الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"ملف النازحين" في العراق.. قنبلة موقوتة لا يستطيع المسئولون الاقتراب منها

العراق
العراق

أكد رئيس العراق، عبد اللطيف رشيد اليوم الثلاثاء، عزم بلاده على إنهاء أزمة النازحين التي خلفتها الحرب ضد تنظيم "داعش"، وضرورة استمرار الجهود لتهيئة الظروف المناسبة لعودة النازحين إلى مناطقهم وطي هذه الصفحة نهائيا في أسرع وقت.

وذكرت الرئاسة العراقية في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع) أن ذلك خلال لقاء الرئيس رشيد بالسفير البريطاني لدى العراق مارك برايسون ريتشاردسون، حيث تطرق الرئيس العراقي إلى زيارته إلى محافظتي البصرة ونينوى للإطلاع على أوضاعهم من الناحية الأمنية والخدمية ومتابعة الإنجازات المتحققة في تطوير البنى التحتية والجامعات والمحاكم والطرق والجسور.

وأكد الرئيس رشيد أن منهج الحكومة العراقية يستهدف ضمان استمرار التحسن الأمني والاقتصادي وتعزيزه لما له من أهمية في دعم الاستثمارات والقطاع الخاص، وكذلك سن التشريعات وتوفير التسهيلات المطلوبة بما يساعد على تطوير البنى التحتية وتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين.

ويري مراقبون أن تلك التصريحات لا تتعدى كونها تصريحات الإعلامي، نظرا لأن العراق قد أعلنت منذ 5 سنوات هزيمة التنظيم وهناك مناطق تم تأهيلها منذ سنوات ولم يتم إعادة أصحابها إلى مناطقهم، وهناك مناطق لا يستطيع الرئيس أو أي مسؤول عراقي من الوصول أو الدخول إليها قبل التنسيق مع القوى المسلحة التي تسيطر عليها، لذا فكل الشواهد تؤكد أن أزمة النزوح سياسية في المقام الأول ولا يمكن حلها في الوقت الراهن، لأن الإرادة الدولية والمحلية والإقليمية غير متوفرة لإنهاء تلك الأزمة الإنسانية.

قال عمر الفرحان، رئيس المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب، إن قضية النازحين في العراق، هى قضية سياسية بحتة، فقد كانت هناك جهود من الأمم المتحدة وأخرى من بعض الدول الأوروبية والعربية من أجل إعادة هؤلاء النازحين إلى مدنهم وقراهم، لكن هناك عقبة سياسية تقف في طريق إنهاء أزمة النازحين لشبكة سبوتنيك الإخبارية.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "العقبة السياسية تتمثل في أن بعض تلك المدن الخاصة بالنازحين قد سيطرت عليها المليشيات وجعلت من بعضها مقرات وهياكل عسكرية، وقد استولت عليها بقوة السلاح بعد تهجير أصحابها خلال العمليات العسكرية أو بعدها لدواع طائفية واستراتيجية من أجل تقدم المليشيات سواء القادمة من إيران أو غيرها".

وأشار الفرحان إلى أن مدينة "جرف الصخر" منذ فترة والمنطقة مهيأة لاستقبال أهلها، وإلى الآن لا يستطيع رئيس الحكومة أو رئيس الجمهورية أو أي شخص كان أن يدخل مدينة "جرف الصخر"، إلا أن يكون هناك ترتيب مسبق من المليشيات أو قادة الأحزاب لترتيب تلك الزيارة.

وفي شمال العراق وبحسب رئيس المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب، هناك بعض المناطق في صلاح الدين وفي تكريت منها منطقة "الجزيرة"، إلى الآن أهالي تلك المنطقة لا يسمح لهم بالدخول إليها رغم أن العمليات العسكرية قد انتهت بها منذ العام 2016 بعد اختفاء فلول تنظيم "داعش" بالكامل، لكن لا تزال تلك المناطق تسيطر عليها المليشيات والأجهزة المسلحة التابعة للأحزاب ولا يسمح للمدنيين بالرجوع إلى تلك المناطق بحسب ما ذكره لنا أهالي المنطقة، كل تلك المناطق التي قد تكون ممرات عسكرية للمليشيات القادمة من إيران إلى دمشق عبر الأراضي العراقية.