EN
جرت العادة دوما أن تستقبل الدول ضيوفها بتغطية الأرضيات بالسجاد ذات اللون الأحمر، غير أن هذا اللون تحول إلى البنفسجي عندما استقبل الملك سلمان بن عبد العزيز العاهل السعودي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثناء زيارته للمملكة قبل أيام، وجاء ذلك تنفيذا لما اعتمدته المملكة العربية السعودية باختيار اللون البنفسجي لوناً معتمداً لسجاد مراسم استقبال ضيوف الدولة الرسميين من رؤساء ووزراء وسفراء، ومُمثلي الدول الشقيقة والصديقة، إضافة إلى السجاد المستخدم في مختلف المناسبات الرسمية.
ولكن ليس الملفت من الدرجة الأولى لون سجاد التشريفات البنفسجي حيث اعتمدته المملكة لأول مرة عندما استقبل الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية في مايو الماضي 2021م.
وأثار انتباه الجميع ومتابعي أجواء الزيارة سر ارتباط لون ونقوش رابطة عنق الرئيس التركي بلون السجاد، ودلالة هذا الأمر .. هل هو متعمد أم جاء بمحض الصدفة ..
خبير البروتوكول والاتيكيت الدبلوماسي عمر غانم يوضح لـ صدى البلد، سر هذا الظهور للرئيس التركي اللافت، قائلا إناستخدام الرئيس التركي أداة من أدوات الاتصال غير المنطوق التي تلجأ لها احيانا منهجية الاتصال الدبلوماسي بالاعتماد على رسائل الألوان، باستخدامه ربطة العنق البنفسجية التي حاكت تبني المملكة العربية السعودية الشقيقة مؤخرا اللون البنفسجي كرمزية تراثية سعودية للترحيب بالضيف ، وغيرت بموجبه لون سجادة تشريفات الدولة من الأحمر التقليدي الى البنفسجي ، وكناية عن لون وردة الخزام التي تكتسي بها بعض براري المملكة في وقت الربيع طبقا للاعلان السعودي الرسمي وقتها.
وأوضح "غانم"، في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أن الهدف من ربطة العنق البنفسجية التي اعتمدها الرئيس التركي هو خلق جسر اتصالي ودي ذي أثر عاطفي يقوي البناء النفسي الايجابي للزيارة ويعزز رسالة الاقبال التركي على تنقية أجواء العلاقات الثنائية، في رده على دعوة الطرف السعودي الشقيق لاجراء الزيارة، وبادرة رائعة وتحاور ثنائي رائع وغير تقليدي يعتمد على وسائل ذهنية معززة للنوايا.
وكان الرئيس التركي توجه قبل أيامإلى جدة، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
وكان في استقبال أردوغان بمطار الملك عبدالعزيز الدولي، الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد بن محمد العيبان (الوزير المرافق)، أمين محافظة جدة صالح بن علي التركي، والقائم بالأعمال في سفارة المملكة بأنقرة محمد الحربي، ومدير شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء صالح الجابري، ومدير مطار الملك عبدالعزيز الدولي عصام نور، ومدير مكتب المراسم الملكية بمنطقة مكة المكرمة أحمد عبدالله بن ظافر.
وأبدى الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا ارتياحه لنتائج زيارة المملكة بعد تلبيته دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وقال الرئيس التركي في تصريح له : إن البلدين اتفقا على دفع التعاون الاقتصادي المشترك إلى الأمام.
وكشف الرئيس أردوغان عن بحثه وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز سلسلة من المواضيع المطروحة على الأجندة بين البلدين، وبحث الخطوات المشتركة التي يمكن الإقدام عليها من أجل تطوير العلاقات التركية السعودية، مشيرًا إلى الاتفاق على إعادة تفعيل الإمكانات الاقتصادية الكبيرة بين تركيا والسعودية من خلال فعاليات تجمع مستثمري البلدين، معرباً في الوقت نفسه عن دعم تركيا تنظيم معرض إكسبو 2030 الدولي في المملكة.
