ثورة الجياع.. انتشار القتل والخطف والاعتداء مع سيطرة العصابات في شوارع هايتي

اشتكى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أن انعدام الأمن في العاصمة بورت أو برنس وصل إلى مستويات مماثلة للدول التي تشهد نزاعات مسلحة.

فيما قالت الإيطالية أناليزا لومباردو، المديرة الإقليمية لمؤسسة Welthungerhilfe، الألمانية "مؤسسة أهلية"، وتقيم في هايتي، أنه تم غلق المؤسسة لأسباب أمنية، حيث إنه لأمر خطير للغاية أن نخرج أنا وزملائي إلى الشوارع في الوقت الحالي. 

وذكرت أن الأمر أصبح محفوفًا بالمخاطر بسبب عمليات الخطف أو السرقة أو الرصاص الطائش أو عند وقوع اشتباكات بين أفراد العصابة والشرطة.

ووفقا لما جاء بتقرير صحيفة فوكس الألمانية، فإن هناك انتشار كبير لعمليات الإعدام خارج نطاق القانون، مثلما حدث يوم الاثنين، عندما تم قتل أكثر من 12 من أفراد العصابة المشتبه بهم من قبل حشد - في الشارع المفتوح ، في وضح النهار. وبحسب وسائل الإعلام الهايتية ، أجبر الغاضبون ضحاياهم على النزول من حافلة ورجموهم بالحجارة وأخيراً أحرقوهم أحياء. 

ويعتمد معظم الهايتيين البالغ عددهم 11.5 مليون نسمة على المساعدات الدولية، والأرقام توضح المدى الكامل للبؤس في هذا البلد الفقير المدقع، فوفقًا للبنك الدولي، يعيش ما يقرب من 90% من الهايتيين تحت خط الفقر، ويعيش واحد من كل ثلاثة في فقر مدقع.

وفي ظل تلك الأوضاع المأساوية، تفجرت الكوليرا مرة أخرى، وحتى الآن هناك 670 حالة وفاة و 35000 حالة مشتبه بها، معظمهم من الأطفال، مع تدهور حاد في إمدادات مياه الشرب الأساسية والمراحيض المحسنة ، أي المرافق الصحية التي تحمي الناس من ملامسة نفاياتهم.

من جانبها وجهت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في هايتي ، ماريا إيزابيل سلفادور ، إلى نيويورك لتقديم تقريرها حول الوضع الحالي في البلاد في المقر الرئيسي. ما يوجد هناك يشبه كابوسًا واحدًا.

حيث ارتفع عدد جرائم القتل المبلغ عنها ، فهناك 815 حالة بين 1 يناير و 31 مارس مقارنة بـ 673 حالة في الربع الأخير من عام 2022، كما تم تسجيل 637 حالة خطف في الربع الأول من عام 2023، بزيادة قدرها 63 % مقارنة بـ 391 حالة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2022، فيما قتل 22 شرطيًا على يد العصابات في عام 2023.

اعتداء وخطف ولاجئون

ويتحدث التقرير عن قناصة يطلقون النار من فوق أسطح المنازل على الناس في منازلهم أو في الشارع، وهناك فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا تعرضت للاغتصاب من قبل العديد من أفراد العصابة في وضح النهار، وهناك الأطفال الذين يتم اختطافهم بالقرب من مدارسهم ثم يتعين عليهم نقل الذخيرة كمراسلين في المعارك أو تحميل الأسلحة أو حتى تنفيذ الهجمات بأنفسهم.

فضلاً عن الشكل الخارجي للرجوع إلى الخارج نزوح المئات من النساء الحوامل والمرضعات إلى هايتي بعد فرارهن شرقاً إلى جمهورية الدومينيكان.