الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السيسي وبن زايد وبينيت.. ماذا يهدف الاجتماع الثلاثي في شرم الشيخ؟

الرئيس السيسي مع
الرئيس السيسي مع الشيخ محمد بن زايد ونفتالي بينيت

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، بمدينة شرم الشيخ، الأمير محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالى بينيت.

وتناول اللقاء التباحث بشأن تداعيات التطورات العالمية، خاصة ما يتعلق بالطاقة، واستقرار الأسواق، والأمن الغذائي، فضلاً عن تبادل الرؤى ووجهات النظر تجاه آخر مستجدات عدد من القضايا الدولية والإقليمية.

السيسي و ولي عهد أبو ظبي ورئيس وزراء إسرائيل بشرم الشيخ
السيسي و ولي عهد أبو ظبي ورئيس وزراء إسرائيل بشرم الشيخ

أهمية اللقاء الثلاثي

وفي هذا الصدد قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة رئيس وزراء إسرائيل نفتالى بينيت والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي لمصر، ترتبط بتوقيع مجالات التعاون المشترك، بين البلدان الثلاثة، إضافة إلى الاتفاق على مجموعة من المشروعات والتعاون الإقليمي في إطار العلاقات المشتركة بين مصر وإسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وأضاف فهمي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن اللقاء سيكون له انعكاسات عديدة في هذا التوقيت، ما يؤكد الحضور المصري والإماراتي والإسرائيلي، ويعكس اهتماما عربيا مشتركا، لتحريك المياه الراكدة في بعض الملفات الإقليمية. 

وأشار إلى أن هذا الاهتمام يخدم القضايا العربية والإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، إضافة إلى مجالات التعاون الثنائية، معتقدا أن تلك الزيارة هامة جدا، وسوف يكون لها نتائج إيجابية، خاصة أنه يعتبر أول لقاء يجمع القادة الثلاثة على أرض مصر. 

وتابع: "هذا الاجتماع يفتح المجال لإمكانية تكرار مثل هذه اللقاءات، وانضمام أطراف عربية أخرى من الجانب الفلسطيني والإسرائيلي في الفترة المقبلة، ما يخدم القضايا العربية والإقليمية، وليس فقط مشروعات أمن وتعاون". 

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن الزيارة ستكون لها تبعات بين مصر والإمارات، التي تعتبر حاليا في حالة جيدة ومتطورة وخاصة في اقتصاداتهما، كما أنها تساعد على تعديل البروتوكول الأمني بين مصر وإسرائيل، ما يؤكد على تنمية العلاقات بين القاهرة وتل أبيب.

طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية
طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية

العلاقات المصرية الإسرائيلية

وجدير بالذكر، أن العلاقات المصرية الإسرائيلية بدأت بحالة الحرب بين الدولتين منذ حرب 1948، مرورا بهزيمة لمصر في حرب 1967 خسرت خلالها شبه جزيرة سيناء، تلتها حرب 1973 وانتهت حالة الحرب رسميا مع توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية بعد اتفاقية كامب ديفيد في عهد الرئيس الراحل أنور السادات. 

دعم القضية الفلسطينية 

كما استمرت جهود الدبلوماسية المصرية  وتحركاتها خلال عام 2021؛ من اجل دعم القضية الفلسطينية، فجاء إعلان رئيس الجمهورية عن تخصيص مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية لصالح عملية إعادة إعمار قطاع غزة، ليمثل أعظم برهان على موقف مصر الراسخ من الأشقاء في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتكملة لدور مصر الناجع في وقف التصعيد في قطاع غزة وتحقيق التهدئة المرجوة.

ودائما ما تسعى مصر إلى العمل على إحياء مسار المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في أقرب فرصة، سعيًا نحو التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين واستنادًا إلى المرجعيات الدولية ذات الصلة.

العلاقات المصرية الإماراتية

ومن ناحية أخرى، يجمع بين مصر والإمارات روابط أخوية تاريخية وعلاقات تعاون وتنسيق متبادل على جميع الأصعدة، وشهدت العلاقات بين القاهرة وأبو ظبي نجاحا كبيرا منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم، كما شهدت نموا ملحوظا في معدل التبادل التجاري وزيادة العديد من الاستثمارات بين الدولتين.

