الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الدفع بالروبل يثير ردود الفعل الأوروبية.. وأبرز السيناريوهات المتوقعة

القرار الروسي بشأن
القرار الروسي بشأن الدفع بالروبل يثير ردود الفعل الأوروبية

وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، حكومته بإلزام "الدول غير الصديقة" بالدفع بالروبل مقابل الغاز بنهاية الشهر.

وجاء قرار بوتين كمحاولة لدعم الروبل، الذي انهار مقابل العملات الأخرى، وسط عقوبات قاسية فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ضد موسكو.

وأعلن الكرملين، اليوم، أنه يتم العمل على طرق قبول الدفع بالروبل لصادرات الغاز الروسية، مؤكدا  أن موسكو ستتخذ قرارات مناسبة إذا ما رفضت أوروبا أن تدفع بالروبل مقابل غاز روسيا ونفطها.

ووفقا لـ "روسيا اليوم"، أوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف،  أن السلطات الروسية وشركة "غازبروم" تناقشان الآن تفاصيل تحويل مدفوعات الغاز المصدر إلى الدول غير الصديقة إلى الروبل.

وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن روسيا لن تورد غازها الطبيعي مجانا، وقال للصحفيين: "عملية التوريد معقدة للغاية. هذه ليست عملية شراء لبعض المنتجات في متجر حيث تشتري وتدفع عند الخروج، الآن تتم مناقشة تفاصيل تحويل مدفوعات الغاز المصدر إلى الدول غير الصديقة إلى الروبل".

وردا على سؤال عن ردة فعل موسكو إذا رفضت أوروبا الدفع بالروبل، قال بيسكوف: "سنحل المشكلات فور وقوعها".

وأشار المتحدث باسم الكرملين إلى أن السوق في جنوب شرق آسيا يمكن أن يعوض عن احتمال وقف ألمانيا شراء النفط الروسي.


وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن روسيا لن تقبل سوى مدفوعات بالروبل لقاء تصدير الغاز الطبيعي إلى "الدول غير الصديقة"، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي.


وقد تباينت ردود فعل الدول الأوروبية على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول تحويل الدفع لقاء الغاز والنفط الروسي إلى الروبل الروسي.


ففي ألمانيا، قال وزير الاقتصاد، روبرت هابك، اليوم الاثنين، إن مجموعة السبع ترفض مطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدفع بالروبل لشراء الطاقة الروسية.

وأشار الوزير الألماني إلى أن دول مجموعة السبع تصر على أنه يجب احترام عقود الطاقة مع روسيا، كما اعتبر أن مطالبة روسيا بدفع ثمن الغاز بالروبل تظهر أن بوتين في "مأزق".

وكان هابك قال في وقت سابق إن مطلب الرئيس الروسي يعد خرقا لعقود التسليم.  وأضاف أن "الحكومة الفيدرالية ستناقش هذا الأمر مع الشركاء الأوروبيين"، مشيرا إلى أن القرار "يظهر مرة أخرى أن روسيا ليست شريكا مستقرا".


وفي فرنسا، اعتبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن مطالبة نظيره الروسي بدفع ثمن شحنات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي بالروبل وليس بالدولار أو اليورو، أمر "غير ممكن" و"لا تنص عليه العقود".


وفي إيطاليا، صرح المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء الإيطالي فرانشيسكو جافازي: "برأيي، يجب الدفع باليورو، لأن الدفع بالروبل يعني التحايل على العقوبات، لذلك أعتقد أننا سنواصل الدفع باليورو". وفي الوقت ذاته، أكد أن الحكومة الإيطالية لم تتخذ أي قرار حتى الآن.

 وفي بلغاريا، أكد رئيس وزارة الطاقة البلغارية ألكسندر نيكولوف أن قرار روسيا بدفع ثمن الغاز بالروبل لا يهدد العقد الحالي مع بلغاريا.


أما في مولدوفا، قال فاديم تشيبان رئيس شركة "مولدوف غاز" إنه اعتبارا من الأول من مايو، تستطيع الشرطة دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل أو اليورو فقط، ولا ينبغي أن تنشأ أي مشاكل.


