الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي تفوق الآلة العسكرية.. دراسة: آفة لنشر الشائعات والأكاذيب

أرشيفية
أرشيفية

تحولت  مواقع التواصل الاجتماعي مع مرور الأيام من أداة للتواصل والتقارب بين الناس إلى وسيلة لتهديد أمن الشعوب والمجتمعات، لحد وصفها البعض بأنها "أشد خطورة من آلة الحرب"، وذلك لما توفرة من بيئة خصبة لنشر الشائعات والأكاذيب.

وأصدر المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية "دراية" تقريرا يرصد ويحلل مؤشرات انتشار مواقع التواصل الاجتماعي عالميا ومحليا، ودورها في نشر الشائعات وتهديد الأمن القومي، فضلا عن جهود الدولة المصرية في مواجهة خطر شائعات وسائل التواصل الاجتماعى.

كما يتضمن التقرير بعض المقترحات الهامة لمواجهة المخاطر الناتجة عن انتشار الشائعات على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.

4.70 مليارات يستخدمون التواصل

ورصد التقرير الذي نُشر على الموقع الإلكتروني للمنتدى www.Draya-eg.org تحت عنوان "مؤشرات مواقع التواصل الاجتماعي عالميا ومحليا.. وتأثيرها على الأمن القومي"، بشكل تفصيلي حجم انتشار شبكات التواصل غير المسبوق، حيث تشير أحدث الإحصائيات إلى أن عدد مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى بلغ 4.70 مليار، يشكلون ما نسبته 59% من سكان العالم البالغ عددهم 7.98 مليارات نسمة، وذلك مقارنة بـ4.48 مليار شخص بنسبة 56.8% فى يوليو 2021.

كما أوضح تقرير "دراية" الذى استند إلى موقع الإحصاءات الدولي "Data Reportal”، أن عدد من يستخدمون الإنترنت بلغ 5.03 مليار شخص ويشكلون نسبة 63.1% من سكان العالم، مقارنة بـ 4.80 مليار بنسبة 60.9% من سكان العالم. كما بلغ عدد من يستخدمون الهواتف المحمولة 5.34 مليار شخص ، وهو ما يمثل نسبة 66.9% من سكان العالم، من بينهم نحو 96% يستخدمون التليفونات الذكية.

وأشار التقرير إلى أن متوسط الوقت الذي يقضيه مستخدم الإنترنت يوميا بلغ 6 ساعات و49 دقيقة، وبلغت نسبة مستخدمي الإنترنت من خلال الهواتف المحمولة نحو 92.1%، ووفقا لنسب استخدام الإنترنت عالميا، جاءت الدول الأوروبية ودول أمريكا الشمالية فى الصدارة حيث بلغت 98% فى شمال أوروبا، 94% فى غرب أوروبا، 93% فى أمريكا الشمالية، بينما بلغت 64% فى شمال إفريقيا، و26% فى شرق إفريقيا، 46% فى جنوب آسيا.

وأشار التقرير إلى الأسباب الرئيسية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتى تمثلت فى التواصل مع الأصدقاء والعائلة بنسبة 47.6%، يليها ملء وقت الفراغ بنسبة 36.3%، ثم قراءة القصص الإخبارية بنسبة 34.8%، البحث عن فيديوهات بنسبة 30.9%، ورؤية ما يتم الحديث عنه 29.1%، وإيجاد المنتجات للشراء 26.5%، والبحث المتعلق بالعمل 22.5%، وأخيرا متابعة المشاهير أو المؤثرين بنسبة 21.3%.

ومن جانبه، أكد الدكتور صلاح هاشم رئيس منتدى "دراية" أن وسائل التواصل الاجتماعي أضحت أداة فاعلة من أدوات التأثير على الأفكار والتوجهات، وصناعة الرأي العام وتشكيل سلوكيات البشر في كل مكان.

فقد شهدت السنوات الأخيرة من عمر البشرية تطورا تكنولوجيا غير مسبوق، وأصبح استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية من أساسيات الحياة اليومية لغالبية البشر، ولم يعد ترفا يقتصر استخدامه على فئة محددة من المجتمع دون الأخرى.

وأوضح هاشم، أن الوقت الذي يقضيه مستخدموا وسائل التواصل الاجتماعى يختلف باختلاف البلدان اختلافًا كبيرًا، فتزداد هذه المدة فى الدول النامية بشكل كبير، فعلى سبيل المثال، يقضي المستخدم في الفلبين 3 ساعات و52 دقيقة على قنوات التواصل الاجتماعي، وفي كينيا 3 ساعات و47 دقيقة، بينما في ألمانيا ساعة و38 دقيقة، وفي كوريا الجنوبية ساعة و16 دقيقة، وأخيرا فى اليابان 47 دقيقة فقط، مشيرا إلى أن ذلك قد يعود إلى قضاء المواطن وقتا أكبر في العمل بالدول المتقدمة مقارنة بنظيره بالدول النامية والأقل تقدما.

