في 17 أكتوبر2003تم إعتماد اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي من قبل اليونسكو و دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في عام 2006 و كانت مصر من اوائل الدول الموقعة على هذه الاتفاقية في عام 2005، و التراث الثقافي غير المادي هو الممارسات والتقاليد والمهارات المتوارث جيلاً عن جيل.
و تناول الرئيس السيسي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر 2016 أهمية دور اليونسكو حيث قال" ولما كانت الثقافة انعكاسا لمنظومة القيم التي يحيا بها الإنسان، فعلينا أن نسخر الثقافة والقدرات التكنولوجية والمعرفية لصالح التنمية وتحقيق السلام، لذلك فإنني أدعو الأمم المتحدة إلى إيلاء اهتمام أكبر للتعامل مع الجوانب الثقافية المتعلقة بالتنمية وتحقيق السلام والقضاء على الفكر الهدام "
سابع عنصر في قائمة اليونسكو
نجحت مصر عبر جهود وزارتي الثقافة والخارجية، في تسجيل الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، حيث استطاعت مصر خلال الدورة السابعة عشرة للجنة الحكومية الدولية التابعة لليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي، المقامة في العاصمة المغربية الرباط في حشد تأييد واسع وصل إلى حد الإجماع على تسجيلها للعنصر.
وقالت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، إن تسجيل الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي يعتبر رسالة سلام ومحبة وأمن من الأرض التي احتضنت العائلة المقدسة وأعادت إحياء مسارها وحافظت عبر مئات السنين على الاحتفاء برحلتها إلى مصر في الوقت الذي يشهد العالم صراعات على العقيدة، مشيرة إلى أن تلك الرسالة التي أكدت عليها مصر خلال كلمتها في اجتماعات لجنة صون التراث الثقافي غير المادي باليونسكو اليوم في الرباط .
وأضافت وزيرة الثقافة حتى سنوات قليلة ماضية لم يكن لدى مصر سوى عنصر واحد مسجل بقوائم اليونسكو للتراث غير المادي وبتسجيل العنصر الأخير أصبح لدى مصر سبع عناصر مسجلة هي السيرة الهلالية والتحطيب والممارسات المرتبطة بالنخلة وفنون الخط العربي والنسيج اليدوي في صعيد مصر والأراجوز وأخيرا الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة.
من جانبها، قالت الدكتورة نهلة أمام مستشار التراث الثقافي غير المادي بوزارة الثقافة وموفد الوزارة باجتماع اللجنة الحكومية الدولية لليونسكو، إن مصر تقدمت لليونسكو بملف متكامل رصدنا ووثقنا خلاله الاحتفالات المتعلقة بالعائلة المقدسة وطقوس تلك الاحتفالات الشعبية وكل ما يرتبط بها من ترانيم وأطعمة وحرف وتراث في كل نقاط المسار الخاص برحلة العائلة المقدسة لمصر، وسجلنا تاريخ هذه الاحتفالات وكيف حافظت مصر على هذا التراث حتى وقتنا الحاضر، كما قمنا بتوثيق عيد دخول العائلة المقدسة لمصر في الأول من يونيو والاحتفالات بمنطقة كوم ماريا جنوبي محافظة المنيا في فبراير و الاحتفالية الكبرى بصوم السيدة العذراء مريم في شهر أغسطس
رحلة العائلة المقدسة
هي رحلة استمرت أكثر من ثلاث سنوات قطعوا فيها مسافة أكثر من ألفى كيلو متر مشيًا على الأقدام بالرغم من حر الصيف وبرد الشتاء والجوع والعطش والمطاردة.
سارت العائلة المقدسة من بيت لحم إلى غزة حتى غرب العريش، ودخلت مصر عن طريق صحراء سيناء من الناحية الشمالية من الجهة الواقعة بين مدينتي العريش وبورسعيد، ودخلت العائلة المقدسة مدينة تل بسطا بالقرب من مدينه الزقازيق وكانت المدينة مليئة بالأوثان وعند دخول العائلة المقدسة المدينة سقطت الأوثان على الأرض وتركت العائلة المقدسة تلك المدينة وتوجهت نحو الجنوب، حتى وصلت بلدة مسطرد - المحمة وسميت كذلك لأن العذراء مريم أحمت هناك السيد المسيح وغسلت ملابسه وانبع السيد المسيح نبع ماء لا يزال موجودًا إلى اليوم، ثم انتقلت إلى بلبيس واستظلت عند شجرة عرفت باسم شجرة العذراء مريم.
