الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام : مخالفة الفطرة لا تأتي إلا بالويل والفساد والدمار

مخالفة الفطرة
مخالفة الفطرة

قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام،  إنه بلغ الحال بأولياء الشيطان أن يتداعوا لطمس الفطرة وإفساد الخلقة بفرض قوانين لتشريع زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة والتزاوج مع الحيوانات والتحريض على الانحراف الجنسي والشذوذ وكل أنواع الإباحية.

مخالفة الفطرة 

وأوضح " غزاوي" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنهم جعلوه تطورا وحضارة، واتخذوا موقفا عدائيا ممن أنكر ذلك وعَدُّوه متخلفا متطرفا، منوهًا بأن فطرهم ارتكست واختلت مفاهيمهم؛ فحاربوا الطهر والفضيلة وعاقروا الفجور والرذيلة وبلغوا الغاية في الانحطاط الأخلاقي والانهيار القيمي والهبوط إلى الدرك البهيمي.

وتابع: حتى فاقوا ما كان عليه قوم لوط الذين أتوا الفاحشة التي لَمْ يَسْبِقْهُمْ بِهَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي آدَمَ وَلَا غَيْرِهِمْ، فعاجلهم الله عز وجل بعقوبة لَمْ يُعاقِبْ بِها أحَدًا غَيْرَهُمْ، وجَمَعَ عَلَيْهِمْ مِن أنْواعِ العُقُوباتِ بَيْنَ الإهْلاكِ، وقَلْبِ دِيارِهِمْ عَلَيْهِمْ، والخَسْفِ بِهِمْ، ورَجْمِهِمْ بِالحِجارَةِ مِنَ السَّماءِ،  وذَلِكَ لِعِظَمِ مَفْسَدَةِ هَذِهِ الجَرِيمَةِ الشنعاء التي غيروا بها الفطرة وقلبوا الحقائق.

وأضاف أنه ليس ببعيد أن تصيب نقمة الله وينزل عذابه الشديد بمن تشبه بهم وفعل فعلهم واتبع آثارهم، كما قال سبحانه ﴿وماهي من الظالمين ببعيد﴾، فلا تأتي مخالفة الفطرة التي خلق الله الناس عليها إلا بالويل والفساد والدمار، وهؤلاء المفترين منتكسي الفطر المبدلين لخلق الله قد أفلسوا روحيا وانهارت عندهم كل القيم الإنسانية والحضارية.

يعانون من أزمات أخلاقية

وأشار إلى أنهم أصبحوا يعانون من أزمات أخلاقية ومشكلات اجتماعية، فلم يرق لهم أن يبقى المسلمون على أخلاقهم وآدابهم وسلوكياتهم المستقاة من الوحي المطهر والمتفقة مع الفطرة السليمة فقام بعضهم باستفزاز مشاعر المسلمين في كل مكان واستثارة غضبتهم، بشن حملات محمومة وأفعال عدائية معلنة متكررة ضد العالم الإسلامي بدعوى حرية الرأي.

واستطرد : و ما حرق المصحف الشريف وامتهانه وتدنيسه والنيل من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والسخرية منه والطعن فيه والتشكيك في سنته إلا صورة من صور ذلك؛ فأظهروا بذلك حقدهم الدفين ضد المسلمين وأججوا نار الكراهية والعنف، لكنها كلها بفضل الله محاولات يائسة في الصد عن سبيل الله وتشويه صورة الإسلام لا تلبث أن تعود عليهم بالخسارة والوبال. ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

ولفت إلى أن الله تَعَالَى فَطَرَ خَلْقَهُ عَلَى مَعْرِفَتِهِ وَتَوْحِيدِهِ، يَوْمَ أخْرَجَهم مِن ظَهْرِ آدَمَ كالذَّرِّ، وأشْهَدَهم عَلى أنْفُسِهِمْ أنَّهُ رَبُّهم وآمَنُوا بِهِ، فَمَن كَفَرَ فَقَدْ غَيَّرَ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها، لما  قال الله تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ ويَشْهَدُ لِهَذا قوله  -صلى الله عليه وسلم- : "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلى الفِطْرَةِ فَأبَواهُ يُهَوِّدانِهِ أوْ يُنَصِّرانِهِ أوْ يُمَجِّسانِهِ...".

ودلل بما ورد في الحديث القدسي: "إنِّي خَلَقْتُ عِبادِيَ حُنَفاءَ فَجاءَتْهُمُ الشَّياطِينُ فاجْتالَتْهم عَنْ دِينِهِمْ وحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ ما أحْلَلْتُ لَهم" ، منوهًا بأنه تعالى قد بعث نَبِيَّهُ  -صلى الله عليه وسلم-  بَدين الْإِسْلَام، الحنيفية السمحة الَّذِي لَا اعْوِجَاجَ فِيهِ وَلَا انْحِرَافَ ﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.