وضعت عضو الكنيست عيديت سيلمان، رئيسة الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، حكومة نفتالي بينيت في أزمة كبيرة تنذر بتفككها وانهيارها، حيث أصبحت فاقدة للأغلبية التي تضمن نجاح عملها.
استقالة “سيلمان” تعني أن الائتلاف الحكومي في إسرائيل لديه 60 صوتًا فقط وليس 61- وسيجد صعوبة في حشد الأغلبية وتعزيز التشريعات في الكنيست، وفق موقع "والاه".
إضافة إلى ذلك، فإنه بأغلبية 60 عضوًا فقط من أعضاء الكنيست، لن تكون الحكومة قادرة على تمرير قوانين أساسية ولن تكون قادرة على الموافقة على ميزانية الدولة المقبلة.
“سيلمان” هي ثاني من يرحل عن حزب اليمين، الذي تم انتخابه لعضوية الكنيست بسبعة أعضاء كنيست، ولكن اليوم، بعد استقالتها واستقالة عميحاي شكلي في وقت سابق، فإن حزب بينيت لديه خمسة أعضاء فقط في الكنيست.
ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت لم يتم إبلاغه مسبقًا بنيّة سيلمان على التقاعد وعلم بذلك من تقارير وسائل الإعلام.
ألغى بينيت جميع جداول الأعمال الصباحية لإجراء المشاورات السياسية بعد استقالة سيلمان، بينما لم يتمكن مكتبه من الاتصال بعضو الكنيست هذا الصباح.
“سيلمان” قالت إنها للأسف لم تستطع مد يد العون لتحركات الحكومة، وحاولت الوحدة لكن لسوء الحظ لن تتمكن من المساعدة في الإضرار بالهوية اليهودية لإسرائيل وشعبها، وفق زعمها.
وأكدت أنها لن تتمكن بعد الآن من الاستمرار في هذا المسار بسبب القيم والمكان الذي أتت منه.
وأضافت: "سأنهي عضويتي في الائتلاف وسأواصل محاولة إقناع أصدقائي بالعودة إلى الوطن وتشكيل حكومة يمينية، وأعرف أنني لست الوحيد التي تفكر بهذه الطريقة".
ونوهت إلى أن ذلك بمثابة خط أحمر بالنسبة لها، ومن الممكن تشكيل حكومة اخرى بالفعل في هذا الكنيست.
وجاءت استقالة إيديت سليمان بسبب خلاف حول السماح للطعام الذي يخالف الشريعة اليهودية بالدخول إلى المستشفيات بمناسبة عيد الفصح.
وبدأ الخلاف بين إيديت سليمان، ووزير الصحة الإسرائيلي نيتسان هورويتز، بشأن السماح بدخول الطعام المعروف باسم ”الحاميتس“، وهو اسم يطلق على الطعام الذي يحتوي على الخميرة، حيث تحرم الشريعة اليهودية تناوله خلال فترة عيد الفصح.
وكانت النائبة في الكنيست سليمان، تعتزم تقديم مشروع قانون في الكنيست يمنع إدخال ”الحاميتس“ إلى المستشفيات خلال فترة عيد الفصح، إلا أن حزب ”كحول لفان“ الذي يقوده رئيس الوزراء بالتناوب ووزير الخارجية يائير لابيد، أكد أنه لن يسمح لمثل هذه القرارات أن تمر في الكنيست.
وأضافت أنها ”لم تخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بهذه الخطوة سابقا، وتركته ليعرف من خلال التقارير الإعلامية أنه فقد أغلبية حكومته“.
وفي أول تعليق له على هذا القرار، هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، “سيلمان” على قرارها، مضيفًا: ”أدعو كل من تم انتخابه بأصوات المعسكر القومي للانضمام إلى عيديت والعودة إلى الوطن، وسوف يتم استقبالكم بكل احترام وأذرع مفتوحة“.
وأعرب مسئولون في حزب الليكود المعارض في إسرائيل، عن أملهم في أن يتخذ عدد آخر من أعضاء الائتلاف الحكومي ذات الموقف.
وتحظى الحكومة الإسرائيلية الحالية بثقة 61 عضوًا في الكنيست الإسرائيلي من أصل 120، وهو الحد الأدنى اللازم لبقاء الائتلاف الحكومي في إسرائيل.
وكان الائتلاف الحكومي الذي تشكل من أحزاب يمينية وأخرى محسوبة على الوسط واليسار في إسرائيل، وحتى القائمة العربية الموحدة، تحالفًا هشًا نظرًا لعدم وجود دعائم قوية له، ووجود اختلافات كبيرة بين أقطابه كادت تؤدي في أكثر من مرة إلى انهيار الائتلاف الحكومي.
وعادة ما كانت تلجأ الأحزاب والتكتلات المشاركة في دعم الحكومة الحالية التي يترأسها بالتناوب نفتالي بينيت، ويائير لابيد، إلى مقاطعة جلسات التصويت على مشاريع القرارات في الكنيست، وهي الخطوة التي تكررت أكثر من مرة خلال عمر الحكومة الحالية.
كما هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نفتالي بينيت، مجددًا التأكيد على مواصلة عمله على إسقاطها.