العثمانية والاستقلال التام عنها، لأن ذلك في نظر الشعب المصرى كان من شأنه أن يفتت وحدة العالم الإسلامي، لكن هذا الوضع أخذ يتغير عندما قامت الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918م ) ودخلت الدولة العثمانية في حرب ضد إنجلترا.

وكانت فرصة لإنهاء السيادة العثمانية على مصر وفرض الحماية البريطانية وبعد انتهاء الحرب وهزيمة الدولة العثمانية وسقوط فكرة الجامعة الإسلامية معها أدرك الشعب المصرى انه غير ملزم بقبول السيادة العثمانية، وبرزت فكرة الجامعة المصرية ( القومية المصرية ).

وكان المصريون يأملون في تحقيق آمالهم من خلال مؤتمر الصلح المقرر عقده في باريس 28 يونيو 1919م وكان سعد زغلول وزملاؤه ينون الذهاب الي المؤتمر و لكن عندما علمت انجلترا قررت نفى سعد زغلول وبعض أعضاء الوفد إلى جزيرة مالطة واندلعت الثورات بسبب قرار النفي فشملت كل طوائف وطبقات الشعب فسارعت إنجلترا بتعديل قراراتها، وقد تمثلت التعديلات في: التساهل في الإفراج عن سعد وزملائه والسماح لهم بالسفر إلى باريس، وسد الطريق أمام الوفد من خلال اعتراف دول المؤتمر بالحماية على مصر، والحصول على اعتراف الشعب ذاته بإرسال ( لجنة ملنر ) لإقناعهم.

 .


 رفض الشعب المصري لجنة ملنر وقاطعوهم و قاطعوا القرارات التي أقرها المؤتمر و كان سعد زغلول في باريس يقود الحركة في مصر من خلال لجنة الوفد المركزية ولم يكن أمام ملنر إلا التفاوض وبدأت المرحلة الأولى بين ( سعد وملنر ) وكان هدفها إلغاء الحماية البريطانية على مصر والاعتراف باستقلال مصر التام الداخلي والخارجي ولكنها فشلت بسبب إصرار بريطانيا على تحويل استقلال مصر لاستقلال شكلي عن طريق: حماية المصالح الأجنبية وحرمان مصر من إقامة أي علاقات مستقلة مع دول أخرى.


 رفض سعد زغلول إبرام أي اتفاقيات واعتقل ونفى للمرة الثانية ولكن إلى جزيرة سيشل تمهيدا لإعلان ما عرف باسم ( تصريح 28 فبراير ) الذي نص على الآتي: إنهاء الحماية البريطانية على مصر وتكون مصر ذات سيادة، والغاء الأحكام العرفية التي أعلنت في 24 نوفمبر1914،وإلى حين إبرام الاتفاقيات بين الطرفين يكون لإنجلترا بعض التحفظات، وتأمين مواصلات الإمبراطورية البريطانية في مصر، والحق في الدفاع عن مصر ضد أي اعتداءات أو تدخلات خارجية الحق في حماية المصالح الأجنبية في مصر وحماية الأقليات، والحق في التصرف في السودان.