الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد الفتاح خضر عميد كلية القرآن الكريم بطنطا لـ«صدى البلد»: كشفنا عن مهازل أكاديميات تعليم القرآن إلكترونيا.. تمنح إجازات بأموال دون استفادة الطلاب.. ويؤكد: من تربى في الأزهر يكره التشدد

الدكتور عبد الفتاح
الدكتور عبد الفتاح خضر

عميد كلية القرآن الكريم جامعة الأزهر بطنطا في حواره لـ صدى البلد:

وقفنا على مهازل من كيانات تعليم القرآن إلكترونيا

أكاديميات إلكترونية تعطي إجازات بأموال دون استفادة

الكيانات تمنح إجازات للطلاب دون أن يختموا القرآن أصلا

لدينا كبار أهل العلم المتميزين من أصحاب الفكر الوسطي

أساتذة الكلية حصلوا على المراكز الأولى في المسابقات العالمية

من تربى في الأزهر يكره التشدد.. وكلام الله لا يُقرأ إلا مجوَّدًا

حب الناس للقرآن جعل البعض يتغنى به دون إتقان أحكامه

مصر ولاَّدة.. ولن ينقطع عنها أهل الإتقان والإبداع

 

لكلية القرآن الكريم، مكانة عريقة بين كليات جامعة الأزهر الشريف، فهي الكلية الوحيدة في جامعة الأزهر على مستوى الجمهورية والتي وُكِّلَ إليها مهمة الحفاظ على كتاب الله المجيد تدريسا وتعليما وإتقانا، يفد إليها الطلاب من كل المحافظات، قاصدين تعلم علوم القرآن وأحكامه.

وفي هذا الإطار نحاور في السطور التالية، الدكتور عبد الفتاح خضر، عميد كلية القرآن الكريم بطنطا.

 

بم تتميَّز كلية القرآن عن الأكاديميات الإلكترونية؟

لا توجد مقارنة في الأساس، فأنَّى للثَّرى أن يبلغ الثُّريّا؟، فكلية القرآن الكريم هي قلعة من القلاع الحصينة التي تعنى بكتاب الله الكريم وهو الوحي الإلهي، أما هذه الأكاديميات التي فقدت -غالبا- الأصولية والأكاديمية والمهنية في تقديم طالب عِلْم متميز للمجتمع.

كما أن هذه الأكاديميات تظهر قليلا ثم يأفل نجمها ويزول أثرها، ولقد لوحظ أنَّ كثيرًا من هذه الأكاديميات تعطي إجازات بأموال مبالغ فيها دون أن يستفيد الطالب من التحاقه بها.
ولقد وقفنا على مهازلَ حقيقية في عمل بعض الأكاديميات، فبعضها  يعطي الطلاب إجازات دون أن يعرضوا عليهم الختمة كاملة، وأضف إلى ذلك أنَّ بعض مشايخ هذه الأكاديميات يُجيزون الطلاب بالاختبار دون قراءة ختمة كاملة تامة بجميع الوجوه.

 

إذن ما هو الفرق بين كلية القرآن وهذه الأكاديميات؟


إنَّ كلية القرآن الكريم تتفرد عن غيرها بوجود ثُلّة من كبار أهل العلم الذين تميزوا بضبط القرآن الكريم حفظا، وتجويدًا، وفَهْما، كما ضبطوا جميع علومه من: رسم المصحف الشريف، وضبطه، وعد الآي، والوقف والابتداء، ودفع المطاعن عن القرآن الكريم وقراءاته، وبيان إعجاز القرآن الكريم وبلاغته، وتوجيه قراءاته المتواترة والشاذة، وغير ذلك مما يصب في خدمة القرآن الكريم.


وقبل كل هذا تمكنوا من ناصية علم القراءات رواية ودراية، ولا يخفى على شريف علمكم أنَّ كثيرًا من أعضاء هيئة التدريس بالكلية قد حصلوا على المركز الأوّل على مستوى العالم في بعض المسابقات الدولية، أضف إلى ذلك أنهم ضبطوا علوم العربية، وغيرها من العلوم الإسلامية.

فإن كان جُلّ علماء كلية القرآن الكريم بهذا التمكُّن؛ فيقينًا أنهم يُقدِّمون مادة عِلْميَّة متميَّزة لا توجد في غيرها من الأكاديميات الخاصة.

إنَّ كلية القرآن الكريم لها مناهج ثابتة، وضعها أهل الاختصاص من علماء الأزهر الشريف، الذين تميزوا بالفكر الوسطي، وعليه: فإن سلوك، وفكر، وعلم خريج كلية القرآن الكريم سالم -غالبا- من الملوّثات الفكريّة. 

