الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: الصبر نصف الإيمان وجاء فضله في 90 موضعا بالقرآن

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ ماهر المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام،  إن الصبر من فضائل الأعمال، وأجل أخلاق الكرام، وهو نصف الإيمان، فالإيمان نصفان: صبر وشكر، ولأهمية الصبر وعُلُوِّ منزلته، جاء بيان فضله في القرآن الكريم، في أكثر من تسعين موضعاً.

 نصف الإيمان 

وأوضح " المعقيلي" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة،  أنه يقرنه سبحانه تارة بالصلاة: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾، وبحبه تارة: ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾، والفوز بمعيته الخاصة تارة: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، ويوجب سبحانه للصابرين أجرهم بغير حساب: ﴿إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ﴾.

ونبه إلى أنه قد خص الله تعالى الصابرين بأمور ثلاثة لم يخص بها غيرهم: الصلاة منه عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إياهم، وحسبُك قوله جل جلاله: ﴿وَبَشّرِ الصّابِرينَ * الّذِينَ إذا أصَابَتَهُم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّا إلَيهِ راجِعُونَ * أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتُ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ﴾، منوهًا بأن الصبر خَيْرٌ كُلُّهُ: ﴿وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾.

وتابع: وكم من صابر على البلاء، رحل بلاؤه، وبقي له حب الله ومعيته، ولربما بقي البلاء، حتى فارق المرء الدنيا، فينال الفوز يوم القيامة، بجنة عرضها السموات والأرض، حتى أن أهل العافية، يتمنون أنهم أصيبوا في الدنيا، لما يرون ما أعد الله للصابرين من النعيم، ففي سنن الترمذي: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَوَدُّ أَهْلُ العَافِيَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ)) ، ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

كم من صابر على البلاء

وأضاف أن الصبر في ديننا الحنيف بمنزلة الرأس من الجسد، وهو من فضائل الأعمال، منوهًا بأنه  لا إيمان لمن لا صبر له.الصبر من أركان الإيمان وطريق إلى رضا الرحمن، والصبر من الدين بمنزلة الرأس من الجسد، فلا إيمان لمن لا صبر له، لذلك جعله المولى تبارك وتعالى من عزم الأمور، وأهل الصبر هم أهل الهمم والعزائم العالية.

وأشار إلى أن أهل الصبر هم أهل التفكر والتدبر والانتفاع بالآيات والعبر، والإمامة في الدين لا تُنال إلا بالصبر واليقين، وفي هذا الصدد يقول الله تعالى: “وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون”، مشيرًا إلى “سعادة الدنيا والآخرة لا تكون إلا بالصبر واليقين، فبالصبر يدفع القلب الشهوات وباليقين يدفع الشبهات”.

وأفاد بأن  “الشهوة والشبهة مضادتان للدين من كل وجه، فلا ينجو من عذاب الله إلا من دفع شهواته بالصبر وشبهاته باليقين”، منوهًا بأنه لذا علينا جميعا أن نتعلق بالصبر في كل أمورنا فهو من فضائل الأعمال”.