ثم عبـرت نهـر النيــل إلى مـدينة سمنـود ثم لمنطقة البرلس حتى وصلت مدينة سخا حاليًا في كفــر الشيخ وقد ظهر قدم السيد المسيح على حجر ومنه أخذت المدينة اسمها بالقبطية و أخفى هذا الحجر زمنًا طويلاً خوفًا من سرقته ثم اكتشف من حوالى 13 عاماً فقط، ومن مدينة سخا إلى غرب الدلتا وتحركت جنوبًا إلى وادى النطرون ثم إلى المطرية وعين شمس وفى المطرية استظلت العائلة المقدسة تحت شجرة تعرف إلى اليوم بشجرة مريم ثم اتجهت ناحية مصر القديمة وارتاحت لفترة بالزيتون في طريقها لمصر القديمة، ومرت في طريقها على المنطقة الكائن بها حاليًا كنيسة السيدة العذراء الأثرية بحارة زويلة وكذلك على العزباوية بكلوت بك.
ووصلت العائلة المقدسة إلى مصر القديمة وتعتبر منطقة مصر القديمة من اهم المناطق والمحطات التي حلت بها العائلة المقدسة في رحلتها إلى أرض مصر ويوجد بها العديد من الكنائس والاديرة وتعتبر كنيسة القديس سرجيوس والتي بها الكهف التي لجأت اليه العائلة المقدسة من اهم معالم العائلة المقدسة بمصر القديمة وارتحلت العائلة المقدسة من منطقة مصر القديمة متجهه ناحية الجنوب حيث وصلت إلى منطقة المعادي إحدى ضواحي منف - عاصمة مصر القديمة، ولايزال السلم الحجري الذى نزلت عليه العائلة المقدسة إلى ضفة النيل موجودًا.
و من بلدة البهنسا الى بلدة سمالوط ثم عبرت شرقاً حيث يقع دير السيدة العذراء بجبل الطير و استقرت العائلة بالمغارة الموجودة بالكنيسة الأثرية، وفى الطريق مرت على شجرة لبخ عالية (شجرة غار) جنوب جبل الطير ويقال إن هذه الشجرة سجدت للسيد المسيح له المجد وتجد أن جميع فروعها هابطة باتجاه الارض ثم صاعدة ثانيه بالأوراق الخضراء ويطلق عليها شجرة العابد.
ثم إلى جبل قسقام حيث يوجد الآن دير المحرق وهي أهم المحطات التي استقرت بها العائلة المقدسة حتى سمى المكان بيت لحم الثاني، و مكثت به نحو ستة اشهر وعشرة ايام في المغارة التي أصبحت فيما بعد هيكلاً لكنيسة السيدة العذراء الأثرية، وفي طريق العودة سلكوا طريقًا أخر انحرف بهم إلى الجنوب قليلا حتى جبل أسيوط المعروف بجبل درنكة و بنى دير باسم السيدة العذراء ثم وصلوا إلى مصر القديمة ثم المطرية ثم المحمة ومنها إلى سيناء ثم فلسطين حيث سكن القديس يوسف والعائلة المقدسة في قرية الناصرة بالجليل.
التراث غير المادي بقائمة اليونسكو
-السيرة الهلالية والتي تم تسجيلها عام 2008 كأول الملفات المصرية التي تم إدراجها في قائمة التراث غير المادي باليونسكو.
-التحطيب وهو فن من الفنون القتالية المصرية المستمدة من الحياة الفرعونية القديمة يُستخدم فيه العصى الخشبية في المبارزة، وجاء تسجيل فن التحطيب على قائمة منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم يونسكو عام 2016.
-الممارسات المرتبطة بالنخلة تسلمت وزارة الثقافة في 2020، شهادة تسجيل ملف النخلة بالقائمة التمثيلية للتراث الإنساني، بمنظمة اليونسكو، الذي شاركت مصر في تقديمه للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي.
-فنون الخط العربي والتي تم تسجيلها في عام 2021 بجهود مصر بالتنسيق مع الأشقاء العرب، السعودية ولبنان والأردن وتونس.
-النسيج اليدوي بالصعيد والذي تم تسجيله على قوائم الصون العاجل بمنظمة اليونسكو.
-فن الأراجوز والذي تم ادراجه في 2018 بقائمة الصون التراث غير المادي، باليونسكو.