الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ابن بطوطة.. حكاية بدأت بزيارة لمكة وانتهت بعد 29 عاما من الترحال

صدى البلد

ولد ابن بطوطة في طنجة يوم الاثنين السابع عشر من رجب، عام 703 هجريًا، وهو الموافق الرابع والعشرين من فبراير لعام 1304م،في أسرة ضمت علماء القضاء الإسلامي بطنجة، وكان ذلك في عهد الدولة المرينية، وينتسب ابن بطوطة إلى قبيلة لواتة.

بدأت رحلة ابن بطوطة إلى مكة عام 1325 ميلادية، حيث قصد بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، ولكن خلال هذه الرحلة اكتشف حبه للسفر مما دفعه إلى عدم الاكتفاء برحلته إلى مكة ومدها لتشمل 44 دولة كانت تحت حكم الخلافة الإسلامية و على مدى 29 عاما.

في الثانية والعشرين من عمره بدأ ابن بطوطة رحلته بالحج، واستغرقت تلك الرحلة 29 عامًا ونصف تقريبًا، قطع فيها مسافة 121 ألف كيلو مترو زار فيها كل بلاد العالم المعروفة في عصره تقريبًا، وطاف بقارتي آسيا وأفريقيا وجزء من قارة أوروبا أيضًا، وبدأت تلك الرحلة في الخميس الثاني من رجب عام 725 هـ، وحتى أواخر ذي الحجة عام 754هـ.

وفي تلك الرحلة أدى ابن بطوطة فريضة الحج عدة مرات، ويروى المؤرخون أن ابن بطوطة لم يكن يدون تفاصيل رحلاته كيوميات، بل اعتمد فيها كلية على ذاكرته.

وعدما حج ابن بطوطة استقر قليلًا في الحجاز ثم غادر إلى اليمن، ثم انتقل إلى شرق أفريقيا، فزار الصومال وكينييا وتانزانيا، وعاد عقبها إلى اليمن مرة أخرى، ثم رحل إلى عمان، ثم إيران والبحرين والقطيف، وعاد إلى مكة ليحج للمرة الخامسة في حياته، وبعدها توجه إلى الهند، وكرر زيارته لبلاد الشام ومصر، وبعدها زار القرم في جنوب روسيا، وزار بعدها بلغار، ثم القسطنطينية، ومنها إلى آسيا الوسطى ليزور عدد من المدن الإسلامية مثل خوارزم وبخارى وسمرقند، ثم اقام بالهند تسعة أعوام تقريبًا، حتى عين فيها قاضيًا للمذهب المالكي، ومنها تحرك ليزور الصين ثم جزر المالديف التي تزوج فيها وتولى فيها منصب القضاء لعام ونصف.

ومن المالديف، انطلق ابن بطوطة لزيور سيلان، ومنها زار عدة مدن ساحلية حتى رحل إلا بنجلادش وجبال كامرو الهندية، وبعد ذلك زار بورما ومنها إلى أندونيسيا، ثم إلى الصين ليزور مدن الجنوب كالزيتون وصين كلان، ليصل إلى عاصمتها ثم يعود عقب نشوب حرب أهلية بها إلى سومطرة ثم إلى قالقوط. 

وفي قالقوط قرر ابن بطوطة أن يعود إلى بلاده أخيرًا، فابحر منها ليصل إلى ظفار في المحرم عام 748هـ، ومر بسلطنة عمان ثم إيران والبصرة والكوفة إلى بغداد، مر ببلاد الشام حتى وصل إلى دمشق بعد غياب عشرين سنة كاملة.

ومضى ابن بطوطة في رحلته مارًا بالإسكندرية ليصل لمكة المكرمة ليحج المرة السادسة والأخيرة في موسم الحج لعام 749 هـ، ليعود مجددًا إلى القاهرة ويقرر العودة إلى وطنه عام 750 هـ ليصل فاس في أواخر شعبان من هذا العام، وبعد مكوثه فيها فترة يقرر الذهاب إلى طنجة مسقط رأسه، لكنه يقرر الرحيل مرة أخرى.

وكانت آخر رحلات ابن بطوطة إلى اسبانيا ثم السودان والتي وصلها عام 1352 هـ ليقرر العودة إلى وطنه بشكل نهائي عام 1353هـ، وتولى هناك القضاء حتى نهاية حياته في طنجة بالمغرب عام 1368 هـ، وهناك في مسقط رأسه، دفن ابن بطوطة ومازال ضريحه موجودًا بالمغرب حتى الآن.