الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يجوز السجود أمام القبر من باب التعظيم؟ .. الإفتاء تجيب

السجود امام الاضرحة
السجود امام الاضرحة

قالت دار  الإفتاء المصرية إن السجود أمام القبر له صورتان الأولى: السجود لصاحب الضريح وجعله قِبلَةً دون القبلة المشروعة؛ فهذا ممنوعٌ شرعًا، والثَّانية السجود عند المقام بقصد الاستظهار بروحه والتَّبركِ به، ومحاولة وصول أثرٍ من آثار عبادته إليه، وهذا جائز ولا حرج فيه.

وأشار الإفتاء إلى قوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» متفق عليه، وفي روايةٍ لمسلمٍ: «اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ» ولقد فسَّرَ علماء الأُمَّة قاطبةً اتِّخاذَ القبر مسجدًا:بأن يُجعل القبر نفسُه مكانًا للسجود، ويسجد عليه الساجد لمن في القبر عبادةً له كما فعل كثير من اليهود والنصارى؛ حيث قال تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 31]، فهذا هو معنى السجود الذي استوجب اللعن.

أو يُجعل القبر قِبلَةً دون القبلة المشروعة كما يفعل جماعة منهم؛ حيث يتوجَّهون بالصلاة إلى قبور أحبارهم ورهبانهم، فتلك الصور هي التي فهمها علماء الأُمَّة من النهي عن اتِّخاذ القبور مساجدَ.

أمَّا من اتَّخذ مسجدًا بجوار صالحٍ أو صلَّى في مقبرته وقصد به الاستظهار بروحه ووصول أثرٍ من آثار عبادته إليه، لا التعظيم له والتوجُّه؛ فلا حرجَ عليه؛ ألا ترى أنَّ مدفن إسماعيل عليه السلام في المسجد الحرام عند الحطيم! ثمَّ إنَّ ذلك المسجد أفضل مكانٍ يتحرَّى المصلِّي بصلاته. والنهيُ عن الصلاة في المقابر مختصٌّ بالمنبوشة؛ لِما فيها من النجاسة] اهـ.

ما هى آداب زيارة الأضرحة ؟ وهل هناك محاذير شرعية عند الزيارة ؟" سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في حلقة سابقة من حلقات برنامجه "والله أعلم" المذاع على قناة إم بي سي مصر.

وأكد جمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم سن للمسلمين زيارة القبور وقال: " كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكر بالآخرة"، مضيفا أن مهمة الإنسان في زيارة القبور هو أن يتذكر الآخرة والموت وأن الدنيا فانية وأن نعرف أنه ينبغي ألا نتكالب عليها أو نفعل فيها الشر والمعصية، فكل هذه المعاني تأتي للإنسان عندما يتذكر العبد الموت أو يزور القبور، ومن ضمن هذه القبور الأضرحة التي من الله على أصحابها بأن جعلهم في مكان يكثر الناس لهم الدعاء.

وأوضح جمعة أن آداب الزيارة الشرعية أن يذهب المسلم إلى المقابر ويقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنتم السابقون ونحن اللاحقون بكم إن شاء الله تعالى، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده وأغفر لنا وله، وقال جمعة أن الدعاء أيضًا يشمل وهبة الثواب، فيقول صلى الله عليه وسلم: " إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، والولد يعني الخلف، فقد تكون بنت أو زوجة أو أب ابنه مات، وقد يكون أناسًا العلاقة بينهم علاقة العالم والمتعلم، فالعلم رحم بين أهله، ففي عالم الغيب والأرواح يحتاج المتوفى هذا الدعاء ويجده كهدية تدخل عليه.

وتابع جمعة: قد يصلي العبد ركعتين ثم يدعو يارب هب ثواب ما صليت لأبي ولأمي ولسيدنا الحسين، ون من الجائز أيضًا أن يقرأ الزائر ما تيسر من القرآن، الفاتحة، أو قل هو الله أحد 12 مرة، لأن كل ثلاث مرات بختمة فهي تعدل ثلث القرآن، ثم يهب الثواب للمتوفي.

ورد جمعة على من يقول أن زيارة الأضرحة والتمسح في المقابر محرمة وأنها قد تدفعهم للشرك بالله كما كان في الجاهلية اتخذوا هذه الأشياء وسيلة للقرب من الله ثم أصبحوا يعبدونها، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى أكد أن أمة الإسلام منع الشرك فيها، إذ قال رسول الله صلى عليه وسلم: " إنَّ الشَّيطانَ قَد يَئسَ أن يُعبَدَ بأرضِكُم"، وقال جمعة أن التمسح بالضريح هو محبة لصاحبه، كأنه يريد أن يحتضنه، واستشهد جمعة بقول الشاعر: أمر بالديار ديار ليلى..أقبل ذا الجدار وذا الجدارا..وما حب الديار شغفن قلبي..ولكن حب من سكن الديارا

وأشار إلى أن العرب كانوا يقبلون الرواحل، و لا علاقة لهذا بالشرك، فكان سيدنا عطاء بن أبي رباح حين يدخل المسجد يقبل منبر النبي صلى الله عليه وسلم، وحين رآه الإمام مالك لم يفهم ما فعله، ولكنه قال بعد ذلك: " مت على عطاء، فاتني رأيته يقبل الحادث ثم خرج أن ذلك له مذهب"، أي أن مذهبه هكذا.