الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان فرصة عظيمة.. خطيب المسجد الحرام: فيه يجد كل مريض دواءه والشفاء

رمضان فرصة
رمضان فرصة

قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام  ، إن رمضان فرصة عظيمة للتذكر والاعتبار والاتعاظ؛ فالنفوس فيه مقبلة تواقة للخير؛ فجد واجتهد أيها الموفق وحث غيرك، وتذكر وذكر غيرك، وليُرَ كلٌّ منا ربه من نفسه خيراً.

رمضان فرصة عظيمة

حذر " غزاوي"  خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، من أن تنتهك قدسيةُ الشهر الفضيل وتعكر صفوُ أيامه ولياليه بارتكاب المآثم والذنوب، ولتُصن فيه أسماعُنا وأبصارنا وألسنتنا عن القبائح والعيوب، منوهًا بأن النفوس يحصل لها شيء من الشرود والابتعاد والغفلة والفتور، ثم بعد ذلك يأتي هذا الشهر ليصقُلَها.

 

 وتابع:  ويعيدَها إلى جادتها ، فتستقيمَ على أمر الله، وتحصلَ لها الذكرى واليقظة، كما يكون للعبد من الفكر وحياة القلب ما يحمله على طاعة مولاه، والكف عن كل ما يَشينه ولا يليق، ويجد في قلبه من الرغبة في الخير ما لا يجده في غير هذا الشهر، فلنستشعر ما نحن فيه ونقبلْ بتوبة نصوح ونستكثرْ من الطاعات والباقيات الصالحات في موسم الخيرات والنفحات، ولنبادر بالاغتنام ونملأ النفوس بالإيمان؛ لنحقق التقوى ورضى الرحمن.

 

صلاح حال الأفراد 

 وأوضح أن الصيام من العبادات التي تهدف إلى تزكية النفس ورياضتها، وفي ذلك صلاح حال الأفراد فرداً فرداً، وهو يربى المسلم على تهذيب سلوكه وضبط نفسه وتحليها بالإيمان والتقوى والأخلاق والفضائل من السخاء والبذل والتربية على الصدق والأمانة ومراقبة الله وحده دون ما سواه.

 

 وأضاف: والإقبال على سائر الطاعات، وما يصحب ذلك من الاشتغال بالقرآن وتدبره، فيجتمع للإنسان من ألوان الهدايات والأنوار ما يحصل به الزكاء، والصفاء والنقاء، فإذا كان الصوم على الطريق التي شرعها الله وأرادها، موافقاً هدي النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يفطم نفوسنا عن المألوفات السيئة.

 

كل مريض يجد دواءه والشفاء

وواصل: ويحررها من أسر العادات الخاطئة التي تأسرنا أسراً؛ فيكون العبد حراً لربه ومولاه، لا تُؤسَرُ نفسُه ولا تنقاد ولا يكون له نوع عبودية لغير ربه وخالقه، هذه العبودية قد تكون للبطن، وقد تكون للفرج، وقد تكون للسان، وقد تكون للمال، وقد تكون لغير ذلك، وفي هذا الشهر الفضيل كذلك يستشفي كل منا بحسب حاله مما يعاني منه من داء ويجد فيه كل مريض دواءه والشفاء.

 

ونبه إلى أن هذا يستشفي به من مرض الرياء والسمعة، وهذا يستشفي به من مرض الغضب والعجلة، وهذا يستشفي به من مرض البخل والشح والأثرة، وهذا يستشفي به من مرض البِطنة والشره، وهذا يستشفي به من مرض الكسل والفتور، وهذا يستشفي به من مرض الغفلة والإعراض عن الآخرة، وهذا يستشفي به من مرض قسوة القلب وصدئه. وهكذا، فكل منا يبادر إلى معالجة نفسه بما يزكيها ويُصلحها.