“انا شارب سيجارة بني، وأشرب خمور وحشيش”.. لم تكن تلك الأغنيات هي بداية الحديث عن المخدرات في الأغاني، بل سبق ذلك عدد كبير من الأغنيات لسيد درويش وأم كلثوم والشيخ امام، على الرغم من كون
عالم المخدرات، واحدًا من المناطق المحرمة والممنوعة، لذلك سبح عدد من المطربين نحو هذه المنطقة للتفتيش في اسرارها.
سيد درويش
إشكالية التدخين وتعاطي الحشيش كموضوع في الغناء المصري ليست جديدة، سيد درويش سبق وتناول موضوع الكيف في أغنيات "التحفجية" و"الصهبجية" و"الكوكايينجية"، التي أعاد غناء بعضها الشيخ إمام، وسيد مكاوي، وأيضا الفنان محمود عبدالعزيز غنى"الصهبجية" في فيلم "الكيت كات".

لكن يبدو أن لسيد درويش رأيا مغايرا عن أضرار الكيف، فقد تمثل ضرره الوحيد بالنسبة له في ساعة "كبسة البوليس" على الحشاشين وإهانتهم، فيما عدا ذلك، الحشيش سبب للمزاج والسلطنة كما يراه درويش.
شعبولا
بعد عقود طويلة من زمن سيد درويش، ظهر شعبان عبدالرحيم، الذي بدأ ثورة شعبية جديدة في الأغنية مع نهاية التسعينيات وبدايات الألفية الجديدة، حين قدم"هابطّل السجاير وأكون إنسان جديد"، ليستمر بعد ذلك في تناول مشكلات المجتمع المصري، خاصة في المناطق التي يسودها الفقر.

وتنوعت الموضوعات التي اختارها شعبولا، لتشمل معاناة المواطن العربي أيضا.
الحسيني تخصص مخدرات
في المقابل، ذاع صيت محمود الحسيني، كأحد أهم مطربي اللون الشعبي، ألقى باللومفي أغنية "سجارة بني" على أصحاب السوء، الذين ورطوه في تناول الحشيش، واكتشف كارثته حين واجه ثقل دماغه، وبدأ كل شيء في الانهيار، بسبب تعاطيالحشيش.

الحسيني قدم عدة أغنيات كان موضوعها الوحيد تعاطي المخدرات، وحملت تلك الأغنيات مضمونا عن قصص التائبين والنادمين، الذين عاشوا حياتهم أسرى للسكر والعربدة كما في أغنية "العبد والشيطان".
وصّور الحسيني حال السكّير بمنتهى القسوة والإهانة، حين رصد مشهد الترنح، والشرود والهلوسة التي تصدر من المدمنين في أغنيات مختلفة مثل "حجرين عالشيشة" و"أنا شارب 3 ستيلا".
المهرجانات وانهيار القيم
مع تطوير موسيقى الراب وتحويلها لما يعرف اليوم بـ"المهرجانات"، مع إكسابها صبغة مصرية مميزة، لمس هؤلاء الكثير منهم معاناة الفقراء في بعض الأحياء العشوائية، وتعايشوا مع مشكلات أساسية انعكست على موضوعات أغنياتهم.

وكانت مشكلةالمخدرات بحسب غنائهم، هي الشبح الأساسي والمتهم الأول في كل سلوك الانحراف، الذي يسود المجتمع. من تلك الفرق ظهر "أوكا وأورتيجا"، وفرق "السادات" و"المدفعجية"، ثم حمو بيكا، وحسن شاكوش الذي أطلق أغنية "بنت الجيران"، وجاء في مقطع منها "أشرب خمور وحشيش"، لتبدأ أزمة كبرى مع نقابة الموسيقيين.
تمرد على الواقع
بعض فرق موسيقى "الروك" المصرية تناولت المخدرات من زاوية التمرد، وهو حال "لوكا"، الفتاة التي عبرت عن تمردها بنبرة تهديد، وهي ترمي بعرض الحائط قوانين مجتمعها الصارمة ضد القيود على المرأة، وتقول "أنا هاعمل الصح وأشرب حشيش".