الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

استراتيجية ضخمة لتحسين جودة التعليم| وخبراء يكشفون أهمية رفع معدلات القيد والحد من التسرب

التسرب من التعليم
التسرب من التعليم

خبراء التعليم:

أهمية التعليم ومحو الأمية

طرق إنهاء ظاهرة التسرب من التعليم

جهود الوزارة في مواجهة التسرب من التعليم

العقبات التي تؤدي للتسرب من التعليم

تعد ظاهرة التسرب من التعليم هي انقطاع الطالب عن الدراسة وعدم إتمامه للمراحل الاولي من تعليمه، وهي من الظواهر الخطيرة المنتشرة بشكل كبير في مختلف المجتمعات، وتؤثر في الطفل سلبا وتعيق نمو المجتمع وتطوره، وتقدمه في مختلف مجالات الحياة، وتحدث هذه الظاهرة للعديد الأسباب التي ينبغي تسليط الضوء عليها لمعالجتها، ولذلك حرص “صدى البلد” علي رصد أراء بعض خبراء التعليم للوقوف علي حل هذه المشكلة وابراز أهمية التعليم ومحو الأمية.

وفي هذا السياق، قال الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، إن مشكلات التسرب من التعليم في مصر تعد من أكبر التحديات التي تواجه المجتمع، وتشمل تحديات كثيرة، مثل تدني مستوى المعرفة والمهارات الأساسية لدى الطلاب، وتفاقم مشكلة التسرب المدرسي والانقطاع عن الدراسة، وقلة الاستثمار في التعليم وعدم توفير الميزانيات الكافية لتحسين البنية التحتية وتدريب المعلمين.

أسباب التسرب من التعليم

وأكد أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” أن الوزارة تواجه تحديًا يتمثل في الزيادة السكانية، وتوفر الكثير من الجهود والاستثمارات لزيادة عدد المعلمين والمدارس والفصول لتلبية الاحتياجات التعليمية لهذه الزيادة السكانية المستمرة، مشيرًا إلى أن المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية هو مشروع شامل يهدف إلى تحسين جميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية للأسر المصرية، بما في ذلك تحسين التعليم وتوفير فرص عمل وتطوير المناطق الريفية وتحسين الصحة والثقافة وغيرها، وهذا يمثل خطوة مهمة نحو تحسين التعليم في مصر.

أوضح الخبير التربوي، أن بالرغم من هذه التحديات الكبيرة، إلا أن هناك جهودًا مبذولة لتحسين جودة التعليم في مصر، من خلال إصلاح مناهج التعليم وتدريب المعلمين وتحديث البنية التحتية وتقديم الدعم اللازم للطلاب المحتاجين، مشددًا علي ضرورة تعاون وتضافر جهود المجتمع ككل لتحقيق تحسين جذري في نظام التعليم في مصر.

وأضاف أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن الذي يزيد من الفجوة التعليمية بين الأطفال هو عدم الإيمان بأهمية التعليم، فقد يكون لدى بعض الأسر اعتقادات خاطئة بأن التعليم ليس ذو فائدة كبيرة وأن الوقت يمضى أفضل في العمل أو الأعمال المنزلية، مما يؤدي إلى إهمال التعليم وتراجع مستوى التحصيل العلمي للأطفال.

وأشار الدكتور حسن شحاتة، إلى أن توفير مدارس التعليم المجتمعي هي جهود هامة تقوم بها وزارة التربية والتعليم للحد من ظاهرة التسرب المدرسي وتوفير الفرص التعليمية للجميع، بما في ذلك الطلاب الذين تسربوا من المدارس، وتهدف هذه المدارس إلى توفير بيئة تعليمية ملائمة للطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلم أو الذين تسربوا من المدارس بشكل مبكر، وتقديم الدعم اللازم لهم لإتمام دراستهم وتحقيق النجاح فيها، ويعمل المدرسون في هذه المدارس على تصميم برامج تعليمية متميزة تناسب احتياجات الطلاب وتساعدهم في تحقيق أهدافهم التعليمية.

طرق معالجة التسرب من التعليم

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوى والأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، التعليم هو أساس نهضة الأمم والمفتاح الحقيقي لتقدم المجتمعات وتطورها، موضحًا أن الدولة المصرية تعمل بجد على تعزيز العملية التعليمية وتطويرها، وتكريس أهمية التعليم كأساس لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع المصري.

وأوضح الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” أن من بين العوائق التي تواجه التي تواجه العملية التعليمية في مصر، هي ظاهرة التسرب المدرسي، والتي تحتاج إلى جهود متواصلة ومستمرة لمحاربتها والحد من تأثيرها على نجاح العملية التعليمية.

وأشار الخبير التربوى، إلى أن ظاهرة التسرب من المدارس مشكلة تربوية واجتماعية خطيرة، حيث تؤثر سلباً على حياة الأفراد والمجتمع بشكل عام، فالتسرب من العملية التعليمية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم مشكلات البطالة والفقر والجهل والجريمة، ويؤثر على النمو الاقتصادي والاجتماعي للدولة.

ولفت الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، إلى أن سبب التسرب من المدارس إويعود لى عدة عوامل، مثل عدم وجود بيئة تعليمية مشجعة للطلاب، وصعوبة التنقل إلى المدارس، وعدم وجود دعم مالي وتعليمي للطلاب وأسرهم، والفقر والتمييز والعنف المدرسي، وعدم الاهتمام بالتعليم من قبل الأسرة والمجتمع.