أضف إلى جميع ما سبق أن كلية القرآن الكريم من أوائل كليات جامعة الأزهر حصولا على شهادة الاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم التابعة لمجلس الوزراء، وهذا يعني أنها حققت المعايير العلمية العالمية، وأنَّ طلابها قد حصدوا المراكز الأولى في المسابقات العالمية.

 

ما تعليقك على الكيانات المتشددة لتعلم علوم القرآن والشرع؟


مَن تربَّى في الأزهر يكره التشدد وأهله، ودعني أترك انتقاد هؤلاء إلى وضْع حلّ لمثل هذه السلبيات، وينبغي لنا علماء كلية القرآن الكريم، والأزهر الشريف أن نوسع دائرة الإقراء، والتعليم؛ لتستوعب كل المريدين، فينصرفوا عن المتشددين.

كما أنه لا يخفى على منصف دور الأزهر المتميز في عصرنا الحاضر المتمثل في الأروقة العلمية التي تقوم على تدريس جميع العلوم العربية، والإسلامية.

 

كيف ترى انتشار القراء على فيس بوك؟

 

حب الناس لكتاب الله- عز وجل- جعلهم يتغنون بالقرآن الكريم قبل التمكُّن من أحكامه، ولكن لجهل كثير منهم بما يتعيَّن عليهم في هذا المقام؛ غاب عنهم أنَّ كلام الله لا يُقرأ إلا مجوَّدًا؛ لذا يجب عليهم أن يحفظوه كاملا، ثم يجوَّدوه على شيخ مجاز مشهود له بالأمانة والإتقان، ثم يُؤذَن لهم بالتلاوة في أيّ مكان.

 

كيف نحافظ على صدارة مصر في دولة التلاوة؟

 

هذا السؤال يدل على وطنية السائل، وغيرته على دينه؛ لذا أُنبِّهُ ابتداء على أن الإبداع في مصر سجية، وكما يقولون بالعامية: مصر ولَّادة، يعني: لن ينقطع أهل الإتقان، والإبداع منها، بإذن الله- تعالى- ما بقيت السماوات والأرض.

ولكن إذا أردت المحافظة على الصدارة التي حباها الله- تعالى- بلدتنا الطيبة مصر حفظها الله، والتميز في كل زمان ومكان: فينبغي أن نقوم بعمل مدرسة، أو رواق أزهري في كل محافظة، بل في كل مدينة، يسمى (رواق المبدعين).

 

وما مهمة هذا الرواق؟


يقوم هذا الرواق على اختيار المتميزين من حفظة القرآن الكريم من صغار السن؛ لتنمية مواهبهم، وإصقالها رواية، ودراية، ويشترط فيمن يلتحق بهذا الرواق: التفرغ، والمتابعة الأسبوعية بضوابط يضعها رجال الأزهر الشريف.

كما ينبغي لمن يقوم بهذا العمل، أن يكون من المشهود لهم بالضبط، والإتقان، والتمكن، ويفضل أن يكونوا من الشباب.

 

كيف نحصن الأسرة في عصر المعلوماتية؟

 

على الفرد أن يتحصن بالعلم والثقافة والقدوة، ويأخذ من عصر المعلوماتية ما ينفع به أسرته ويحافظ على استقرار مجتمعه، لأننا أصبحنا نعيش الآن في عصر المعلوماتية، وما صاحبه من تغييرات أثرت في حياة الأسرة التي تعد هي اللبنة الأولى لكل مجتمع، حيث لمسنا تغيرات اجتماعية وقيم وسلوكيات لا أصل لها في ثقافة أفراد تلك الأسرة، وذلك نتيجة تعرضهم وتلقيهم لمعلومات اختلط صالحها بفاسدها، خيرها بشرها، مؤكدا أنه من الواجب علينا تحصين تلك الأسرة ضد فساد عصر المعلوماتية.

وأفضل طرق تحصين الأسرة ضد فساد هذا العصر؛ هي عن طريق تفعيل دور كل فرد من أفرادها  في الحفاظ على نفسه وأهله ومجتمعه من عواقب هذا الفساد، فالأب عليه أن يرسي في أبنائه دعائم البنوة السليمة والعقيدة الصحيحة والعبادة المستقيمة والسلوكيات العامة، كذلك الأم عليها دور كبير في المحافظة والحذر من أن يقع للأبناء من السوء ما تكره، أيضا الأخ والأخت كل منهما لا بد أن يعلي من شأن أخيه، ويحافظ عليه من كل مكروه.

وفساد عصر المعلومات لن يتمكن من النيل من ترابط الأسرة في ظل تكامل الآباء مع الأمهات والأبناء، وأنه منذ أن أصبح دور الآباء والأمهات دورا تقابليا وليس تكامليا؛ كثرت الخلافات في الأسرة، وانتشر الطلاق انتشارا كبيرا.