EN 
تعهد الرئيس الأميركي “جو بايدن” ومسؤولو إدارته بالاعتراف بأفريقيا كلاعب جيوسياسي رئيسي في الساحة الدولية، معلناً مساندة الولايات المتحدة للاتحاد الأفريقي المكون من 55 دولة للانضمام إلى مجموعة الدول العشرين كعضو دائم.
تفعيل منطقة التجارة الحرة الإفريقية
ووقع الرئيس بايدن خلال القمة الأمريكية الأفريقية المنعقدة في واشنطن، مذكرة تفاهم تاريخية لإنشاء منطقة تجارة حرة بين الولايات المتحدة والقارة الأفريقية، وقال إنها ستكون واحدة من أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم بإجمالي 3.4 تريليون دولار، وتفتح المجال لفرص جديدة في التجارة والاستثمار، والتقريب بين الولايات المتحدة وأفريقيا أكثر من أي وقت مضى.
وقال “بايدن” أنه يُعزز الروابط التجارية بين الولايات المتحدة والقارة السمراء، كما أن واشنطن متحمسة من أجل مستقبل إفريقيا وتسعى إلى تسخير جميع الاستثمارات بداخلها.
وأوضح أن أمريكا تدعم الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم وتعزيز الأعمال التي تملكها المرأة من أجل توفير الفرص، «التحول في إفريقيا ارتكز على الحكومات الرشيدة والشعوب التي تتمتع بالصحة الجيدة».
المنطقة التجارية إحدى ثمرات النجاح
وفي هذا الصدد قال الخبير الاقتصادي وعضو المجلس المصري الكندي للأعمال أحمد خطاب، إن إحدى ثمرات النجاح للقمة الأمريكية الأفريقية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي هي انشاء منطقة تجارية افريقية.
وأوضح خطاب ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن المنطقة التجارية تقوم بشكل أساسي على زيادة حجم التبادل التجاري الأمريكي الأفريقي، ان افريقيا وامريكا قارتان مختلفان حيث تمتلك أمريكا تكنولوجيا الصناعة والابتكار والتحول الرقمي، وافريقيا تمتلك بالفعل المواد الطبيعية الخام التي تستخدم في الصناعة مثل الذهب والزيوت وجميع مواد المعادن، بالإضافة الي الوفرة في الطاقة الصديقة للبيئة أو الطاقة الناتجة عن الغاز والبترول.
وتابع: إذا الرئيس بايدن حينما توجه الي افريقيا لأنه يعلم تماما ان مستقبل الاستثمار المستدام والمواد الخام المتواجدة بوفرة حول العالم متمركزة في القارة الافريقية، وأنها يمكن الاستفادة من تقوية العلاقات الامريكية الأفريقية فبناءً عليه عندما تنتج منطقة صناعية او تجارية تعمل على زيادة التبادل التجاري بين افريقيا وأمريكا هذا يسمي "الفوز أو التوفيق للجميع".
أمريكا تعمل على تعويض الانكماش التجاري
وأكد أن "هذا ما تقوم به العلاقات الامريكية الافريقية منذ 50 عاما الماضية وليس قوة العلاقات الدبلوماسية فقط بل قوة العلاقات الاقتصادية التي تؤدي بدورها الي قوة العلاقات الدبلوماسية، بالإضافة ان الولايات المتحدة لديها قوة عسكرية تستطيع من خلالها ان تؤمن مشروعتها الاقتصادية حول العالم".
وأضاف أن "اتخاذ أمريكا القرارات الاقتصادية لتعويض الانكماش التجاري الحادث بين أوروبا وامريكا الناتج عن الحرب الروسية الأوكرانية نتيجة الهيمنة الصينية على معظم دول الشرق الأوسط، وأيضا انها تري ان الصين وروسيا يحاولون الدخول بقوة الي افريقيا".
وأشار الي أن "أمريكا تصنع توازنات اقتصادية لذلك تنشئ مناطق تجارية مع افريقيا، ومصر بدورها دولة رئيسية متحكمة في افريقيا سيكون لها دور كبير لذلك الرئيس السيسي متواجد لحضور القمة".
اتخاذ مصر منطقة إقليمية للانطلاق
واختتم: مصر تستعد لأنشاء أكبر بنية تحتية لأنها تعلم جيدا أن التجارة من افريقيا سواء صادرات أو واردات سوف يمر من خلال الأراضي المصرية وسوف تلجئ الشركات الامريكية العملاقة والكبرى الي اتخاذ مصر منطقة إقليمية واستراتيجية للانطلاق الي افريقيا خاصة ان مصر الدولة الأكثر امانا واستقرار سياسي واقتصادي.
والجدير بالذكر، أن منطقة التجارة الحرة هي المدخل التجاري للتكامل الاقتصادي الذي يعبر بدوره عن مصالح واضحة وفورية للأطراف كافة.
زيادة الصادرات لتعزيز عائدات النقد الأجنبي
وتتميز منطقة التجارة الحرة بأنها ذات كثافة عمالية عالية، وتشتمل على نشاطات استيراد المواد الخام، والعناصر المكونة، وتصدير المنتجات المصنعة، والهدف الرئيس من إنشاء هكذا مناطق زيادة الصادرات لتعزيز عائدات النقد الأجنبي، بالإضافة إلى تطوير الصناعات الموجهة نحو التصدير وتوليد فرص العمل، ورفع معدلات النمو الاقتصادي.
وفيما يتعلق بالمميزات الخدمية، ستنشئ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية سوقاً موحدة للسلع والخدمات، وتحفز الاستثمار والابتكار، والنمو الاقتصادي، من خلال زيادة الكفاءة، وإزالة الحواجز أمام التجارة، وتسهيل الاستثمار الخارجي، وتقليل الحواجز غير الجمركية.
تعد منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية أداة مهمة لتحقيق رؤية البلدان الأفريقية بشأن التكامل الاقتصادي الإقليمي والتحول الهيكلي لاقتصاد أفريقيا.
