تأخذ المعارك في مدينة باخموت الأوكرانية نمنحي جديد حيث تتقدم القوات الروسية بشكل ملحوظ في كافة جبهات القتال في المدينة التي تدافع عنها القوات الأوكرانية باستماته نظرا لأهميتها لدي القيادة الأوكرانية.
ولكن مع تزايد الاهتمام من قبل وسائل الإعلام العالمية بشأن المدينة، تزايدت معها الأسئلة والأقاويل عن أهمية مدينة باخموت التي تدور بها أشد المعارك بشكل شبه يومي بين الجيشين الروسي والأوكراني بالإضافة إلى قوات فاجنر الروسية.
أهمية مدينة باخموت
وكشف أهمية مدينة باخموت الأوكرانية وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، عندما قال إن لها لها قيمة رمزية أكثر من قيمتها الاستراتيجية.
وخلال زيارته للأردن، قال أوستن في تصريحات عن أهمية مدينة باخوت: "أعتقد أنها ذات قيمة رمزية أكثر من كونها قيمة استراتيجية وعملياتية"، مضيفا أنه لا يتوقع ما إذا كانت القوات الروسية ستستولي على باخموت أو توقيت ذلك.
وشدد وزير الدفاع الأمريكي على أن "سقوط باخموت لا يعني بالضرورة أن الروس غيروا مسار هذه المعركة".
خلاف زيلينسكي مع وزير الدفاع
ونظرا لأهمية باخموت، اجتمع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، مع كبار القادة العسكريين، مؤكدًا أنه اتفق مع القادة العسكريين على استمرار عمليات الدفاع عن باخموت
وخلال الاجتماع نشب خلاف شديد بين الرئيس الأوكراني والقائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، حيث كان للطرفين وجهات نظر مختلفة جوهريًا حول كيفية تعامل الجيش الأوكراني في باخموت.
وكانت قد ذكرت عدة مصادر داخل القيادة السياسية في كييف، إن زالوجني أوصى قبل عدة أسابيع بالنظر في الانسحاب من المدينة لأسباب تكتيكية.
وأشارت إلى أنه من وجهة نظر عسكرية، باخموت ليس لها أهمية استراتيجية، والانسحاب منها لن يكون حاسماً، موضحة أنه من خلال تركيز روسيا على المدينة ونشر الآلاف من عناصر "فاجنر"، أصبحت المدينة رمزاً سياسياً.
وأوضحت الصحيفة، أن النزاع بين الرئيس زيلينسكي والقائد العام للقوات المسلحة زالوجني، لم يعد يتعلق فقط بالمسائل العسكرية، في وقت كان هناك قدر كبير من الوحدة بين الزعيمين في بداية الحرب وكان الأدوار منقسمة بشكل واضح، إلا أن هذا تغير الآن.
تقدم قوات فاجنر الروسية
وبعد معارك عسكرية عميفة بين الجانبين، أفادت مصادر إعلامية، أن قوات فاجنر الروسية سيطرت على كامل حي زاباخموتكا شرق مدينة باخموت وكامل حي مياسوكومبينات شمال شرق باخموت.
وأضافت المصادر، أن قوات فاجنر تسيطر على 55٪ من مساحة باخموت بعد أن سيطرت بشكلٍ كامل على شرق وشمال شرق المدينة.
حيث أعلن يفجيني بريجوزين، رئيس مجموعة فاجنر الروسية، أن الجيش الأوكراني أنشأ تشكيلات عسكرية في المستوطنات حول مدينة باخموت.
وأوضح رئيس مجموعة فاجنر الروسية، أن فرق الهجوم الروسية تحاصر المدينة الآن. ولمنعهم، أنشأت القوات المسلحة لأوكرانيا عدة تشكيلات عسكرية في المستوطنات حول مدينة باخموت.
وقال: "هدفهم هو منع مقاتلي مجموعة فاجنر والقوات الروسية من دخول المدينة".
كما دعا بريجوزين إلى الحاجة إلى العمل المنسق لجميع الوحدات الروسية لعرقلة الجيش الأوكراني بالكامل.
عمدة باخموت يكشف آخر التطورات
ومن جانبه، قال عمدة باخموت الأوكرانية، أوليكسي ريفا، إن القوات الروسية تنفذ عمليات تدمير شامل في المدينة.
كما أكد نائب عمدة باخموت، أوليكساندر مارشينكو، في مقابلة مع "بي بي سي"، أن هناك قتالا في المدينة وكذلك في الشوارع، لكن بفضل القوات المسلحة الأوكرانية، لم يسيطر الروس على المدينة، حسبما ذكرت "العربية".
وأضاف مسؤول أوكراني، أن هناك تباطؤ في إجلاء المدنيين من الخطوط الأمامية للجبهات في باخموت بسبب المعارك، متابعا: "4500 مدني ما زالوا في قلب مدينة باخموت تحت القصف".
خلافات فاجنر مع الجيش الروسي
ولم تكن الأمور جيدة أيضا على الجانب الروسي، حيث أعلن مؤسس مجموعة فاجنر الروسية يفجيني بريجوزين، إن قواته التي تشدد قبضتها الآن على مدينة باخموت الأوكرانية محرومة من الذخيرة وإذا أجبرت على التراجع ستنهار الجبهة بأكملها.
وقال بريجوزين في فيديو: "إذا انسحب فاجنر من باخموت الآن، ستنهار الجبهة بأكملها ولن يكون الوضع جيدا لجميع التشكيلات العسكرية التي تحمي المصالح الروسية".
وأضاف إن وحداته العسكرية حاصرت عمليا باخموت، حيث اشتد القتال في الأسبوع الماضي مع مهاجمة القوات الروسية من جميع الجهات تقريبا، لكنه اشتكى يوم الأحد من أن معظم الذخيرة التي وعدت بها موسكو قواته في فبراير الماضي لم يتم شحنها بعد.
وتابع رئيس مجموعة فاجنر الروسية: "في الوقت الحالي، نحاول معرفة السبب هل هي مجرد بيروقراطية عادية أم خيانة".