وفي بريطانيا، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الخميس الماضي إن بريطانيا وحلفاءها الغربيين سيزيدون الضغوط الاقتصادية على روسيا وينظرون في ما إذا كان بوسعهم فعل المزيد لمنع بوتين من استخدام احتياطيات روسيا من الذهب.  

وقال جونسون لإذاعة "أل بي سي"، قبيل اجتماع لحلف شمال الأطلسي في بروكسل، إن بوتين تجاوز بالفعل خطاً أحمر وإنه يجب أن يمثل أمام المحكمة الجنائية الدولية.  وقال "نحتاج لفعل المزيد... علينا القيام بالمزيد من الناحية الاقتصادية.  وأضاف "أعتقد أنه كلما فرضنا ضغوطاً إضافية الآن، بخاصة على أشياء مثل الذهب، استطعنا تقليص زمن الحرب".


واعتبر خبراء اقتصاديون أن هذه الخطوة تهدف على ما يبدو إلى محاولة دعم الروبل الذي انهار مقابل العملات الأخرى منذ العملية العسكرية التي شنتها روسيا في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، ونتيجة فرض الدول الغربية عقوبات بعيدة المدى على موسكو. لكن بعض المحللين أبدوا شكوكهم في نجاحها.


وعن تأثير القرار الروسي، كشف الخبير المتخصص في قطاع النفط والغاز ومؤسس شركة "فيروسي" لإدارة الاستثمارات والاستشارات المالية سيريل ويدرسهوفن، في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية" إن تصريحات بوتن "لن تفعل على أرض الواقع، إذ سيلتزم معظم مستوردي الغاز الروسي الحاليين بعقودهم الحالية طويلة الأجل، والتي لا تعتمد على الدفع بالروبل أو تنص عليها".


وأضاف ويدرسهوفن أنه "إذا تمسكت موسكو بهذا القرار سيحدث خرق كبير في التعاقدات، مما يعني ضرورة بدء مفاوضات لتوقيع عقود جديدة في الواقع. وبالنظر إلى وجهة النظر الحالية التي تتبناها أوروبا فلن تكون هذه عملية سهلة، حتى لو أخذت في الاعتبار من قبل أي من الدول الأوروبية المستوردة".


وتابع: "في الوقت الحالي، رفض مستوردو الغاز الطبيعي البارزون بالفعل، مثل إيطاليا، صراحة حتى التفكير في هذا الخيار".


وأوضح ويدرسهوفن أنه "بشكل عام الدولار يعد العملة الحقيقية التي يتم استخدامها لتداول السلع بأكثر من 90 بالمئة من المعاملات الدولية، ويحتل اليورو المرتبة الثانية، في حين أن قوة الروبل في الأسواق المالية الدولية تكاد تكون غير موجودة".


وكشف ويدرسهوفن أنه "من جانب البلدان المستهلكة لا يمثل ذلك تهديدا في الوقت الحالي، حيث إن الربيع والصيف عادة الموسم الذي لا يوجد فيه طلب محلي حقيقي لشحنات إضافية. ومع ذلك، يمكن ربط تصريحات بوتن بضرورة أن الدول الأوروبية ستحتاج إلى إعادة ملء خزانات الغاز الحالية الخاصة بها لفصل الصيف".


وضمن تداعيات القرار، ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا، بأكثر من 30 في المئة متجاوزة مستوى 1500 دولار لكل ألف متر مكعب، لأول مرة منذ أوائل مارس، بعد أن أمهل بوتين البنك المركزي الروسي أسبوعاً لوضع خطط لقبول المدفوعات بالروبل الروسي كي يتم تنفيذ الإجراءات "في أقصر وقت ممكن".

وتأتي 70% من إيرادات النفط والغاز الروسيين من دول تم تصنيفها "غير صديقة". ووفقا لـ "غازبروم"، فإن تسوية 58% من مبيعات الغاز الطبيعي تتم باليورو، و39% تتم بالدولار.