الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الدول الأكثر تضررا.. وساطة أفريقية جديدة لوقف الحرب في أوكرانيا|هل تنجح؟

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

تبذل دول العالم مساع عديدة في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا دون التوصل لأي حلول قريبة تلوح بالأفق، ومن بينها الدول الأفريقية التي دفعت فاتورة الصراع كاملة، نتيجة لنقص سلاسل الإمداد والتوريد وارتفاع أسعار المواد الغذائية، ومستلزمات الصناعة وغيرها.

الصراع بين روسيا وأوكرانيا

وتطرح الدول الأفريقية، مثلها مثل باقي الدول، مجموعة من الحلول الدبلوماسية لإنهاء الأزمة التي أثرت اقتصاديا على دول القارة، وتطرق الأبواب من خلال عدد من البعثات التي ترسلها إلى كلا الطرفين، سواء روسيا أو أوكرانيا.

وأعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوسا، الثلاثاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وافقا على استقبال مجموعة من الزعماء الأفارقة، لبحث خطة سلام محتملة تنهي الصراع.

وقال رامابوسا خلال إفادة صحافية مقتضبة‭‭ ‬‬مع رئيس وزراء سنغافورة، أن مناقشاته مع الزعيمين أظهرت استعدادهما لاستقبال الزعماء الأفارقة وإجراء مناقشة حول سبل إنهاء هذا الصراع.

وأردف قائلا: "ستتوقف فرص نجاح هذا على المناقشات التي ستُجرى"، وأضاف أن خطة السلام مدعومة أيضا من زعماء السنغال وأوغندا ومصر وأن الأمين العام للأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا على علم بالمبادرة، مكملا: "واشنطن ولندن عبرتا عن دعمهما الحذر لخطة السلام".

كما قال رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، إنه تحدث مع بوتين وزيلينسكي عبر الهاتف، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، واتفقا على استضافة "مهمة سلام للزعماء الأفارقة" في موسكو وكييف على التوالي.

وأضاف رامافوزا: "إن أساس مناقشاتنا هو الجهود المبذولة لإيجاد حل سلمي للصراع المدمر في أوكرانيا".

ويقول السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الأفريقية، إن هناك مبادرة من جنوب أفريقيا بمشاركة 6 دول في حل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وتعد الدولة المصرية إحدي هذه الدول، حيث تساعد لمحاولة في التوصل للتسوية للأزمة الأوكرانية الروسية برؤية افريقية.

وأضاف حليمة- خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن تسعى افريقيا لحل هذا الصراع، حيث أنها القارة الأكثر تضررا من الحرب الروسية الاوكرانية وجائحة كورونا أيضا، متمنيا أن يكون لهذا التحرك الافريقي تأثير إيجابي في اتجاه التوصل إلى التسوية، خاصة أن الأطراف التي تتكون منها المجموعة التي تشترك في مبادرة السلام، لها علاقة بطرفي الصراع بصفة خاصة.

خطة الصين لتسوية الصراع

وأشار حليمة، إلى أن هذا التحرك لابد أن يشمل دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وخاصة فرنسا وألمانيا، ويجب أن يشمل نوع من التأييد والتفهم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتلك العملية السلمية.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية المجري، بيتر زيجارتو، الاثنين الماضي، إن المجر تدعم خطة الصين لتسوية الصراع في أوكرانيا، متهما أوروبا بإظهار عقلية قتالية.

وفي حديثه خلال مناقشات مع نظيره الصيني تشين جانج في بكين، شدد زيجارتو على أن بودابست "تنادي بالسلام في أقرب وقت ممكن".

وقال زيجارتو: "لسوء الحظ، فإن خطاب الحرب قوي للغاية على مستوى العالم، لذلك، نحن بحاجة إلى رفع صوت معسكر السلام، وفي معسكر السلام، نعلق أهمية كبيرة على دور الصين".

وعن سبب تأييده لخطة الصين، قال زيجارتو: "نحن نؤيد خطة السلام التي قدمتها الصين لسببين: أولاً، لأنها تسعى إلى السلام، وثانياً لأن الخطة موجودة بالفعل.. هناك أخيرًا شيء لا يهدف إلى مواصلة الحرب، بل إنهاءها".

ومن جانبه، صرح ضابط الاستخبارات الأمريكي، سكوت ريتر، الأحد الماضي، لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا"، أن الحرب الأوكرانية يجب أن تنتهي بحلول صيف عام 2023.

وقال ضابط الاستخبارات الأمريكي، إن استمرار الصراع غير مفيد بالنسبة لروسيا، كما يري أن الصيف هو مرحلة الحسم للعمليات العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا. حسبما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.

وفيما يتعلق بموعد انتهاء الحرب، قال ريتر، "من وجهة نظري، في صيف هذا العام، فرصة روسيا محدودة، عندها ستتحقق فرصة الغرب بالكامل، إذا كانت روسيا قادرة حقًا على هزيمة أوكرانيا خلال هذه الفترة الزمنية المحددة ، فسيتم استئصال هذا السرطان وستتوقف الولايات المتحدة عن تعزيز هذه السياسة. "

زيارةرئيس السنغال لموسكو 

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تشك الآن فيما إذا كانت كييف تستطيع الفوز من موسكو، وأضاف: "في الواقع، لا تهتم الولايات المتحدة بعدد الجنود الأوكرانيين الذين قتلوا، أو ما يحدث لأوكرانيا نفسها. لأن الهدف الرئيسي هو هزيمة روسيا، وربما تمزيق أوصالها".

وكان الكرملين قد أعلن الجمعة الماضي أن الرئيس فلاديمير بوتين أجرى محادثة هاتفية مع نظيره الجنوب أفريقي، وأيد الزعيم الروسي خلال المكالمة فكرة مجموعة من الدول الأفريقية لبحث آفاق حل الصراع الأوكراني، وشدد الرئيس بوتين على أن موسكو لم ترفض قط العمل على المسار الدبلوماسي.

وسبق، واقترح الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، مبادرة للتوسط في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا.

ناقش لولا سابقًا خططًا لتشكيل مجموعة من الدول تعمل على التوسط لإنهاء الحرب، وتهدف إلى إقناع الرئيس الصيني شي جين بينج بالانضمام إلى المجموعة، مع وجود مقعد للبرازيل على الطاولة، ويأمل لولا في جعل الصين تنقل الرسالة إلى روسيا، بالنظر إلى العلاقة الوثيقة بين البلدين.

كما  تلقى الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية السعودي، الجمعة الماضي، اتصالاً هاتفياً من  وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف.

وجدد وزير الخارجية السعودى التأكيد على مواصلة المملكة بذل كافة المساعي الحميدة ودعم كافة الجهود الرامية للوصول لحل سياسي للأزمة الروسية الأوكرانية.

والجدير بالذكر، أن  الرئيس السنغالي ماكي سال إنه زار موسكو وكييف، من أجل وقف التصعيد وإحلال السلام في أوكرانيا من خلال الحوار بين الجانبين، ولكن لا تأتي تلك الزيارة بثمارها