وقعت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن يشمل أول اجتماع شخصي يجمع بين الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الروسي فلاديمير بوتين منذ بداية الحرب الأوكرانية، مناقشات بين الزعيمين حول كيفية تعميق العلاقات الاقتصادية فيما تواجه روسيا انتكاسات في ساحة المعركة.
وذكرت الصحيفة - في تقرير عبر موقعها الإليكتروني اليوم الأربعاء- أن الاجتماع -الذي من المتوقع أن يعقد هذا الأسبوع في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان- يأتي في الوقت الذي تخسر فيه روسيا أرضها في الحرب التي بدأها بوتين منذ ما يقرب من سبعة أشهر. فيما قالت أوكرانيا إنها استعادت 3500 ميل مربع من الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة القوات الروسية منذ بدء هجوم في وقت سابق من هذا الشهر .
وقالت الصحيفة إن الاجتماع يمثل أول زيارة لشي خارج الصين منذ أن بدأ انتشار كوفيد -19 في مدينة ووهان بوسط الصين، ويهدف إلى الإشارة إلى التزام بكين بعلاقتها مع موسكو واستعدادها للوقوف في وجه واشنطن.
ويرى محللون إن الانتكاسات العسكرية الروسية الأخيرة في أوكرانيا منحت شي اليد العليا في التعامل مع موسكو، حيث يمكن أن يطلب بوتين من نظيره الصيني مساعدة اقتصادية إضافية للمساعدة في مواجهة العقوبات، غير أن ذلك لن يؤثر على التعاون العام بين البلدين. لأنهما سيستمران في الاشتراك في المصلحة الاستراتيجية لمواجهة الغرب.
من جانبه قال يون سون، مدير برنامج الصين في مركز ستيمسون، وهو مؤسسة فكرية في واشنطن: "سواء فازت روسيا أو خسرت، لن تغير الصين رغبتها في زيادة تطوير العلاقات مع روسيا، لأن ذلك تحدده الديناميكيات الجيوسياسية الشاملة لا سيما تدهور العلاقات الصينية-الأمريكية". "وفي حال فازت روسيا، ستكسب الصين حليفا قويا".
وكانت المرة الأخيرة التي التقى فيها الزعيمان في فبراير في بكين على هامش دورة الألعاب الأولمبية الشتوية وقبل العملية الروسية في أوكرانيا مباشرة، ووقعا بيانا مشتركا يعلن أن الشراكة بين البلدين "لا حدود لها". ومنذ ذلك الحين، تخوض موسكو حربا حامية الوطيس تمخضت عن عقوبات اقتصادية من الولايات المتحدة وحلفائها، فيما اضطرت بكين إلى محاربة الاقتصاد المتباطئ الذي أضرَّت به سياساتها الصارمة بشأن فيروس كوفيد.
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أنه يمكن لموسكو أيضا أن تطلب من بكين تقديم بعض المنتجات عالية التقنية، مثل أشباه الموصلات المتقدمة، غير أن الصين ربما تحجم عن المساعدة لأن المسؤولين الصينيين كانوا حريصين على محاولة تجنب التورط في العقوبات الغربية التي تهدف إلى معاقبة روسيا اقتصاديا بسبب الحرب.
ومضت الصحيفة تقول إن الصادرات الصينية إلى روسيا باتت بالفعل مصدر قلق للمسؤولين الأمريكيين. ففي يونيو الماضي، أضافت وزارة التجارة خمس شركات إلكترونيات صينية إلى القائمة السوداء التجارية بزعم أنها تساعد صناعة الدفاع الروسية ، قبل الحرب وبعدها.
ونوهت الصحيفة بأن الحكومة الصينية سعت إلى تقديم نفسها على أنها طرف محايد في حرب روسيا في أوكرانيا. إذ قال المسؤولون الصينيون إن البلاد لا تبيع أسلحة لروسيا، لكنهم أيضا لم يقوموا بإدانة العملية الروسي واتهموا الولايات المتحدة بإشعال فتيل الأزمة.
كذلك كانت روسيا واحدة من الدول القلائل التي أعربت علنا عن دعمها لبكين بعد زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان. وقالت موسكو إن الزيارة استفزازية وحذرت من أنها تهدد بتصعيد التوترات في المنطقة الآسيوية.
كما واصل البلدان تعزيز تعاونهما العسكري. إذ شاركت القوات الصينية في مناورات عسكرية مشتركة في روسيا في وقت سابق من هذا الشهر. وقالت وزارة الدفاع في بكين إن مشاركة الصين في المناورات لا علاقة لها بالوضع الإقليمي والدولي، وذلك في إشارة واضحة إلى تايوان وأوكرانيا.
واختتمت الصحيفة المريكية تقريرها قائلة إنه على الرغم من الانتكاسات الروسية الأخيرة في ميدان المعركة في أوكرانيا، فقد حذر خبراء في السياسة الخارجية للصين من أنه من السابق لأوانه تقديم توقعات أكبر حول ملامح الحرب.
«شي» و«بوتين» يسعيان لمواجهة الغرب في أول لقاء منذ بدء عملية أوكرانيا