محو الأمية الرقمية ضرورة هامة

كما أفاد رئيس منتدى "دراية"، أن النساء يستخدمن وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أكبر من الرجال فى الدول المتقدمة، بينما لا تزال مشاركتهن في منطقة شمال إفريقيا منخفضة، الأمر الذى يعكس وجود فجوة رقمية كبيرة تستلزم قيام تلك الدول بالتشجيع على محو الأمية الرقمية لسد الفجوة حتى لا تجد النساء والفتيات أنفسهن بعيدا عن مواكبة متطلبات هذا العصر.

وأكد هاشم، أن الدولة المصرية شهدت تغيرا كبيرا في السنوات الأخيرة بفضل وضع القيادة السياسية خطة شاملة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر " 2030" والتي كان في مقدمة أهدافها إنجاز عملية التحول الرقمي فى كل مؤسسات الدولة، مما كان لذلك أثرا كبيرا على اتجاهات وسلوكيات المصريين نحو التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى، مشيرا إلى أن نسبة الأفراد الذين يستخدمون الهواتف المحمولة للدخول على مواقع التواصل الاجتماعي بلغت 91.1%، وبلغت نسبة من يستخدمون الهواتف الذكية نحو 66% من إجمالي السكان فى الفئة العمرية (15-74).

وأشار رئيس منتدى "دراية" - إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي سمحت بانتشار الشائعات سواء كانت ذات طابع "اقتصادي أو اجتماعي أو عسكري أو سياسي" وشكلت بيئة خصبة لنموها، وذلك لما تتميز به من جمهور عريض وسرعة النشر الفائقة في ظل استخدام طرق عدة لعرضها سواء بالنص أو الصورة أو الفيديو أو الرسم، فالأبحاث والدراسات المختلفة توصلت إلى أن معدلات انتشار الشائعات تتناسب طردياً مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.

وأكد هاشم، أن الشائعات شكلت تهديدا كبيرا على الأمن القومى المصري خاصة خلال الفترة التي أعقبت ثورة 30 يونيو، حيث عكفت ماكينة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية على إطلاق الشائعات التى تعوق مسيرة التنمية والبناء، وتنشر مشاعر اليأس والإحباط فضلا عن نشر الإرهاب والفكر المتطرف والتشكيك بشكل مستمر فى إنجازات الدولة وقدرتها على مواجهة التحديات والوفاء باحتياجات المواطنين اليومية من الغذاء والكساء والخدمة الصحية والتعليمية وغيرها.

وذكر تقرير "دراية"، أن الشائعات التي تتعلق بقطاعات الاقتصاد والخدمات واحتياجات المواطن المصرى جاءت في مقدمة القطاعات الأكثر تعرضا للشائعات، حيث بلغت نسبة الشائعات التي تنتشر عن الوضع الاقتصادي نحو 28.9 % ، تليها الشائعات حول نقص المواد التموينية بواقع 20.4%، ثم الشائعات حول التعليم بواقع 12.7%، ثم الصحة بواقع 11.3%، وقطاع الزراعة نحو 7%، والتضامن 6.3%، وقطاع الطاقة والوقود نسبة 4.9%.

وأكد هاشم، أن تعرض مثل تلك القطاعات الهامة للشائعات من قبل الجماعات والجهات المعادية للدولة كان مخطط له حيث إنها قطاعات تمس حياة المواطن اليومية وتؤثر عليه وعلى أسرته بشكل مباشر، مما يثير لدى المواطنين الكثير من الشكوك وعدم القادرة على اتخاذ القرارات سواء فى حياتهم اليومية أو المستقبلية، ويضع المواطن فى حيرة من أمره وتؤثر سلبيا على روحه المعنوية وشعوره بالإنتماء للوطن.

وأخيرا، قدم التقرير عددا من المقترحات التى يمكن أن تسهم في مساعدة متخذي القرار في الحد والقضاء على الشائعات التي يتم إطلاقها عبر وسائل التواصل الاجتماعى، كان أبرزها:

  • سرعة إصدار البيانات الرسمية من قبل الوزارات والمؤسسات الحكومية والرد على الشائعات فور صدورها وتفنيدها وعرض الحقائق كاملة.
  • مد وسائل الإعلام بكافة المعلومات اللازمة، وتعزيز دورها فى توعية المواطنين.
  • ضرورة تدريب وتأهيل الإعلاميين بشكل دائم للتصدى للشائعات.
  • تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني في التوعية والتصدى للشائعات وتفنيدها أولا بأول.