وأضاف الدكتور محمد عبد العزيز، أن من أجل مكافحة ظاهرة التسرب من المدارس، يجب توفير بيئة تعليمية مناسبة وتحسين جودة التعليم وخاصة في المدارس التي تقع في القري والمحافظات البعيدة، وتوفير الدعم المالي والتعليمي للطلاب وأسرهم، وتوفير وسائل التعليم الجذابة للطلاب، ومكافحة الفقر والتمييز والعنف المدرسي، وتعزيز دور الأسرة والمجتمع في دعم التعليم وإشراك الطلاب في أنشطة خارج المدرسة.

وأختتم الخبر التربوي، تصريحاته قائلا: إن مشاكل التسرب من التعليم، وعمالة الأطفال، مرتبطة ببعضها البعض، فيقوم الآباء بتسريب أبناءهم من التعليم، لكي يعملوا للإنفاق على الأسرة، أو تزويجهم مبكرا للتخلص من مصاريفهم، ولابد من معالجتهم جميعا معا.

تحسين جذري في نظام التعليم

ومن جانب اخر، أكد الدكتور رضا مسعد رئيس قطاع التعليم الأسبق بوزارة التربية والتعليم والخبير التعليمي، أن الدولة المصرية ووزارة التربية والتعليم لم يبخلوا أي جهد في سبيل مواجهة التسرب من التعليم، حيث تم التركيز على توفير الإمكانيات والموارد اللازمة للتعليم، وتعزيز دور المجتمع المدني في مواجهة هذه الظاهرة المؤثرة على مستقبل الأجيال القادمة، من خلال توفير مدارس في مختلف المحافظات وهو الامر الذي يعد جزءاً هاماً من عملية الإصلاح التعليمي في مصر، حيث يهدف ذلك إلى زيادة فرص الوصول إلى التعليم للفئات الأكثر فقراً والأقل حظاً.

وأوضح رئيس قطاع التعليم الأسبق بوزارة التربية والتعليم والخبير التعليمي، أن أسباب التسرب من التعليم تتفاوت وتختلف حدة تأثيرها على الطالب المتسرب، موضحًا أن من أهم الأسباب الرئيسية للتسرب هي ضعف المستوى التعليمي، وصعوبة المناهج وعدم تناسبها مع الحاجات والمتطلبات الحقيقية للطلاب، والبيئة التعليمية السيئة التي تؤثر على الطلاب وتجعلهم يفقدون الحماسة والميلا إلى الدراسة.

ومن جهة أخرى، فإن الأسر وأولياء الأمور يلعبون دوراً هاماً في تفاقم التسرب، إذ قد يتسبب ضغطهم على الطلاب للعمل وتوفير المال، أو التحول إلى الحياة الزوجية، في دفع الطلاب إلى التسرب والانسحاب من المدرسة، وقد يؤثر عدم الاهتمام واللامبالاة والقلق الزائد من قبل الأسر وأولياء الأمور أيضاً على مدى تفاعل الطلاب مع الدراسة وحماسهم لها.

وشدد الخبير التربوي، علي ضرورة أن تعمل المدارس على توفير الدعم اللازم للطلاب الذين يواجهون صعوبات في الحفاظ على التعليم، من خلال إنشاء برامج إرشادية وتوفير دعم المشاركة الوالدية، وإنشاء فرق خاصة لمكافحة التسرب المدرسي واستخدام التقنيات الحديثة لتعزيز التواصل مع الطلاب المتسربين وإعادتهم إلى المدرسة، كما يمكن أن تكون هناك خطط لتحسين بيئة التعليم، مثل تحسين جودة المدارس وتوفير المعلمين المدربين جيدًا، وكذلك إنشاء برامج تحفيزية للطلاب لتحفيزهم على الحضور والاستمرار في التعليم.

تعزيز الوعي الإعلامي لدى الأسر والمجتمع

وطالب الدكتور رضا، بضرورة مراعاه توفير البنية التحتية اللازمة لتعليم الأطفال في الأماكن النائية، مثل بناء مدارس جديدة وتحسين البنية التحتية للمدارس القائمة، وكذلك توفير الكتب المدرسية والمواد الدراسية والمدربين والمعلمين المؤهلين، موضحًا أن للمجتمع المحلي دوراً فعالاً في دعم التعليم عن طريق تشجيع الأطفال ودعمهم مادياً ومعنوياً في مسيرتهم التعليمية.

وأضاف الخبير التربوي، أن من أجل مكافحة ظاهرة التسرب من المدارس، يجب اتباع الطرق التالية:

- تحسين جودة التعليم: يجب تحسين جودة التعليم وجعله مشوقاً ومفيداً للطلاب بحيث يشعروا بالاهتمام به وبأهدافهم التعليمية.

- الاهتمام بالبنية التحتية: يجب توفير بنية تحتية ملائمة للمدارس والتي تتضمن المناهج الدراسية والأساليب التعليمية والتقنيات الحديثة.

- الاهتمام بالمدرسين: يجب دعم المدرسين وتوفير التدريب والدورات اللازمة لتحسين مهاراتهم التعليمية والتفاعلية مع الطلاب.

- توفير الدعم المالي: يجب توفير الدعم المالي للطلاب المحتاجين وتحفيزهم على الاستمرار في التعليم وعدم الانسحاب منه.

- إيجاد حلول ملائمة لظروف الطلاب: يجب النظر في حلول ملائمة لظروف الطلاب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لتشجيعهم على البقاء في المدرسة وعدم التسرب منها.

- العمل على تعزيز الوعي الإعلامي: يجب تعزيز الوعي الإعلامي لدى الأسر والمجتمع بشأن أهمية التعليم وتحفيز الأسر على دعم أبنائهم وتشجيعهم على البقاء في المدرسة.

- توفير برامج الدعم الإضافي: يجب توفير برامج الدعم الإضافي للطلاب الذين يواجهون صعوبات في التعلم، وذلك عن طريق إنشاء فصول دعم، أو توفير دورات تعليمية إضافية.