الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيله.. حكاية رواية زبيبة والملك مع جمال الغيطاني

جمال الغيطاني
جمال الغيطاني

انفتحت التجربة الفنية للكاتب الكبير جمال الغيطاني، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، في السنوات الأخيرة على العمل التلفزيوني مع المحافظة على نفس الملامح التي نجدها في الرواية، إذ كشف النقاب عن عالم آخر يعيش بيننا من المعمار والناس، ويعتبر جمال الغيطاني من أكثر الكتاب العرب شهرة على شبكة الانترنت إذ أن أغلب رواياته ومجموعاته القصصية متوفرة في نسخات رقمية يسهل تبادلها أضافت بعدا جديدا لهذا الكاتب الذي جمع بين الأصالة العميقة والحداثة الواعية.


وعرف جمال الغيطاني أنه صاحب مشروع روائي فريد استلهم فيه التراث المصري ليخلق عالمًا روائيًا عجيبًا يعد اليوم من أكثر التجارب الروائية نضجًا وقد لعب تأثره بصديقه وأستاذه الكاتب نجيب محفوظ دورا أساسيًا لبلوغه هذه المرحلة مع اطلاعه الموسوعي على الأدب القديم وساهم في إحياء الكثير من النصوص العربية المنسية وإعادة اكتشاف الأدب العربي القديم بنظرة معاصرة جادة.


استطاع جمال الغيطاني في عام 1963، أن يعمل كرسام في المؤسسة المصرية العامة للتعاون الإنتاجي حيث استمر بالعمل مع المؤسسة إلى عام 1965، وتم اعتقاله في أكتوبر 1966 بتهمة الانتماء الى تنظيم ماركسي سري، وأمضى ستة شهور في المعتقل تعرض خلالها للتعذيب والحبس الإنفرادي، وأطلق سراحه في مارس 1967. 


عمل سكرتيرا للجمعية التعاونية المصرية لصناع وفناني خان الخليلي وذلك إلى عام 1969، وأتاح له ذلك معايشة العمال والحرفيين الذين يعملون في الفنون التطبيقية الدقيقة، وبعد صدور كتابه الأول عرض عليه محمود أمين العالم المفكر الماركسي المعروف، والذي كان رئيسا لمؤسسة أخبار اليوم الصحفية أن يعمل معه فانتقل للعمل بالصحافة.


بعد أن عمل جمال الغيطاني، في الصحافة بدأ يتردد على جبهة القتال بين مصر واسرائيل بعد احتلال إسرائيل لسيناء، وكتب عدة تحقيقات صحفية تقرر بعدها تفرغه للعمل كمحرر عسكري لجريدة الأخبار اليومية واسعة الانتشار، وشغل هذا التخصص حتى عام 1976 شهد خلالها حرب الاستنزاف 1969 – 1970 على الجبهة المصرية، وحرب أكتوبر 1973 على الجبهتين المصرية والسورية، ثم زار فيما بعد بعض مناطق الصحراء في الشرق الأوسط، مثل شمال العراق عام 1975، ولبنان 1980، والجبهة العراقية خلال الحرب مع إيران (عام 1980- 1988).


وفي عام 1974 انتقل للعمل في قسم التحقيقات الصحفية، وبعد احدى عشر عاما في 1985 تمت ترقيته ليصبح رئيسا للقسم الأدبي بأخبار اليوم، ثم رئيسا لتحرير (كتاب اليوم) السلسلة الشهرية الشعبية ثم رئيسا لتحرير أخبار الأدب مع صدورها عام 1993، وشغل جمال الغيطاني منصب رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب منذ 1993 حتى وفاته في 2015.


تعرض جمال الغيطاني لاتهمات بأنه الكاتب الحقيقي لرواية زبيبة والملك، التي لمح صدام حسين بأنه كاتبها، وقد بادر جمال الغيطاني فكذب الخبر، جملة وتفصيلا.
لكن الأمور لم تقف عند هذه النقطة، فقد أثيرت زوبعة ثقافية ونشر بعض الأدباء العرب بيانا تضامنيا مع الغيطاني، وكتبت وزيرة الثقافة السورية السابقة د. نجاح العطار، رسالة للغيطاني قالت فيها " لم اصدق ان يجرؤ أحد على توجيه مثل هذه التهمة التي وجهوها إليك ".


وأصدر اتحاد الكتاب الفلسطينيين، هو الآخر، بيانا حمل عنوان "ارفعوا أيديكم عن الروائي جمال الغيطاني"، وجاء فيه ما يلي: "يتابع الكتاب الفلسطينيون بقلق بالغ الحملات المسعورة لأجهزة الأعلام الإمبريالية والاستعمارية والصهيونية التي ترافق العدوان البشع الذي يتعرض له شعبنا في العراق الشقيق والنيات المبيتة للنيل من استقلال الأقطار العربية في أجواء صراع الحضارات. وان ما يتعرض له الروائي جمال الغيطاني ألان من اتهمات حول كتابته لرواية زبيبة والملك، هو جانب من جوانب العدوان على واحدة من أهم القيم الإنسانية وهي حرية الرأي وحرية التعبير، وان محاولة اغتيالهما انما هو اغتيال للثقافة العربية التي هي المركز الأساس في حضارة الآمة ومستقبل وجودها".