الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من أجل التوابل.. تعرف على أول سفينة تطوف الكرة الأرضية

صدى البلد

تعد سفينة فيكتوريا الإسبانية، أول سفينة تطوف الكرة الأرضية، فهي سفينة أثرية ذات تاريخ مميز، جابت في جولة صعبة وتاريخ قاسي، بحار ومحيطات العالم  وقد دارت حول الكرة الأرضية في العام ألف وخمسمائة وتسعة عشر، وانتهت من رحلتها في العام ألف وخمسمائة واثنين وعشرين ميلاديًّا من اجل البحث عن جزر التوابل.

 

عن سفينة فيكتوريا 

كانت سفينة فيكتوريا، واحدة من 5 سفن تابعة لأسطول بحري بقيادة الرحالة البحار البرتغالي الأصل فرديناند ماجلان، خرجت في أوائل القرن السادس عشر، فقد كان الهدف من الرحلة تلك هو اكتشاف الطريق المؤدية إلى جزر التوابل أو ما كانت تسمى بـ (جزر الملوك) في أندونيسيا، وفي نهاية الرحلة لم يصل إلا 18 شخصا.

حظيت تجارة التوابل بمركز هام بالاقتصاد العالمي، خلال القرن الخامس عشر، وأقبل الجميع عليها بفضل دورها في حفظ الطعام وتحسين مذاقه، ولكن وجود أنواع مثل القرفة وجوز الطيب والقرنْـفُـل والفلفل الأسود لدى الأوروبيين، كان أمرا صعبا لعدم قدرة تربة بلادهم على إنتاجها بسبب المناخ البارد، ولم تتردد القوى الأوروبية في البحث عن طرق بحرية تقودهم نحو جزر التوابل. 

 

على متن السفن الخمس، قاد ماجلان فريقا متكاملا من البحارة والقباطنة، إلى أن شهد  حملات تمرد من أفراد طاقمه اضطر ماجلان لقمعها، من الفرق المتواجدة على متن سفينة سان أنطونيو وكونسبسيون، ليخسر بذلك سفينتين حيث غرقت إحداهما بسبب سوء الأحوال الجوية، وتمردت الثانية ضد قائدها لتعكس طريقها وتعود أدراجها نحو إسبانيا، ولم تكمل الرحلة في أمريكا الجنوبية، في الوقت الذي أبحرت فيه السفينة فيكتوريا مع ترينيداد وسانتياجو إلى المحيط الهادئ في 28 نوفمبر من عام 1520.

بعد عبور المحيط الهادئ، تعرض باقي أفراد الحملة لمشكلات، وقُتل ماجلان، وحاول باقي أفراد السفينة الفرار من جزر الفلبين.

 

كان على السفينتين المتبقيتين، وهما فيكتوريا وترينيداد، محاولة العودة مرة أخرى إلى إسبانيا، وكانتا تستقران حينها في جزيرة بوهول الفلبينية، إلى أن أبحرت السفينة فيكتوريا، في 21 ديسمبر من عام 1520، وعلى متنها طاقمها المكون من 47 رجلاً عبر المحيط الهندي إلى إسبانيا، ليصلوا إلى سانلوكار دي باراميدا الإسبانية في الـ 6 من سبتمبر عام 1522، مع 18 رجلاً فقط، من بين أكثر من 200 رجل كانوا جزءًا من رحلة ماجلان الاستكشافية.

 وبذلك تكون فيكتوريا هي الوحيدة التي عادت بسلام إلى إسبانيا بعد سنوات، دون حرق أو سرقة أو أن تضل الطريق، الأمر الذي جعلها أول سفينة تاريخية معروفة بالإبحار حول العالم بنجاح، خاصة بعد أن تولى «إلكانو» أحد أفراد البعثة قيادة فيكتوريا في نهاية المطاف، بعد قتل ماجلان في جزر الفلبين