كما شهدت السنوات الأخيرة تنسيقًا وثيقًا بين البلدين حيال القضايا الرئيسة، مثل القضايا الفلسطينية والعراقية واللبنانية والليبية واليمنية والسورية، فهناك تقارب كبير في الرؤى والمواقف السياسية تجاه القضايا الإقليمية وعلى رأسها: مكافحة الإرهاب ووضع حل للقضية الفلسطينية وجميع القضايا الإقليمية.

وفيما يلي يستعرض "صدى البلد" أبرز الزيارات المتبادلة بين قيادات البلدين..

الرئيس السيسي في الإمارات

قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة إلى الإمارات العربية المتحدة، في 26 يناير الماضي، استقبله سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وتم التباحث حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية، فضلًا عن التشاور إزاء مستجدات القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحة الإقليمية، خاصةً ليبيا واليمن حيث تم التوافق على أن مسارات الحلول السياسية هي الأساس لحل تلك القضايا.

وأكد الرئيس السيسي في هذا الخصوص، ثوابت الموقف المصري تجاه تسوية الأزمات الإقليمية، والتي ترتكز بالأساس على تقويض التدخلات الخارجية ومحاربة العنف والجماعات المتطرفة والإرهابية والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية، وذلك بهدف استعادة الأمن والاستقرار في الدول التي تعاني من تلك الأزمات، والحيلولة دون تهديدها للأمن الإقليمي.

كما أكد الرئيس السيسي في هذا الإطار أن التكاتف ووحدة الصف العربي واتساق المواقف يعتبر من أقوى السبل الفعالة لدرء المخاطر الخارجية عن الوطن العربي ككل.

محمد بن زايد في القاهرة

وعلى الجانب الآخر، قام الشيخ محمد بن زايد بزيارة إلى القاهرة، يوم 23 إبريل من العام الماضي، استقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى،  حيث بحث الجانبان أطر وآفاق التعاون المشترك بين مصر والإمارات، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدولتين، مع تأكيد أهمية دعمه وتعزيزه لصالح البلدين والشعبين الشقيقين، خاصةً في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، بالاستغلال الأمثل لجميع الفرص المتاحة لتعزيز التكامل بينهما.

كما تناولت المباحثات عدداً من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، وكذلك سد النهضة، حيث عكست المناقشات تفاهماً متبادلاً بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، وتم الاتفاق على الاستمرار في بذل الجهود المشتركة سعياً للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة، واستعادة مؤسساتها الوطنية وصون مقدراتها، لاسيما من خلال العمل على بلورة رؤية شاملة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك، بما يكفل تعزيز القدرات العربية على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي.

كما تم الاتفاق في هذا السياق على تعظيم التعاون والتنسيق المصري الإماراتي كدعامة أساسية لحماية الأمن القومي العربي، ومواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون السيادية لدول المنطقة، والتي أفضت إلى تأجيج التوترات والنزاعات والنشاطات الإرهابية والمتطرفة بها.

محمد بن زايد في الاتحادية

وفي 16 /12 /2020، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبى ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات. تناول اللقاء التباحث حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين لاسيما على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري، وتدشين المزيد من المشروعات المشتركة في ضوء ما يتوافر لدى الجانبين من فرص استثمارية واعدة، فضلاً عن الاستغلال الأمثل لجميع المجالات المتاحة لتعزيز التكامل بينهما. وفي هذا السياق هنأ الشيخ محمد بن زايد الرئيس السيسي علي التطور اللافت لأداء الاقتصاد المصري والقفزات الكبيرة التي حققتها مصر في مجالات كثيرة خلال السنوات الماضية على نحو أشادت به تقارير المؤسسات الدولية المختصة بمتابعة الأداء الاقتصادي والمالي على مستوى العالم. كما ناقش الجانبان التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، حيث رحب الرئيس بانضمام دولة الإمارات الشقيقة لمنتدى غاز شرق المتوسط كمراقب بجانب الدول الأعضاء المؤسسين.

كما تباحث الجانبان بشأن جهود التعاون المشترك لمكافحة فيروس كورونا المستجد ، كما تطرق اللقاء إلى عدد من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية .